دار لبنانية تعيد نشر رواية شقيق أسمهان: تكشف تفاصيل حياتها وخلافاتها
الناشر اللبناني لقمان سليم يلفت في مقدمة الطبعة إلى أن فؤاد الأطرش شقيق أسمهان كان ما بينه وبين شقيقته في حده الأدنى عاصفا
يعيد كتاب "قصة أسمهان"، الذي أعادت دار الجديد اللبنانية نشره، التذكير بالتجربة الصعبة التي عاشتها المغنية الشهيرة أسمهان 1912-1944، والتحولات التي رافقت مسيرتها منذ أن ولدت في عائلة من أمراء الدروز وحتى رحيلها الغامض في القاهرة.
ويلمح الكتاب إلى مسؤولية ملك مصر السابق فاروق عن مقتل المغنية الشهيرة بالقول "كانت أسمهان تعرف من أسرار أمه حين كانت في فندق الملك داوود الشيء الكثير"، ويتساءل "هل قتلها ليطوي معها الفضائح إلى القبر؟ ولا ينتهي إلى تقديم إجابة محددة لأنه يفتح أقواس الاتهام لتضم معها أجهزة مخابرات فرنسية وإنجليزية حاولت قتلها في بيروت من قبل".
كما لا يستبعد أن تكون اغتيلت من قبل العائلة، وبالتحديد من زوجها السابق الأمير حسن وشقيقها فؤاد، الذي لم يقبل طوال حياته (1911-1998) بذلك الاتهام.
أسمهان (1912-1944) سورية الأصل، اضطرت مع أمها إلى مغادرة سوريا والاتجاه نحو مصر وهي طفلة، عقب نشوب الثورة الدرزية وانطلاق الثورة السورية الكبرى.
وفي القاهرة عاشت مع عائلتها حياة البؤس، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الـ5 الذين سرعان ما نقص عددهم بوفاة الصغيرين أنور ووداد، قبل أن تظهر مواهب (آمال) التي تغير اسمها إلى أسمهان، بعد أن اكتشفها الملحّن داود حسني (1871-1937).
في 1933 تزوجت أسمهان من الأمير حسن الأطرش، وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا لتمضي معه عدة سنوات رزقت خلالها بابنة وحيدة هي كاميليا، لكنها كانت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا ودخلت المجال السينمائي وحققت شهرة كبيرة فيها بعد زواجها من الممثل أحمد سالم.
وأثيرت الكثير من القصص والأقاويل حول تعاونها مع الكثير من أجهزة الاستخبارات التي نشطت في العالم العربي بين الحرب العالميتين، وحول غراميات جمعتها مع رجال عصرها وأبرزهم الصحفي المصري الشهير محمد التابعي، ولا يزال مقتلها يمثل لغزاً كبيراً.
وصدر الكتاب في سلسلة "طبق الأصل" وكتبه الصحفي المصري فوميل لبيب، ونشره لأول مرة عام 1962، ونقل فيه ما يرويه السيد فؤاد الأطرش شقيق أسمهان، ومنذ ذلك الحين لم تجدد طباعته رغم تنامي الشغف بسيرة المطربة التي تحولت حياتها لمسلسل تلفزيوني شهير لعبت بطولته الممثلة السورية سلاف فواخرجي عام 2008.
ويلفت الناشر اللبناني لقمان سليم في مقدمة الطبعة إلى أن فؤاد الأطرش شقيق أسمهان كان ما بينه وبين شقيقته في حده الأدنى عاصفا".
وفؤاد الأطرش منتج سوري مواليد عام 1911 في دمشق هو شقيق فريد وأسمهان، غادرت أسرته سوريا إلى مصر وتواصلت الأسرة مع الفرع الصغير في مصر.
فيما بعد أصبح مسؤولاً عن شركة فريد وأسمهان، وتزوج مرتين من الوسط الفني الأولى من الفنانة هدى سلطان ثم من الفنانة إيمان، وتوفي في مصر عام 1998.
وينفي الأطرش في مقدمته "ما أشيع عن تورطه في تحريض زوج شقيقته الأمير حسن الأطرش على قتلها" قائلا "لم يكن من بدأ إزاء هذه الظلمات المتراكمة حول سيرة شقيقتي سوى العودة إلى الموضوع، ولم يكن بدا من إيضاح الحقائق، وقطع دابر الشائعات، ووضع الأمور في نصابها الصحيح".
ويعتبر الأطرش نفسه القادر على فهم أسمهان، لأنه ينطوي في قرارة نفسه على حب الأخ تجاهها، وهو الحب الذي لا يعمي عن السيئات وإن فرح بالحسنات، ولا يغفل الأخطاء أو الهفوات عندما يعني بذكر المحاسن، مؤكدا "أن الزمان لا يجود كل يوم بأسمهان".
وفوميل لبيب كان أحد ألمع محرري دار الهلال في القاهرة، نال ماجستير في العلوم السياسية وتنوعت كتاباته ما بين السياسة والفن، وصحب الرئيس المصري أنور السادات في زيارته الشهيرة للقدس عام 1977.
توفي لبيب عام 1988، وعرف بصلته الشهيرة بالفنان الراحل فريد الأطرش شقيق أسمهان، وألف كتاباً عنه يعد من أدق المصادر عن سيرته الذاتية ويمكن اعتباره بوصف الناشر "كاتب السيرة الذاتية" المسمى من قبل آل الأطرش من الفنانين.
aXA6IDE4LjIxOC4xOTAuMTE4IA== جزيرة ام اند امز