مؤلف كتاب "الإدارة الثقافية" لـ"العين الإخبارية": دبي نموذج عالمي فريد
الباحث الإماراتي ياسر القرقاوي يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن كتابه البحثي الأول "الإدارة الثقافية.. دبي نموذجاً"
في ظل ما يحيط بقطاع الأبحاث والدراسات العربية المتخصصة بالإدارة الثقافية من تحديات عالمية، من حيث مقدرته على التطور ودخول حقل الاستثمار، قرر الباحث الإماراتي ياسر القرقاوي مدير إدارة البرامج والشراكات في وزارة التسامح بدولة الإمارات، الغوص في هذا الميدان البحثي، من خلال كتابه "الإدارة الثقافية.. دبي أنموذجاً"، الحاصل على جائزة العويس للإبداع لعام ٢٠١٨، منطلقاً من تجربته الذاتية التي تمتد إلى عشرين عاماً، ومستنداً إلى معايشته للمؤسسات والفعاليات الثقافية في دولة الإمارات ودبي خاصة.
ثاني المؤلفات العربية
ويبحث الكتاب الصادر عن ندوة الثقافة والعلوم في دبي عبر صفحاته المائة في منظومة التفاعل المؤسسي في القطاع الثقافي بدبي، حيث يشير المؤلف في كتابه الذي يعتبر باكورة إنتاجه المعرفي وثاني المؤلفات البحثية العربية حول هذا الموضوع، إلى أهمية الإدارة الثقافية من حيث حضورها في تشكيل الأحداث المختلفة ثقافياً وفنياً وأدبياً، وتأسيساً على أن هذا الشق من الإدارة لم يتم تسليط الضوء عليه محلياً على مستوى الأبحاث والدراسات، فقد اهتم البحث بالنبش في تاريخ وسيرورة الإدارة الثقافية في دولة الإمارات عموماً، وفي إمارة دبي خصوصا".
علم قائم بذاته
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" قال ياسر القرقاوي، إن الإدارة الثقافية كعلم قائم بذاته، تعتبر من العلوم الحديثة نسبياً على مستوى العالم، حيث بدأت في فترة التسعينيات، واهتمت بكيفية إدارة المؤسسات الثقافية والاستثمار في المجال الثقافي بتخصصاته العلمية أو في مجالات المسرح والموسيقا والسينما أو غيرها.
وأشار القرقاوي إلى أنه اختار دبي أنموذجاً في كتابه "الإدارة الثقافية.. دبي أنموذجاً" كونها تملك العديد من الأمثلة على أساليب الإدارة الثقافية، منها ما يعنى بالأهداف أو تلك التي تركز على الربح المادي، أو الإدارات التي توازن ما بين المدخلات والمخرجات، وهذه المنظومة المتكاملة، بحسب القرقاوي، لا يمكن إيجادها في أي دولة على مستوى العالم.
ثراء دبي الثقافي
إمارة دبي التي تتصدر جغرافية المبحث، وتعتبر كما يوضح الكتاب، الوحيدة على مستوى العالم التي تملك ثراءً وتنوعاً ثقافياً فريداً.
وحول هذا الثراء قال القرقاوي في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن أهمية المبحث تكمن في كونه يجمع ما بين الجانب الإداري والجانب الإنساني، من حيث تركيبة الفرد الإماراتي وكل من يعيش على أرض الإمارات أو حتى من يحل سائحاً فيها، لا سيما أن الكتاب يركّز على تركيبة المؤسسات الثقافية وكيف بدأت في فترة ما قبل الاتحاد إلى تطورها الكبير خلال العقود الماضية، وكيف ستؤول الحال عليه في المستقبل، وقد ختمت الكتاب بمجموعة من التوصيات التي آمل أن يتم الأخذ بها".
مواكبة المتغيرات
ويشير القرقاوي في كتابه إلى أن الإدارة الثقافية في دولة الإمارات استطاعت أن تخطو بسرعة نحو المستقبل، ولكنها في الوقت ذاته لا تزال في حاجة إلى المواكبة والتفاعل مع التطور العالي والتجدد في النظم الإدارية المتغيرة، والانفتاح على الاستثمار والربحية.
ويستعرض الكتاب عناصر القوة والضعف في العمل الثقافي المؤسساتي ويبحث في إمكانية الاستثمار فيها بحيث تحقق التوازن بين الجانب الربحي والمعرفي، كالاعتماد على الحوكمة والتعاون بيم مؤسسات القطاع العام والخاص.
توصيات عامة
يرى القرقاوي وهو رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الشعبي، أن المستقبل مهم جدا في تأسيس مسار استثماري ربحي للمؤسسات الثقافية، ما يستدعي وجود صيغة تأسيسية للنموذج الذي كانت عليه الإدارات الثقافية سابقاً.
وختم القرقاوي كتابه البحثي في مجموعة من التوصيات لمواكبة متطلبات الإدارة الثقافية في دولة الإمارات ودبي خاصة وتفعيل دورها في العشر سنوات المقبلة، ولعل أبرز التوصيات هي: تحويل مفهوم الاستراتيجية من خطة عمل مكتبية الطابع إلى خارطة طريق عملية ديناميكية الطابع والإجراءات، والعمل على إعادة تشكيل ضمنية للمهمات والأقسام بحيث تعمل للمستقبل وليس للفترة الآنية، وفتح العمل على منهجية العصف الذهني، وبناء توجه داخلي على واقع فريق العمل، وتشكيل منظور استثماري مادي، ووضع التعدد الثقافي والديموغرافي في عين الاعتبار عند التخطي لأي فعالية بشكل عام، وفتح باب الورشات التدريبية الخاصة بإنماء الإدارة الثقافية الحديثة، واعتماد آليات معاصرة للارتقاء بأداء فريق العمل.
ثناء على أهمية المبحث
لقي كتاب ياسر القرقاوي "الإدارة الثقافية.. دبي أنموذجاً" إشادات كثيرة لما يحتويه من قيمة معرفية وبحثية، حيث كتب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح في دولة الإمارات مقدمة الكتاب، مثنياً على مسيرة القرقاوي خلال عمله في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية عندما كان الشيخ مبارك بن نهيان على رأس الوزارة.
وقال القرقاوي "أشكر الوزير نهيان بن مبارك آل نهيان الذي أتلقى منه كل الدعم والتحفيز، لا سيما أنه من كتب مقدمة المبحث وأثنى على مخرجاته".
aXA6IDMuMTM4LjEzNS40IA== جزيرة ام اند امز