«أوبروجيبانت».. حبة واحدة تُسكت عاصفة الصداع النصفي قبل أن تضرب رأسك

في اختراق طبي جديد، اكتشف باحثون أن دواءً يُستخدم حاليا لتخفيف ألم الصداع النصفي، يمكنه أيضا إيقاف أعراض النوبة المبكرة.والنوبة المبكرة، هي مرحلة غالبا ما لا يلاحظها المرضى رغم أنها قد تؤثر على 80% منهم، وفق الباحثون من كلية كينغز لندن.
ويعمل الدواء الذي يُدعى "أوبروجيبانت" ، عن طريق منع مادة كيميائية تُدعى " CGRP " تلعب دورا رئيسيا في نقل إشارات الألم خلال نوبة الصداع النصفي.
وتُعد هذه أول دراسة تُظهر فعالية هذا العقار في ما يُعرف بـ المرحلة التمهيدية أو "البرودرومية" من الصداع النصفي، والتي قد تبدأ قبل أيام من ظهور الألم، وتشمل أعراضا مثل الإرهاق، وتقلبات المزاج، وضبابية التفكير، وآلام الرقبة، وحتى الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة.
وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر ميدسي"، شارك 438 مريضا تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاما، وتم إعطاؤهم إما جرعة واحدة من "أوبروجيبانت" أو دواء وهمي عند بدء الأعراض المبكرة.
النتائج أظهرت تحسنا ملحوظا لدى من تناولوا الدواء الحقيقي، إذ قلت لديهم أعراض مثل التعب وآلام الرقبة، وتمكنوا من التركيز بشكل أفضل خلال ساعة من تناوله.
ورغم بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل الدوخة أو الغثيان، إلا أن الباحثين وصفوها بأنها غير شديدة، وأشاروا إلى أن هذه الفئة من الأدوية لا تسبب "صداع الإفراط في الدواء"، وهي مشكلة معروفة مع بعض المسكنات التقليدية.

ويقول البروفيسور بيتر جودسبي، أحد أبرز خبراء الصداع النصفي عالميا والمشارك في الدراسة، أكد أن أغلب المصابين يعانون من أعراض مبكرة، إلا أن الكثير منهم لا يدركون أنها جزء من نوبة الصداع النصفي، ما يجعل تشخيصها مبكرا أمرا بالغ الأهمية.
ومن جهة أخرى، يعمل باحثون أميركيون على تطوير لاصقة جلدية تحتوي على أدوية مضادة للألم والغثيان، كبديل أكثر فعالية للحبوب خاصة لدى من يعانون من القيء خلال نوبة الصداع النصفي.
وهذه النتائج تمثل أملا جديدا للملايين من مرضى الصداع النصفي حول العالم، إذ تفتح الباب أمام تدخلات مبكرة قد تمنع الألم قبل أن يبدأ.