السنيورة لـ"العين الإخبارية": عون "خرق" الدستور.. والحريري الأنسب للحكومة
السنيورة قال لـ"العين الإخبارية" إن "عدم مبادرة عون إلى دعوة مجلس النواب للاستشارات النيابية، يمثل خرقا فاضحا للدستور".
اتهم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، رئيس الجمهورية ميشال عون، بـ"ارتكاب خرق فاضح للدستور"؛ لتأخيره دعوة النواب لإجراء استشارات نيابية ملزمة وتسمية رئيس الحكومة الجديد.
ورغم مرور نحو 3 أسابيع على استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة لا تزال الأزمة اللبنانية "محلك سر" حتى اللحظة، في ظل تعثر التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء السياسيين على شكل وطبيعة الحكومة المزمع تشكيلها، في وقت تأخذ فيه الاحتجاجات زخما جديدا كل يوم مع إطالة أمد حل الأزمة.
ودخلت الاحتجاجات اللبنانية اليوم الـ41 لها، وسط إصرار شديد على الاستمرار حتى تحقيق المطالب المتمثلة في تشكيل حكومة خبراء، وتغيير كل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والكذب، بينما تتجاهل السلطة الحاكمة تلك المطالب.
السنيورة قال في تصريحات خاصة من بيروت لـ"العين الإخبارية": إن "عدم مبادرة الرئيس عون إلى دعوة مجلس النواب للاستشارات النيابية، يمثل خرقا فاضحا للدستور، يحاسب عليه خاصة أن البلاد تمر بفترة شديدة الصعوبة على جميع المستويات".
وأكد أن رئيس الجمهورية ملزم وفقا للدستور بعد استقالة الحريري بأن يقوم بالدعوة للاستشارات واحترام نتائجها؛ ما يعني أن عون تعدى ليس فقط على الدستور؛ بل أيضا على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف الذي ستتم تسميته من غالبية النواب، بتأخير الاستشارات والتدخل بتحديد طبيعة الوزارة وشكلها، فضلا عن تجاوزه صلاحيات البرلمان الذي يقوم بالتأليف قبل التكليف.
وفي تشخيصه لواقع الأزمة اللبنانية، قال السنيورة: "الرئيس عون كان يضع الشروط على رئيس الحكومة الجديد قبل تكليفه، حتى يلتزم بالقواعد التي يريدها والبعض ممن حوله، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا".
لا انفراجة قريبة
رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق دعا "عون" أيضا إلى المبادرة بشكل فوري بتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة، على أن يتصرف كل نائب حسب قناعاته، ويسمي من يختاره ويرى أنه الأصلح.
وشدد السنيورة على أنه "لا يرى حتى الآن حلا للأزمة اللبنانية، أو حدوث انفراجة قريبة لها"، داعيا جميع الفرقاء السياسيين إلى إدراك دقة المرحلة التي تقتضي تضحيات حقيقية للتوصل إلى مخرج من هذا الانسداد في الأفق.
وتابع: "لبنان يمر حاليا بظروف صعبة جدا؛ بل يقترب من الدخول إلى نفق قد يكون من المستحيل الخروج منه، سواء على الصعيد المالي أو الاقتصادي أو الأمني، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير التلكؤ في القيام بالاستشارات النيابية".
وأصاف: "لا يمكن لأي مسؤول عدم التبصر أو النظر إلى ما يريده الشباب اللبناني في جميع الساحات، وهو الذي يمثل المستقبل، في مقابل من يخاطبهم بعقلية ولغة خشبية قديمة".
ويصر الحريري على أنه إذا اختير لتشكيل للوزارة الجديدة، فإنها ستكون حكومة إنقاذ مصغرة من الاختصاصيين (تكنوقراط) بالكامل، بما يتماشى مع مطالب الحراك الشعبي حتى يمكن لها أن تعمل في انسجام بمنأى عن التجاذبات السياسية.
في الوقت نفسه، يتمسك الثنائي (حزب الله وحركة أمل) بموقفهما بتشكيل حكومة (تكنو–سياسية)، وهي مزيج من السياسيين والخبراء.
الحريري الأنسب
فؤاد السنيورة تحدث أيضا عن تواصله مع سعد الحريري، لبحث تطورات الأزمة، وجدد في هذا الصدد التأكيد على أنه المخرج للأزمة الحالية، قائلا: "هو الشخص الأنسب لتولي المسؤولية لما يتمتع به من رمزية وطنية، ولديه الشعبية والحضور على الساحة اللبنانية".
وفي رده على تعرض متظاهرين لاعتداءات من عناصر متابعة لمليشيا حزب الله، قال السنيورة إن المتظاهرين غيروا الواقع السياسي وعبروا عن رأيهم بشكل حضاري، مؤكدا أن قوة الانتفاضة الحالية في سلميتها، والرد عليهم بهذا الأسلوب العنيف هو أمر مرفوض وغير مقبول إطلاقا.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد دعا، أمس الإثنين، في بيان، إلى الحفاظ على "الطابع السلمي للاحتجاجات" في لبنان، بعد هجمات شنها أنصار مليشيا حزب الله وحركة أمل، الليلة الماضية.
وتابع البيان، الذي وافق عليه المجلس بالإجماع خلال اجتماع عادي حول لبنان، أن الدول الأعضاء "تطلب من جميع الأطراف الفاعلة إجراء حوار وطني مكثف والحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرات عن طريق تجنب العنف واحترام الحق في الاحتجاج من خلال التجمع بشكل سلمي".
وكان أنصار مليشيا حزب الله وحركة أمل قد هاجموا، مساء الأحد، المتظاهرين الذين أغلقوا جسر الرينج في وسط بيروت، وحطموا واجهات المتاجر والعديد من السيارات.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز