السنيورة بعد لقائه حسان دياب: ينبغي رفع وصاية إيران عن لبنان
رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق يقول إن رؤية لبنان تقوم على تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين بعيدا عن الأحزاب
أكد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة أن بلاده تعاني من مشكلات كبيرة تتطلب رؤية واضحة وحقيقية، ومن بينها ضرورة رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان.
- الحريري: الحل الوحيد لأزمة لبنان هو تشكيل حكومة إخصائيين
- نتنياهو يحذر لبنان من استخدام إيران أراضيه لضرب إسرائيل
وقال السنيورة عقب لقائه الرئيس المكلف بتشكيل رئاسة الحكومة الجديدة الدكتور حسان دياب: "رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان لا يعني التصادم مع طهران، بل يجب السعي لبناء علاقات صحيحة تقوم على الصداقة، والتزام طهران بعدم التدخل بالشؤون الداخلية".
وأضاف "ينبغي على لبنان أن يرى بوضوح ويتصرف حسب ما تمليه عليه مصلحته العربية، واقتصاده الذي يتعرّض لأزمة طاحنة، ويلتزم بشكل ثابت باحترام مصلحة أبنائه المنتشرين في العالم العربي".
وحول تشكيل الحكومة، قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق إن رؤية لبنان تقوم على تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين بعيدا عن الأحزاب.
والتقى السنيورة، الجمعة، الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة والمدعوم من حزب الله وحلفائه حسان دياب، ضمن اللقاءات البروتوكولية التي يجريها دياب برؤساء الحكومات السابقين للبنان.
وقال حسان دياب عقب اللقاء: "إن الزيارة تأتي في سياق جولته على رؤساء الحكومات السابقين، وسنكون على تواصل دائم مع دولته في المستقبل".
وكُلف دياب، وهو أكاديمي ووزير تعليم سابق، أمس الخميس، برئاسة الوزراء بدعم من حزب الله وحلفائه، عقب إجراء رئيس الجمهورية استشارات نيابية ملزمة مع النواب، وحاز الرئيس المكلف على 69 صوتا من أصوات النواب، وامتنع خلالها 42 نائبا عن تسمية أحد لتشكيل الحكومة، من بينها كتلة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري النيابية.
تكنوقراط مستقلين
وفي تعقيبه على نتائج لقائه الرئيس المكلف بالحكومة الجديدة، قال السنيورة: "تحدثت خلال اللقاء مع الرئيس المكلف عن شكل وطبيعة ومهمات الحكومة المقبلة".
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن رؤيته تقوم على تأليف حكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط) المستقلين حتى يمكن حل المشكلات والأزمات التي يمر بها لبنان.
وأضاف: "حكومة اختصاصيين مستقلين ما تحدثت به مع الرئيس المكلف، حتى تستطيع الحكومة العتيدة معالجة المشكلات بقدر كبير من التبصر، وهو ما أكد عليه دياب ضمن رؤيته للحل".
وتابع السنيورة: "من الناحية البروتوكولية يزور الرئيس المكلف رؤساء الحكومة السابقين، للحديث معهم بشأن ما تتطلبه المرحلة الحالية وطبيعتها".
السنيورة أشار إلى أن النقاش مع دياب تطرق إلى طبيعة المشكلات الحالية التي يعاني منها لبنان لا سيما التردي الكبير الحاصل في الأوضاع الاقتصادية والمالية، إضافة إلى الخلل الحاصل في التوازنات الداخلية في لبنان.
هذا بجانب الخلل الكبير الناتج عن عدم احترام التوازنات الخارجية لا سيما فيما يخصّ سياسة لبنان الخارجية، وتحديدا في علاقات لبنان مع أشقائه العرب والمجتمع الدولي، وهي كلّها أمور لها تداعياتها الكبرى على إمكانية حصول لبنان على الدعم المنشود من أشقائه وأصدقائه بما يستعيد النمو الاقتصادي.
وبشأن انتقاد بعض الأصوات النيابية لطريقة تشكيل الحكومة، قال السنيورة: "إن طريقة التكليف جرت بعد انتهاكات عديدة للدستور اللبناني، وعقب إضاعة أكثر من 50 يوما، ولذا على الرئيس المكلف التنبه جيدا لشروط التكليف".
وحذر السنيورة من أنه في غياب تلك الإصلاحات الحقيقية، وفي غياب اعتماد الحلول الصحيحة لمعالجة المشكلات القائمة والداهمة، فإن الخروج من هذه الأزمات الكبرى التي يعاني منها لبنان يصبح الأمر مستحيلا.
زيارة هيل طبيعية
وحول زيارة مساعد وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل للبنان في هذا التوقيت، وما اعتبره البعض تدخلا في الشأن الداخلي، قال السنيورة: "الزيارة طبيعية ولا يجوز التسرع باعتبارها تدخلا قبل أن نعرف ماهيتها، وعلينا الانتظار لما ستسفر عنه من نتائج".
وكان المسؤول الأمريكي قد دعا عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم إلى ضرورة دفع عجلة الإصلاحات، وشدد على أنه "حان الوقت لترك المصالح الحزبية جانبا، والعمل من أجل المصلحة الوطنية ودفع عجلة الإصلاحات، وتشكيل حكومة تلتزم بإجراء تلك الإصلاحات وتستطيع القيام بها".
وبشأن مدى تفاؤله للمرحلة المقبلة والخروج من الأزمة الحالية، قال السنيورة: "أنا متفائل بقدر ما نحسن - كمسؤولين وسياسيين وأحزاب ومواطنين - التقدير الصحيح للأمور والتدبر الصحيح لمشكلاتنا، وأن نعتمد الإصلاحات والمعالجات الصحيحة لمشكلاتنا، وبقدر توفر الإرادة القوية والمثابرة وبقدر ممارسة التبصر بطبيعة المرحلة ومشكلاتها، والسعي لإيجاد الحلول الصحيحة لها".
وفي تعليقه على المدى الزمني لتشكيل الحكومة الجديدة، اكتفى بالقول: "الله أعلم".
عقبات الطائفة السنية
وكان دياب أكد، في تصريح عقب لقاء فؤاد السنيورة، أن وجوده في منصب رئاسة الحكومة، يتفق مع أحكام الدستور، وأي عقبات أخرى تتعلق بتعداد تصويت نواب الطائفة السُنّية له خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء يمكن تجاوزها.
وأشار إلى أنه لن يكتفي بالاستماع إلى آراء الكتل النيابية في البرلمان حول أفكارها في شأن الحكومة الجديدة المرتقبة، وإنما سيُجري لقاءات متعددة مع القيادات المختلفة في الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد، والعمل على إمكانية تمثيل "الحراك الشعبي" داخل الحكومة.
كما التقى الرئيس المكلف اليوم رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، وقال دياب عقب اللقاء: "إن الزيارة لسلام مميزة وسنستمع بشكل دائم لنصائح دولته وسنأخذ بنصائحه".
وأردف دياب: "يجب البدء بالتأسيس لفريق عمل جديد والإسراع بالتأليف لحل الأزمة الحالية"، مضيفا: "أعتقد أن الحراك يريد حل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية".
والتقى رئيس الحكومة المكلف أيضا رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وقال دياب في مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم عقب اللقاء بـ"بيت الوسط": "إن الحريري أظهر تعاونا معه في سبيل تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة"، مشيرا إلى أن الأجواء إيجابية مع جميع القوى السياسية في لبنان.
وجاء تكليف دياب بعد نحو شهرين من استقالة الحريري، ورفضه القبول بإعادة تكليفه ما لم تكن حكومة تكنوقراط.
وهو ما رفضه الفريق الآخر، وتحديدا حزب الله وحركة أمل ورئاسة الجمهورية، متمسكين بحكومة تكنوسياسية، لينتهي الأمر بإعلان الحريري اعتذاره عن عدم قبول التكليف، مساء الأربعاء، أي قبل ساعات من موعد الاستشارات النيابية التي كانت قد أجلت مرتين.
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA==
جزيرة ام اند امز