قابلهم في نفق.. ماذا أخبر السنوار رهائن إسرائيليين بغزة؟
يصفه مسؤولون إسرائيليون بـ"الرجل الميت الذي يمشي"، وهو «المطلوب الأول لتل أبيب في غزة».. هذا هو يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، لكنه لم يظهر منذ بداية الحرب في القطاع.
باستثناء تصريح وحيد كان يشير إلى الاستعداد لإتمام صفقة تبادل 241 إسرائيليا رهائن في قطاع غزة بجميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والذين يزيد عددهم الآن على 6000.
- السنوار: جاهزون لصفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون إسرائيل
- «الرجل الميت» الذي يمشي.. من هو يحيى السنوار؟
إلا أن رواية للرهائن الإسرائيليين كشفت عن ظهور جديد للرجل بشخصه أمامهم، ووصفها المحلل في القناة 13 الإسرائيلية عميت سيغل بأنها "لا تصدق".
وقال سيغل: "لقد سمعنا العديد من القصص التي لا تصدق، ولكن هذه هي الأكثر غرابة على الإطلاق".
وأضاف: "روت إحدى المختطفات، التي عادت في الأيام الأخيرة من أسر حماس في غزة، لعائلتها حادثة وقعت في الأيام الأولى من الأسر، أي الأيام الأولى للحرب".
وتابع: "كانت هي والمختطفون الآخرون محتجزين في نفق عندما شعرت بشيء ما وفتح الباب".
وأردف: "يقف عند الباب رجل ملتحٍ يتحدث إليهم باللغة العبرية بطلاقة".
وأشار إلى أن الرجل قال لهم: "أنا يحيى السنوار، أنتم في المكان الأكثر حماية، لن يحدث لكم شيء".
ويكاد يكون هذا هو الحدث الوحيد الذي ظهر فيه السنوار أمام الرهائن منذ بداية الحرب.
وتعتبر إسرائيل أن "السنوار هو المطلوب الأول لها في غزة بعد تحميله المسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي على بلدات قطاع غزة".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد أن "يحيى السنوار أخطأ، وحسم مصير حماس في غزة".
ورغم أن السنوار كان مطلوبا لأجهزة الأمن الإسرائيلية ولكن في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وضعت الحكومة الإسرائيلية عليه إشارة "رجل ميت".
وتقص جميع أجهزة الأمن الإسرائيلية أثر السنوار في محاولة للعثور عليه وقتله، وهي تعتقد أنه يختبئ في أنفاق موجودة أسفل مدينة غزة.
من هو السنوار؟
ولد السنوار في أوائل ستينيات القرن العشرين في مخيم خان يونس للاجئين داخل قطاع غزة، لعائلة تعود جذورها إلى مدينة عسقلان.
ودرس في مدارس المخيم حيث أنهى دراسته في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العبرية من الجامعة الإسلامية في غزة.
وأصبح ناشطا وكان مقربا من مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته إسرائيل في عام 2004.
وقضى السنوار من سنوات عمره الـ61، 24 عاما في السجون الإسرائيلية، وهناك زاد حصيلته في اللغة العبرية وأصبح يتقنها بطلاقة ما مكنه من متابعة القنوات الإخبارية لوسائل الإعلام الإسرائيلية وقراءة الصحف الإسرائيلية.
وبعد اعتقاله الأول في عام 1982، حيث أمضى 4 أشهر بالسجن قيد الاعتقال الإداري دون توجيه اتهامات محددة له، أسس عام 1985 جهاز الأمن والدعوة "مجد" وهو جهاز استخباري تم تكليفه بمراقبة المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية ومعاقبتهم.
وعلى إثر هذه الخطوة فقد اعتقل لمرة ثانية في نفس العام، 1985، ليمضي في السجن 8 أشهر، لكنه بعد 3 سنوات اعتقل مجددا وتم الحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات أي 4 مرات مدى الحياة.
ومنذ العام 1988، بقي السنوار في السجن حتى العام 2011 حينما تم الإفراج عنه في صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بأكثر من 1200 أسير فلسطيني.
ويبدو أن هذه الصفقة أثرت كثيرا على السنوار الذي أراد تكرارها منذ توليه رئاسة حركة "حماس" في غزة عام 2017.
وفور الإفراج عنه، تولى السنوار مهمة التنسيق ما بين المكتب السياسي لحركة "حماس" وكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة.
ولم يكن السنوار غريبا على كتائب القسام حتى وهو بالسجن، ولكن توليه هذا المنصب أتاح له صلة أكبر مع القسام وما زال يقودها محمد الضيف.
لكن سطوته الحديدية على "حماس" في غزة بدأت بعد حرب 2014 حينما أمر بتشكيل لجنة تحقيق في أداء قادة الحركة خلال الحرب الإسرائيلية آنذاك، ليقوم بإقالة بعض قادة الحركة لاحقا.
ويوصف في "حماس" بأنه "صارم" في قراراته، أما في إسرائيل فيوصف بأنه "عنيد".
وتكررت محاولته في صفقة تبادل برزت في العام 2015، عندما عينته حماس مسؤولا عن ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل.
ففي حرب 2014 احتجزت "حماس" 4 إسرائيليين بينهم جنديان تقول إسرائيل إنهما قتلا في الحرب فيما لم تفصح "حماس" عن مصيرهما.
وقاد السنوار جولات المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل وأراد إخراج أكبر عدد ممكن من الأسرى من السجون الإسرائيلية، ولكن العديد من الجولات لم تؤد إلى أي نتيجة.
وفي إسرائيل يقولون إن "السنوار أصر على إتمام صفقة لتبادل الأسرى وإن هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول هدف أساسا إلى أخذ جنود رهائن لإتمام عملية صفقة كبيرة".
وعند انتخابه رئيسا لحركة "حماس" في العام 2017، ابتعدت عن المشهد قيادات عديدة من الحركة في غزة، مثل الدكتور محمود الزهار أو غادرت إلى الخارج مثل رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية.
وتشير تقارير عديدة إلى أنه كاد يخسر رئاسة الحركة في غزة في الانتخابات التي جرت في مارس/آذار 2021، في ظل وجود معارضة ملحوظة في صفوف الحركة لقيادته التي توصف بـ"الصارمة والشديدة".