هل ينهي مقتل السنوار حرب غزة؟
أثار مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار في عملية إسرائيلية برفح جنوب غزة، تساؤلات عديدة بشأن إمكانية وقف إطلاق النار وإنهاء أطول حرب بين الجانبين.
ووفق خبراء لـ"العين الإخبارية" فإن مقتل السنوار لن يثني إسرائيل عن مواصلة الحرب لعدة أسباب، أبرزها التعهدات بالقضاء على قدرات "حماس" وتفكيكها، وأيضا رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحفاظ على نفوذه السياسي، كون انتهاء الحرب يضعه أمام مستقبل غامض.
وفي أول رد فعل على مقتل السنوار، قال نتنياهو، الخميس، إن حماس لن تحكم غزة بعد الآن، وهذه فرصة لشعب غزة لتحرير أنفسهم من "استبداد حماس".
وأوضح أن هذا اليوم هو اليوم الذي يلي حماس، مؤكدا أن "الحرب لم تنته بعد"، مشيرا إلى أن المنطقة لديها فرصة لتحقيق السلام، حسب تصريحاته.
بينما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن "الفرصة باتت مواتية للتوصل إلى تسوية سياسية في غزة بعد حماس".
وتابع: "السنوار كان عقبة لا يمكن تجاوزها لتحقيق جميع تلك الأهداف، تلك العقبة لم تعد موجودة، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن علينا القيام به".
أهداف استراتيجية
أكد الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، سهيل دياب، أن عمليات الاغتيالات السابقة دائما ما دفعت باتجاه تأخير الحروب، لأنها لا تحقق أي هدف استراتيجي.
دياب أضاف لـ"العين الإخبارية" أن عملية مقتل السنوار ستزيد الأمور تعقيدا خاصة في ملف الأسرى وبقاء الحرب، لافتا إلى أن الأمور ستدفع نحو زيادة الضغوط على نتنياهو من قبل أهالي الأسرى الإسرائيليين الذين يتظاهرون يوميا بدافع إنهاء الحرب وستزيد وتيرة احتجاجاتهم بعد مقتل السنوار.
وتابع: "الحركات الأيديولوجية مثل حماس وحزب الله، لها ترتيب قيادات متتالية مما لا يؤثر في عمل الحركة"، مشيرا إلى أن "نتنياهو سيعمل على بقاء الحرب بدعوى أن الأهداف والمهام التي حددها لم تنته بعد".
4 سيناريوهات إسرائيلية
في السياق، عدّد خبراء إسرائيليون استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم عقب إعلان مقتل السنوار، 4 سيناريوهات لإنهاء الحرب في غزة.
السيناريو الأول، أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده للدخول في مفاوضات سريعة. وهذه المحادثات لتبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف إطلاق النار في غزة، والدخول في ترتيبات اليوم التالي للحرب.
السيناريو الثاني أن يؤدي مقتل السنوار إلى ليونة من جانب نتنياهو وحركة "حماس" باتجاه التوصل إلى اتفاق مقبول من الطرفين، ومع تقديم كل منهما تنازلات تسمح بالتوصل لاتفاق.
والاعتقاد السائد هو أن أمريكا ومصر وقطر ستسعى للدفع باتجاه جعل هذا السيناريو حقيقة من خلال الضغط على الطرفين لطي صفحة الحرب.
السيناريو الثالث أن يشجع قتل السنوار نتنياهو على المزيد من العمليات العسكرية في قطاع غزة على غرار ما جرى في لبنان بعد مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، باتجاه توجيه المزيد من الضربات لحماس على أمل القضاء على الحركة.
أما السيناريو الرابع والأخير فيتمثل في أن يتولى رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" شخصية ترفض التوصل إلى اتفاق وتتمسك بشروط الحركة لأي اتفاق، وبذلك تبقى قضية الرهائن الإسرائيليين في غزة قائمة وتبقى معها الحرب.
إطالة أمد الحرب
من جهته، يرجح الباحث في العلاقات الدولية، الفلسطيني أشرف عكه، أن موت السنوار لن يؤدي إلى وقف الحرب على قطاع غزة.
وأرجع عكه في حديث لـ"العين الإخبارية" ذلك، لاعتقاده أن أهداف نتنياهو وإسرائيل، أصبحت أبعد من قتل السنوار، أو اغتيال قادة حماس. مشيرا إلى أن نتنياهو يستهدف إعادة الاستيطان، واحتلال قطاع غزة، وتهجير سكانه.
وبين أن إطالة أمد الحرب وتوسيعها تعد هدفا آخر لنتنياهو، لافتا إلى أن موت السنوار دفع باختلاط المصالح الشخصية بأهداف إسرائيل الاستراتيجية، ما يعني أن مقتله لن ينهي الحرب سريعا.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز