صفقة «تنقذه» من الاغتيال.. هل يفاوض السنوار بأوراقه الأخيرة؟
لا تبوح مفاوضات غزة بكل أسرارها، لتترك للتسريبات فضاءً يتتبع فيه المهتمون مسار التقدم والتعثر.
فما بين شروط إسرائيل وشروط حماس، المعلنة والمسربة، عجّت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية، بسيلٍ من التسريبات والتكهنات، حول ما يدور في أروقة مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
أحدث هذه التسريبات ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، التي نقلت عن مسؤول مصري تحدث عن شرط بالغ الأهمية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيي السنوار، الذي تقول تل أبيب إنه يختبئ في أحد أنفاق غزة.
والشرط هو أنه "في حال التوصل إلى اتفاق إلى جانب عودة الرهائن، يصر السنوار على ضمانات لسلامته وحياته"، وهذا يعني أن إسرائيل يجب أن تلتزم بالامتناع عن اغتياله بعد الاتفاق.
وعلى ذمة الصحيفة العبرية، أوضح المصدر الذي لم تذكر اسمه، أن السنوار "يسلم رسائل موجزة لا لبس فيها، مدركا أنها ستمر عبر العديد من الأيدي - الفلسطينية والأمريكية والمصرية - لتصل في النهاية إلى كبار المسؤولين الإسرائيليين".
وفي الوقت نفسه، تتمسك القاهرة بحزم برفضها لأي اقتراح بوجود إسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا، وهو النقاش الذي لا يزال قائما دون حل.
ويقترح أحدث اقتراح للوساطة إنشاء مرافق مراقبة تحت الأرض على طول الممر، مع قيام مصر ببناء حاجز حديدي لإحباط عمليات التهريب، على حد ما ذكرته الصحيفة.
وهناك قضية أخرى لم يتم حلها وهي الجهة المسؤولة عن الأمن عند معبر رفح على جانب غزة. وقد أوضحت القاهرة لوزير الخارجية الأمريكي أنها تصر على الوجود الفلسطيني وليس الإسرائيلي.
وللشهر الـ11 على التوالي، تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، موقعة أكثر من أربعين ألف قتيل، بحسب أرقام وزارة الصحة بالقطاع.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم مباغت شنته حماس على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفر عن مقتل نحو 1200 قتيل، وأسر أكثر من 200 رهينة.
ولم تفلح جولات التفاوض التي جرت منذ اندلاع الحرب في التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع في قطاع غزة.
ومن المقرّر أن يعقد الوسطاء - الولايات المتحدة وقطر ومصر - جولة محادثات جديدة في القاهرة خلال الأيام المقبلة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وتتمسّك حماس بتنفيذ الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي، ودعت الوسطاء إلى "إلزام إسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".
نصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن.
فيما تتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز