«مرونة» في موقف السنوار بشأن وقف النار بغزة.. ماذا عن نتنياهو؟
وسط التصعيد في قطاع غزة، انطلقت دعوة لعقد مفاوضات من شأنها التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وافقت إسرائيل على المشاركة فيها، وأبدى زعيم حماس «مرونة» في أن تتمخض عن «نتائج إيجابية».
وبحسب مصدر إسرائيلي، فإن تل أبيب تلقت مؤشرات على أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار «مهتم بالتوصل إلى اتفاق»، مضيفًا: «السؤال هو ما إذا كان بنيامين نتنياهو يريد ذلك، أم أنه سيلتزم بإنذار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي وعد بحل الحكومة؟ وهل يرتقي نتنياهو إلى مستوى الحدث ويقود إلى إطلاق سراح الرهائن، أم أنه يفضل إنقاذ نفسه؟».
وفي خطوة غير معتادة، أصدر رؤساء الولايات المتحدة ومصر، وكذلك زعيم قطر، بيانا مشتركا يوم الخميس، دعوا فيه الجانبين إلى الحضور إلى جولة محادثات هادفة لسد الفجوات المتبقية في مواقفهما.
وجاء في البيان المشترك: «كوسطاء، نحن مستعدون لتقديم مقترح نهائي لحل قضايا التنفيذ المتبقية بطريقة تلبي توقعات جميع الأطراف»، موضحًا أن «اتفاق الإطار.. أصبح الآن على الطاولة ولم يتبق سوى تفاصيل التنفيذ للانتهاء منه».
ورد مكتب رئيس الوزراء على الفور قائلاً إن فريق التفاوض سيُرسل إلى الاجتماع من أجل «الانتهاء من تفاصيل تنفيذ الاتفاق الإطاري».
ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات يوم الخميس، على أن يحضرها فريق التفاوض الإسرائيلي، بحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، التي قالت إنها قد تشمل جولة «محادثات تقارب» بين فريقي الدولة العبرية و«حماس» عبر وسطاء.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصدر لها قوله، إن الدولة العبرية ترى أن الولايات المتحدة والوسطاء قطر ومصر سيمارسون ضغوطا كبيرة على الجانبين حتى يتراجعا عن مواقفهما، ويسمحا بإحراز تقدم يؤدي إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وتجنب التصعيد الإقليمي في مواجهة إسرائيل مع حزب الله وإيران.
محادثات تقارب
وقد تشمل الجولة المقبلة من المحادثات «محادثات تقارب»، بمعنى جلوس الفريقين في غرف متجاورة، لعقد محادثات بوتيرة متسارعة من خلال وسيط يتنقل بينهما ذهابا وإيابا.
ومن المتوقع أن يصل إلى المنطقة في الأيام المقبلة فريق رفيع المستوى من الإدارة الأمريكية (كل عضو في الفريق سيتوجه إلى وجهة مختلفة في أيام مختلفة). ويضم هذا الفريق وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وبريت ماكجورك، منسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، للمشاركة في مساعي استئناف المفاوضات، فضلاً عن سد الفجوات القائمة بين موقفي إسرائيل ومصر بشأن مراقبة ممر فيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي.
وفي اليوم نفسه، أشارت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إلى أن إيران قد تؤجل أو تخفف من ردها على اغتيال إسماعيل هنية في أعقاب استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس. وجاء في البيان أن الرد سوف يتم «بطريقة لا تضر بوقف إطلاق النار في غزة.. إن أولويتنا هي إرساء وقف دائم لإطلاق النار في غزة؛ وسوف نعترف أيضاً بأي اتفاق تقبله حماس».
وإلى جانب التقديرات التي تفيد بأن بيان الزعماء الثلاثة كان يهدف إلى تخفيف التوترات مع إيران، أعربت مصادر إسرائيلية عن قلقها من أن المواجهة مع حزب الله واحتمال الرد الإيراني قد يؤديان بالفعل إلى تعثر حماس.
ما فرص التوصل لاتفاق؟
وأعربت مصادر إسرائيلية عن تشاؤمها بشأن القدرة على التوصل إلى تفاهمات مع حركة حماس في المستقبل القريب. وقال شخص مطلع على المحادثات: «هناك العديد من القضايا التي لم يتطرق إليها الجانبان حتى الآن. وهذا يشمل قائمة الأسرى الأحياء الذين ترغب حماس في إطلاق سراحهم، ونسبة الإفراج عن السجناء الأمنيين الفلسطينيين في المقابل، وهوية هؤلاء الأسرى، وخيار إسرائيل باستخدام حق النقض ضد بعض الأسماء، وما إذا كان من الممكن ترحيل بعضهم إلى دولة ثالثة، وهذه ليست سوى بعض القضايا، وكل منها قد يؤدي إلى انهيار المحادثات».
من ناحية أخرى، لم يتراجع نتنياهو عن الخطوط الحمراء التي رسمها علناً. وليس من الواضح ما إذا كان سيستمر في الإصرار على النوع الذي يرغب في إنشائه من الأجهزة، وهو الإصرار الذي لم يبد إلا بشكل غامض في الاقتراح الإسرائيلي الأخير الذي تم نقله إلى حماس.
ومن شأن مثل هذا الجهاز أن يمنع تحرك المسلحين من الجزء الجنوبي من قطاع غزة إلى الجزء الشمالي منه، وأن يحافظ على الوجود الإسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
ماذا عن نتنياهو؟
وقد قدرت مصادر إسرائيلية وأجنبية مشاركة في المحادثات في الأشهر الأخيرة أن نتنياهو يماطل في دفع الصفقة إلى الأمام، بسبب قلقه على مستقبله السياسي وانهيار ائتلافه. ووفقاً لهذه المصادر، فإن عطلة الكنيست، التي تستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، قد توفر له شبكة أمان للمضي قدماً في التوصل إلى اتفاق.
وقدرت مصادر إسرائيلية وأجنبية مشاركة في المحادثات في الأشهر الأخيرة، أن نتنياهو يماطل في دفع الصفقة إلى الأمام، بسبب قلقه على مستقبله السياسي وانهيار ائتلافه. ووفقاً لهذه المصادر، فإن عطلة الكنيست، التي تستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، قد توفر له شبكة أمان للمضي قدماً في التوصل إلى اتفاق.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز