تنصيب مسعود بزشكيان رئيساً لإيران بعد فوزه بالانتخابات (فيديو)
نصّب المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، مسعود بزشكيان، رسميا رئيسا لإيران، بعد فوزه بالانتخابات التي أجريت في أعقاب مصرع الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية.
وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، فإن هذا الحفل بدأ بحضور لفيف من المسؤولين في حسينية الخميني.
- تعاون مع الجيران و«حوار» مع أوروبا.. بزشكيان يدشن «فك عزلة إيران»
- مسعود بزشكيان.. قصة رئيس إيران الجديد مع كرة القدم
وفي هذا الحفل، يتم تنفيذ حكم انتخاب الأمة للرئاسة من قبل المرشد الأعلى بناءً على المادة 110، البند 9 من الدستور.
وتلا مدير مكتب المرشد "نصّ حكم خامنئي في تنفيذ رئاسة الجمهورية للدكتور مسعود بزشكيان"، وجاء فيه: "تكريساً لإرادة الشعب العظيم، أنفّذ أصواتهم في اختيار الشخصية الحكيمة، الصادقة، الشعبية والعالمة... وأقلّده منصب رئاسة جمهورية إيران".
وشكر بزشكيان خلال مراسم التنصيب خامنئي والشعب الإيراني على الثقة التي أولاه إياها، متعهداً تحمل "المسؤولية الجسيمة" لمنصبه الجديد.
بدوره، حضّ خامنئي الحكومة المقبلة على صياغة مقاربة "نشطة وفعالة" في مواجهة الأوضاع الإقليمية، داعياً الى إيلاء الأولوية للدبلوماسية في التعامل مع دول الجوار.
وأوضح: "ليس لدينا عداء مع الدول الأوروبية وحينما لا أطرحها كأولوية هذا لأن تعاملها كان سيئًا معنا وليس لدينا مشكلة في إقامة العلاقات معها" في حال تخلت عن "موقفها السلبي".
وشارك في هذا الحفل أكثر من 2500 مسؤول وطني وعسكري ورؤساء المناطق والجامعات والأساتذة وممثلي النقابات المختلفة وسفراء الدول الأجنبية المقيمين في طهران.
وبزشكيان هو الإصلاحي الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة وأطاح بخصمه المحافظ المتشدد والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي في جولة الإعادة.
وكان المتحدث باسم لجنة الانتخابات في إيران محسن إسلامي أعلن، عن حصول مسعود بزشكيان على 16 مليونا و384 ألفا و403 أصوات، فيما حصل سعيد جليلي على 13 مليونا و538 ألفا و179 صوتا، بعد فرز 30 مليونا و530 ألفا و157 صوتا من مراكز الاقتراع في البلاد وخارجها. وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 49.8%.
وهذه هي المرة الثانية في تاريخ إيران التي تصل فيها الانتخابات الرئاسية إلى محطة جولة الإعادة.
وكانت المرة الأولى عام 2005، بين محمود أحمدي نجاد وأكبر هاشمي رفسنجاني، وفاز بها الأول.
وخلال حملته الانتخابية، رفع بزشكيان عدة شعارات؛ كان أبرزها: "إصلاح النظام الصحي"، و"تحسين جودة التعليم"، و"دعم قضايا البيئة"، و"مكافحة فلترة الشبكات الاجتماعية"، و"دعم دور المرأة"، و"استعادة الدبلوماسية النشطة مع العالم".
من هو بزشكيان؟
ولد بزشكيان في 29 سبتمبر/أيلول 1954 في مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية، فقد زوجته منذ حوالي ثلاثين عاما وقام بمفرده بتربية أطفاله الأربعة.
وفي عام 1973، ذهب إلى زابل للخدمة العسكرية، وحصل على دبلوم مهني في صناعة المواد الغذائية.
وبعد انتهاء خدمته العسكرية وعودته إلى مسقط رأسه، قرر مواصلة دراسته في الطب. ولهذا السبب ذهب إلى المدرسة الثانوية مرة أخرى ودخل جامعة تبريز للعلوم الطبية.
ذكر بزشكيان عدة مرات أنه لم يكن لديه أي موارد مالية إضافية لتعليمه، لكنه أكمل بنجاح تعلم الطب حتى أصبح مدرسا للفسيولوجيا في كلية الطب عام 1985.
وفي عام 1993، حصل على تخصص جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية، وبعد ذلك مباشرة تم قبوله وبدأ العمل في مستشفى شهيد مدني للقلب في تبريز. وبعد سنوات قليلة، تمكن بزشكيان من أن يصبح رئيسا لهذا المستشفى.
وفي عام 1994، عين علي رضا مرندي وزير الصحة في حكومة هاشمي رفسنجاني، مسعود بزشكيان رئيسا لجامعة تبريز للعلوم الطبية لمدة 6 سنوات.
وأظهر بزشكيان خلال فترة رئاسته لتلك الجامعة، نشاطا ملحوظا وقدم خدمات جليلة وترك أعمالا باقية، لا تزال نتائجها واضحة حتى اليوم.
ويعتبر دخوله عالم السياسة، مثل معظم الشخصيات السياسية المهمة الأخرى التي ظهرت بعد السنوات التي تلت ثورة الخميني عام 1979 ثم خلال حرب الثماني سنوات مع العراق.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية، كان بزشكيان مسؤولا عن إرسال المجموعات الطبية إلى جبهات القتال.
وشغل بزشكيان منصب وزير الصحة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي بين أغسطس 2001 وأغسطس 2005. وكان قد استُبعد من السباق الرئاسي في العام 2021.
وبعد انتهاء مدة الوزارة انتخب نائبا لأهالي تبريز وآذرشهر واسكو في البرلمان واستمر في العمل النيابي خلال عدة دورات مختلفة حتى تولى منصبي النائب الأول والثاني لرئيس المجلس التشريعي الإيراني في الفترتين التاسعة والعاشرة.
وفي ثلاث مرات متتالية، في أعوام 2013، و 2017، و 2021، أعلن الترشح للرئاسة، لكن مجلس صيانة الدستور استبعده في جميع المرات الثلاث.
وبعد حادث تحطم المروحية الذي أدى إلى وفاة الرئيس الإيراني الراحل في مايو/أيار الماضي، ترشح بزشكيان باعتباره المرشح الإصلاحي الوحيد، وتم تأكيد أهليته هذه المرة.
وحصل بزشكيان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الحالية، على 10 ملايين و415 ألف صوت كأول شخص في الانتخابات إلى جانب سعيد جليلي، وانتقل إلى المرحلة الثانية التي جرت يوم الجمعة ليخلف إبراهيم رئيسي.