صحيفة أمريكية: تصعيد السنوار يبعد حماس عن فكرة «الكيان السياسي»
يأتي تصعيد يحيى السنوار لخلافة إسماعيل هنية في رئاسة المكتب السياسي في حماس، ليعزز ابتعاد الحركة عن فكرة الكيان السياسي الذي يهدف إلى الحكم، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى دعوات السنوار الذي صنفته الولايات المتحدة على أنه إرهابي إلى التحالف الوثيق مع إيران، وأوضحت أن تشديد قبضته على حماس يعني أنه تغلب على الأصوات داخل الحركة التي كانت تشكك في هذا النهج.
ووفقا لوسطاء فإن هذه الخطوة ستؤدي إلى تعقيد مفاوضات وقف إطلاق النار خاصة وأن الكثيرين لا يعرفون مكان السنوار الذي يمضي أيامًا دون التواصل مع المسؤولين السياسيين في حماس.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعهدت إسرائيل بمطاردة السنوار الذي وضع خطط الهجمات إلى جانب الزعيم العسكري لحماس محمد الضيف، الذي تقول تل أبيب إنها اغتالته الشهر الماضي.
ومنذ ذلك الوقت لم تتمكن إسرائيل من الوصول للسنوار، الذي يُعتقد أنه يدير العمليات العسكرية لحماس، حيث يعتقد المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أنه موجود في نفق في غزة.
وعقب الإعلان عن اختيار السنوار خلفا لهنية، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاغغاري: "لا يوجد سوى مكان واحد ليحيى السنوار، وهو بجوار محمد الضيف وبقية إرهابيي 7 أكتوبر".
السنوار الذي تسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى اتهامه بارتكاب جرائم حرب، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، يراهن على أن حماس بإمكانها إعلان النصر بمجرد بقائه على قيد الحياة.
ووفقا لـ"وول ستريت جورنال" فإن السنوار قاوم الضغوط للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأخبر الوسطاء أن مقتل المدنيين الفلسطينيين يعمل لصالحه.
وذكرت الصحيفة أن السنوار قال في رسالة إلى مسؤولي حماس المشاركين في المفاوضات "لقد وضعنا الإسرائيليين حيث نريدهم".
ويأتي قرار حماس بتصعيد السنوار في الوقت الذي بدت فيه الحركة منقسمة بين تياره المتشدد، والمسؤولين السياسيين مثل هنية الذين دفعوا دون جدوى باتجاه الرضوخ لبعض مطالب إسرائيل للتوصل لاتفاق.
كان السنوار قد أصبح في 2017 زعيما لحماس في غزة مما يعني أنه أشرف على الحكم في المنطقة ونظام الرعاية الاجتماعية والقادة العسكريين.
وبعدما احتفظ، تاريخيا، الجناحان السياسي والعسكري للحركة بدرجة من الانفصال، يأتي تصعيد السنوار ليربط بينهما بشكل أوثق.
فعلى سبيل المثال، كان هنية وقادة سياسيون آخرون في حماس يعرفون أن الجناح العسكري للجماعة يخطط لهجوم على إسرائيل، لكن السنوار أخفى عنهم النطاق والتوقيت، وفقًا لما ذكره وسطاء.
وبتوليه الزعامة السياسية للحركة، أصبح السنوار يرأس الآن هيكلا قياديا معقدا وسريا لحماس يشمل جناحها العسكري وذراعها السياسية.
وفي المجمل، هناك ما يقرب من 15 شخصا في القيادة السياسية العليا، التي تحدد ظاهريا اتجاه حماس بالإجماع ومع ذلك، فإن الواقع يشير إلى أنه ومنذ بداية الحرب كان صنع القرار يتركز في يد السنوار.
انضم السنوار في الثمانينيات إلى حركة حماس وأصبح قريبا من مؤسسها الشيخ أحمد ياسين وأنشأ شرطة أمن داخلي.
حكم القضاء الإسرائيلي على السنوار بالسجن مدى الحياة عدة مرات، وأدين بالقتل وقضى 22 عاما في السجون الإسرائيلية تعلم خلالها العبرية، قبل إطلاق سراحه في صفقة تبادل عام 2011 شملت حوالي ألف فلسطيني من السجون الإسرائيلية مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كانت تحتجزه حماس.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز