رئيسا لـ«حماس» من قلب النفق.. من هو يحيى السنوار؟
تطارده إسرائيل في غزة وتعتبر قتله انتصارا لها في حربها وهو نفسه من أعلنته حركة حماس قائدها ليكون «رئيسا من قلب النفق».
وفي بيان صدر، الثلاثاء، قالت الحركة الفلسطينية: "تعلن حركة حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد إسماعيل هنية".
ويأتي الاختيار بعد أيام من إعلان الحركة إجراء مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية.
من هو يحيى السنوار؟
تتهمه إسرائيل بأنه مهندس هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي فجر حرب غزة، وبرز اسمه مع هجوم حماس غير المسبوق، الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص ويعد المطلوب رقم 1 لدى إسرائيل.
وتعتبر تل أبيب هذا "الرجل الحي الميت" بأنه مهندس الهجوم، فيما وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بـ"وجه الشر" الذي تلاحقه قواته بغزة، إلا أنه لم يظهر للعيان منذ الهجوم.
أصبح اسمه منذ هجوم حماس على إسرائيل، وخاصة في الآونة الأخيرة، ضمن العناوين الكبرى لوسائل الإعلام عبر العالم.
وخرج السنوار، 61 عاما، من ظل المعتقلات الإسرائيلية إلى المراكز القيادية في حماس حتى أصبح "الرجل الحي الميت" بالنسبة لإسرائيل.
وأمضى السنوار 23 عاما في السجون الإسرائيلية، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل حماس.
في العام 2017، وبعد انتخابه زعيما للحركة في قطاع غزة، التقت وكالة الأنباء الفرنسية أبو عبد الله المنتمي إلى حماس والذي أمضى بضع سنوات مع السنوار في المعتقلات الإسرائيلية، وقال إن السنوار معروف بتكتمه.
وأضاف أن السنوار "يتخذ قراراته بهدوء تام لكنه صعب المراس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح الحركة".
سيرة
ولد يحيى السنوار في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين بجنوب قطاع غزة، وانضم لحركة حماس التي أسسها أحمد ياسين قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987.
وأنشأ السنوار الجهاز الأمني للحركة في العام 1988، وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ومعاقبتهم وأحيانا إعدامهم.
بحسب محضر التحقيق الذي خضع له في إسرائيل ونشر في وسائل إعلام عبرية، اعترف السنوار بخنقه متعاونا مع إسرائيل بالكوفية حتى الموت في مقبرة في خان يونس.
تخرج السنوار من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، وتعلم اللغة العبرية التي يتحدثها بمستوى جيد خلال 23 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية.
ويقال إن لديه فهما عميقا للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.
حكم على السنوار بالسجن المؤبد أربع مرات لقتله جنديين إسرائيليين، وكان من بين 1027 فلسطينيا أطلق سراحهم في صفقة أبرمت في العام 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
لاحقا، أصبح السنوار قائدا بارزا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أن يصبح زعيم الحركة في القطاع.
في عام 2015، أضيف اسم السنوار إلى قائمة الولايات المتحدة لأكثر "الإرهابيين الدوليين" المطلوبين.
واليوم، تقول مصادر أمنية خارج غزة إن السنوار موجود في شبكة الأنفاق التي بنتها حماس تحت القطاع، وفي حال كانت هذه المعطيات دقيقة، فهذا يعني أن الرجل سيقود الحركة من قلب الأنفاق.
فهل سيكون لذلك تأثير على سير الحرب بالأيام المقبلة؟