محمية "صير بني ياس".. طبيعة خلابة وحياة برية وبيئية فريدة
أصبحت محمية طبيعية عام 1971 عندما أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوضع آلاف الحيوانات البرية التي كانت مهددة بالانقراض
تضم سواحل إمارة أبوظبي الكثير من الجزر الجميلة، وتعد جزيرة صير بني ياس من أشهر الجزر ذات الطبيعة الساحرة، والتي سميت بذلك نسبة إلى قبيلة بني ياس، والتي تعتبر أول من سكن هذه الجزيرة.
تقع جزيرة صير بني ياس على مسافة 240 كم إلى جنوب غرب أبوظبي، على بعد 9 كم عن جبل الظنة; حيث يبلغ طولها 17.5 كم من الشمال إلى الجنوب، ويبلغ عرضها 9 كم من الشرق إلى الغرب مما يجعلها الأكبر من بين ثمانية مواقع تشكل جميعها جزر الصحراء في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي.
وأصبحت جزيرة صير بني ياس محمية طبيعية عام 1971 عندما أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوضع آلاف الحيوانات البرية التي كانت مهددة بالانقراض من الطبيعة؛ منها: الظبي ذو العلامة السوداء، وماعز يوريال، والوشق البري، والمها العربي، والريم، وغزلان الأدمي، والماعز الوحشي، والفهد الصياد، وأعداد من الزرافات.
وتمت زراعة أشجار النخيل فيها، حيث تضم 15000 نخلة منتجة للتمور، وتضم الجزيرة كذلك ملايين الأشجار والنباتات المختلفة؛ مثل: أشجار الزيتون، والمانجروف.
وتعتبر الجزيرة موطناً للطيور المهاجرة والبرية؛ مثل: طائر الغاق، والبط ذي الأجنحة السوداء، والنعام، والدجاج الحبشي، والنورس، والطائر الحزين، كون موقعها على السواحل بعيدا عن الإنسان، كما تقصدها السلاحف البحرية لوضع البيوض فيها، وكذلك الدلافين التي تجوب مياه هذه الجزيرة.
وتعد الجزيرة وجهة سياحية مهمة في المنطقة الغربية من الإمارات، ويزورها عددٌ كبيرٌ من السياح للاستمتاع بمعالمها المتعددة على غرار:
منتزه الحياة البرية العربية
حصد جائزة "أفضل وجهات السياحة المستدامة في العالم" من قبل جوائز السفر العالمية للعام 2014 التي أقيمت في جزيرة أنجيلا، إذ يُعتبر المنتزه مأوى لأكثر من 10 آلاف من الحيوانات التي تتجوّل في ربوعه .
فهو من أكبر محميات الحيوانات البرية في منطقة شبه الجزيرة العربية، حيث يغطي أكثر من نصف مساحة الجزيرة. والفرصة متاحة أمام الزوار للقيام بجولة في سيارة رباعية الدفع لاستكشاف خبايا الطبيعة والحياة البرية في المنتزه في سيارات خاصة لذلك وبرفقة فريق من الخبراء.
الدير المسيحي
يُعتقد أنّه بني قرابة العام 600 ميلادية واكتشف في العام 1992 في إطار عمليات تنقيب في الجزيرة. والآن، وبعد مرور ما يقارب العقدين على اكتشافه وأكثر من ألف عام على بنائه، يمكن للعموم زيارة هذا الموقع ورؤية لوحة جديدة من اللوحات الغنية التي تشكل تاريخ الإمارات العربية المتحدة.
وتنفذ في الوقت الحاضر مرحلة جديدة من أعمال التنقيب من قبل علماء آثار، ولا يزال استخراج الكنوز مستمراً وهو ما يجعل هذا الموقع عامل جذب مهماً بالنسبة لهواة التاريخ حول العالم.
مركز جزر الصحراء للرياضات المائية في صير بني ياس
يختص المركز بتقديم دروس الإبحار الشراعي، والتدريب على الغوص ويزود المتدربين بشهادات معتمدة، إضافة إلى تنظيمه رحلات بحرية وقت الغروب. ويزخر المركز بالمسارات المخصّصة لرياضة ركوب الكاياك وذلك في المنطقة المحمية والتي يُمنع فيها صيد الأسماك على مساحة 8 كيلومترات، وعلى امتداد شواطئ صير بني ياس. كما تخبّئ المياه المحيطة بالجزيرة للزوار باقة متنوّعة من الكائنات البحرية، والتي يتواجد معظمها في هذه المنطقة بشكل حصري، الأمر الذي يتيح فرصة رائعة لممارسة هواية الغطس، إضافة إلى الرياضات التي يقدمها مركز جزر الصحراء للرياضات المائية فإنه يضم قاعات للمحاضرات وحوض سباحة للتدريب ومطعما للشواء ومتجرا.