«سراط».. رحلة بصرية وصوتية من جبال المغرب إلى شاشات السينما العالمية

يصل الفيلم الفرنسي–الإسباني "سِراط"، الذي نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان، إلى دور السينما في عرض ينتظره عشاق التجارب غير التقليدية.
أربك مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة، وحصد جائزة لجنة التحكيم مناصفة، وها هو الفيلم الفريد "سِراط" للمخرج الفرنسي– الإسباني أوليفر لاكس يشق طريقه إلى دور العرض.
النقاد وصفوه بأنه "تجربة مذهلة"، "جنون خالص"، و"فيلم لا يمكن التنبؤ به"، فيما عُدّ "دوار الدخول الثقافي" لهذا العام، لأن أحداثه تأخذ المشاهدين في رحلة بصرية وصوتية غامرة عبر جبال جنوب المغرب وصحاريه، حيث تتحول رحلة أب وابنه في البحث عن ابنته الكبرى المفقودة إلى مغامرة حسّية وتأملية غير مسبوقة.
ووصفت صحيفة سود أويست الفرنسية الفيلم بـ"دوار الدخول الثقافي"، في حين اعتبرته تيليراما "تجربة مذهلة" و"فيلماً لا يمكن التنبؤ به"، بينما وصفته فرانس إنفو بأنه "جنون خالص". تلك الكلمات نادراً ما نقرأها في مقالات النقاد السينمائيين، فهذا العمل الطويل يقدم تجربة حسّية غير مسبوقة، وسيكون متاحاً في دور العرض هذا الأسبوع.
الفيلم، الذي يحمل عنوان "سِراط"، هو آخر أعمال المخرج الفرنسي– الإسباني أوليفر لاكس. تدور أحداثه في قلب جبال جنوب المغرب، حيث يتتبع القصة أباً ينطلق مع ابنه في رحلة بحث عن ابنته الكبرى المفقودة.
وخلال مسارهما، ينضمان إلى مجموعة من الشباب المتجهين إلى حفلة "ريف" في أعماق الصحراء. هذا كل ما يكشفه الملخص، ولن نضيف المزيد حتى لا نفسد مفاجآت الفيلم على المشاهدين.
لكن، ما الذي يجعل "سِراط" فيلماً فريداً إلى هذا الحد بحيث يبهر حتى جمهور مهرجان كان المخضرم؟ النقاد الذين شاهدوا العرض الأول تحدثوا عن تجربة حسّية غامرة وقوية، بفضل مؤثراته البصرية والصوتية.
في المشهد، مناظر صحراوية مصوّرة بتقنية 16 ملم، التي تُبرز الملمس وتعطي ألواناً وعمقاً بصرياً مميزاً، مع موسيقى التكنو التي نادراً ما تُستخدم في السينما.
إلى جانب ذلك، يتميز "سِراط" بطابعه التقشفي. فإذا كنتم من محبي الحوارات المصقولة، فلن تجدوا ضالتكم هنا؛ كل شيء يُنقل عبر الحركة، والضوء، والصورة. أما عشاق الأفلام التأملية، فسوف يقدّرون بلا شك سحر هذا العمل. السرد يأخذ شكل رحلة هذيانية عبر الصحراء، تتخللها أسئلة وجودية وروحية، في أجواء شبه أبوكاليبتية.
وها هي وصفة مذهلة لفيلم ليس كسائر الأفلام. ربما يكون راديكالياً أكثر مما يحتمله الجمهور العريض، لكنه يظل تجربة سينمائية لا ينبغي تفويتها بالنسبة للفضوليين. يُعرض "سِراط" في قاعات السينما منذ 10 سبتمبر/ أيلول 2025.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز