السيسي: لا مستقبل للعالم دون حسم معركة الإرهاب
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "العالم الذي ننشده بعيد عن التحقق دون حسم معركة الإرهاب".
- سفير مصر بواشنطن: مسارات استراتيجية في لقاءات السيسي بنيويورك
- السيسي يبحث مع نتنياهو في نيويورك سبل إحياء عملية السلام
وأضاف، في كلمته، الثلاثاء، بالجمعية العامة لأمم المتحدة بنيويورك، أنه لا يمكن وجود تصور للمستقبل دون مواجهة شاملة مع الإرهاب، ومواجهة كل من يدعمه أو يموله أو يوفر له ملاذات آمنة.
وشدد على أنه "يجب علينا في العالم الإسلامي أن نواجه الحقائق بصراحة ونصوب المفاهيم الخاطئة التي باتت منبعا للإرهاب".
وقال السيسي "رسالة مصر أنقلها لكم اليوم جلية واضحة وكلي أمل في أن تنجح جهودنا للوصول لعالم أفضل يعمه الأمان والاستقرار"، مضيفا: "إننا في مصر لدينا إيمان عميق بأهداف ميثاق الأمم المتحدة".
وتابع أن تجربة مصر الطويلة مع الأمم المتحدة كإحدى الدول المؤسسة وعضو مجلس الأمن لـ6 مرات تشهد أننا نسعى لبناء عالم يستجيب لطموحات أبنائنا في الحرية والكرامة والرفاهية.
وأوضح أن "المسؤولية تقتضي أن نتصارح بأن العالم الذي ننشده بعيد عن التحقق، ونعاني من العجز عن نزع السلاح ومواجهة خطر الإرهاب وإصلاح الخلل في النظام الاقتصادي العالمي".
ولفت إلى أن "المنطقة العربية، محيط مصر الحضاري، باتت بؤرة أشد الحروب ضراوة في التاريخ الحديث والأكثر تعرضا لخطر الإرهاب"، مشيرا إلى أن واحدا من كل ثلاثة لاجئين عربي.
وتطرق الرئيس المصري في خطابه إلى المسألة الإفريقية، قائلا "تقع أفريقيا في موقع القلب في السياسية الخارجية لمصر، ونستمد منها اعتزازنا بهويتنا".
وأضاف أن أفريقيا باتت عرضة لنفس الأخطار التي تتعرض لها المنطقة العربية، وأصبحت شاهدة على أزمة النظام الاقتصادي العالمي الذي يكرس الفقر.
وأشار إلى أن مصر تقع على حافة أخطر بؤر الأزمات في العالم وتشق طريقها بثقة في ظل مخاطر غير مسبوقة، في عالم متشابك ومعقد.
وتابع السيسي أنه "من الطبيعي أن تقترن خطتنا الطموحة مع سياسة خارجية نشطة تلتزم بالمبادئ القانونية للنظام العالمي الذي شاركت مصر في تأسيسه".
وأضاف أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات العربية هو "التمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة القائمة على مبادئ المواطنة وسيادة القانون وحقوق الإنسان"، وعدم الارتداد للطائفية والعرقية.
وأكد السيسي أنه لا خلاص في سوريا إلا من خلال حل سياسي يتوافق عليه كل السوريين، كذلك بالنسبة للأزمة الليبية، قائلا: "لا حل في ليبيا إلا بالتسوية السياسية التي تواجه تفتيت الدولة وتحويلها لمسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والبشر".
وشدد الرئيس المصري على أن "الدولة الوطنية الحديثة الموحدة هي الطريق لتجاوز الأزمات".
وفي الشأن الفلسطيني قال السيسي: إن الوقت قد حان لمعالجة شاملة ونهائية للقضية الفلسطينية، "التي باتت شاهدا على قصور النظام العالمي" من خلال تسوية عادلة وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف السيسي: "أتوجه بنداء إلى الرئيس الأمريكي: لدينا فرصة تاريخية لإعادة كتابة وتغيير وجه التاريخ في المنطقة والعالم أجمع، إذا ما تم إنهاء القضية الفلسطينية".
وأكد أن يد العرب مازالت ممدوة بالسلام، وتجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن ويجب السعي بجدية لتحقيقه.
ووجه السيسي نداءً إلى الشعب الفلسطيني، بضرورة الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف وعدم إضاعة الفرصة والاستعداد للتعايش مع الآخر بسلام.
كما وجه كلمة للشعب الإسرائيلي، قائلا: "لدينا تحربة رائعة في السلام معكم. وندائي للرأي العام الإسرائيلي أن تقفوا خلف قيادتكم السياسية ولا تترددوا، نحن معكم جميعا من أجل إنجاح هذه الخطوة".
وأشار السيسي إلى أزمة الروهينجا في ميانمار، مبينا أنها أكبر دليل على قصور النظام الدولي، داعيا إلى التحرك لتمكين الشعوب من استعادة مقدراتها وحقوقها.
وقال: إن "لدينا ثقة كبيرة بأن تطبيق قيم منظمة الأمم المتحدة ممكن، ونسعى طوال الوقت لتحقيق طموحات الشراكة الأممية في الحرية والرفاهية".