السيسي.. رجل الأزمات في مواجهة قوى الشر
المصريون استشعروا فيه شخصية القائد الصادق والوطني، الذي يستطيع قيادة البلاد في تلك الظروف العصيبة.
مساء الـ3 من يوليو/تموز 2013، ظهر عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري آنذاك، أمام شاشة التلفاز، وسط ترقب الملايين لما سيقوله.
حينها أعلن السيسي "خارطة طريق" للبلاد في المرحلة الانتقالية، ليسقط بذلك حكم الإخواني محمد مرسي.
كان هذا المشهد هو الأول الذي يوجه فيه السيسي كلمة مباشرة للشعب المصري. ومنذ هذه اللحظة استشعر المصريون فيه شخصية القائد الصادق والوطني، الذي يستطيع قيادة البلاد في تلك الظروف العصيبة.
ولعب السيسي دوراً كبيراً في المرحلة الانتقالية عقب سقوط حكم الإخوان، معلناً تولي مسؤولية الدفاع عن بلاده والتصدي لقوى الشر والإرهاب المستهدفين أمنها واستقرارها.
وبحوالي 97% من أصوات الناخبين أصبح السيسي رئيساً لمصر على مدار 4 أعوام متفوقاً على حمدين صباحي منافسه في انتخابات 2014.
وفي ظل التحديات التي تواجه المنطقة، أعلن السيسي في الـ19 من يناير/ كانون الثاني الماضي، ترشحه لفترة رئاسية جديدة، قائلاً: "اليوم وأنا استرجع اللحظات الفارقة التي مرت بنا، واستحضر في ذهني كم التحديات الجسام التي مر به الوطن، وحجم الطموحات والتطلعات التي نريدها لبلادنا، أجد نفسي أقف مرة أخرى حائراً أمام ضميري الوطني، وأقول لكم بالصراحة والشفافية التي تعودنا عليها، راجياً أن تسمحوا لي وتتقبلوا ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية".
ابن الجمالية
ولد عبدالفتاح السيسي، في الـ19 من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، بحي الجمالية العريق، جنوبي القاهرة، وعاش طفولته وصباه في شارع الخرنفش بين والديه وأشقائه.
بين شوارع المعز وخان الخليل والحسين، كبر الطفل عبدالفتاح وسط عائلته الصغيرة، مهتماً بحفظ القرآن الكريم والمواظبة على الصلاة بجامعي الحسين والعدوى بالحي نفسه.
وبوجه لا تفارقه الابتسامة.. عرف السيسي وسط أصدقائه وأقاربه. ورغم صغر سنه إلا أنه حرص على الذهاب لوالده والعمل معه في حرفة الأرابيسك" بعد نهاية يومه الدراسي. واستطاع وقتها أن يكتسب خبرة كبيرة في العمل والتعامل مع السائحين، ما أكسبه القدرة على إتقان اللغات الأجنبية بمرور الوقت.
وحفرت هذه التنشئة في ملامح شخصية السيسي حب العمل والصدق. وفي حواره التليفزيوني الأخير ردد عبارة "أنا معرفش حاجة غير العمل والعمل"، ما يؤكد أنه لا يزال محتفظاً بطباع ابن الجمالية.
الدراسة وحلم العسكرية
وطوال فترة دراسته، فضل عبدالفتاح السيسي المواد الدراسية المتعلقة بتاريخ مصر. وذكر خلال الحوار الأخير أنه كان يفضل دراسة التاريخ دون المواد العلمية.
وقبل أن يصل للمرحلة الثانوية، حلم الشاب المصري أن يلتحق بالكلية الحربية، وأن يصبح طياراً جوياً، وتحدث بعض الأصدقاء عن أن السيسي كان يعلق في غرفته صوراً للطائرات العسكرية، متمنياً تحقيق الحلم بالانضمام للجيش المصري كأحد نسور السلاح الجوي.
والتحق عبدالفتاح السيسي بالثانوية الجوية، ورغم أنه لم يتمكن من دخول المدرسة الثانوية العسكرية، إلا أن إصراره مكنه من الوصول لهدفه بتخطي اختبارات الكلية الحربية.
الشخصية الطموحة التي تمتع بها السيسي طوال فترة الدراسة، دفعته للالتحاق بالأكاديمية العسكرية عام 1977 والخدمة في سلاح المشاة عقب تخرجه في نهاية السبعينيات.
ولم يتوقف عشقه للعسكرية والدراسة الأكاديمية، بل حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان، وعبر كلية القادة والأركان البريطانية حصل على درجة الماجستير نفسها خلال تسعينيات القرن الماضي. وبنهاية 2003 حصل على زمالة من كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003.
وكان السيسي متأثراً بنماذج عسكرية مصرية، لذا أثقل دراسته بالسفر للولايات المتحدة والتعلم في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي عام 2006، إضافة إلى حضوره للكثير من المؤتمرات العسكرية في بريطانيا وأمريكا وتعينيه ملحقاً عسكرياً مصرياً في المملكة العربية السعودية.
أخلاق العسكريين
تولى السيسي حقيبة الدفاع عام 2012. وعمل حينها على حماية القوات المسلحة من أي محاولات اختراق كانت تسعى جماعة الإخوان لتنفيذها، بل أسهم وجوده خلال هذه الفترة في دعم وبناء وتسليح الجيش المصري بجميع الصور.
وقام برفع الكفاءة القتالية للجيش عبر التدريبات والمناورات العسكرية، كما اهتم بتغيير شكل الملابس العسكرية وتطوير نظام التسليح.
وبرز اسم عبدالفتاح السيسي أثناء فترات الاحتجاج التي قادها المصريون ضد ظلم الإخوان. واثقين في عقيدته الوطنية التي حافظت على قوام الجيش وأرواح المتظاهرين من بطش الإرهابيين.
وأثناء المرحلة الانتقالية التي عاشتها مصر، عقب عزل مرسي، لعب السيسي دوراً وطنياً خالصاً في حماية المصريين من بطش الإخوان وتأمين حدود مصر، خاصة أن المنطقة العربية كانت تشهد وقتها فترة اضطرابات سياسية.
الرئاسة
وحصل السيسي على رتبة المشير نهاية يناير/كانون الثاني 2014، وبعد الترقية بشهرين فقط، أعلن المشير السيسي ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2014.
وطوال الـ4 سنوات حقق الرئيس المصري إنجازات عديدة على جميع النواحي الاقتصادية والسياسية، بالتوازي مع المعركة ضد الإرهاب.
ومن أبرز تلك المشروعات حفر قناة السويس الجديدة الممولة بأموال مصرية خالصة، وتشييد عدة مصانع ومشاريع إسكان الشباب، إلى جانب العاصمة الإدارية الجديدة، شرقي القاهرة، واستصلاح ملايين الأفدنة.
كما أعلن في إطار مواجهة الإرهاب، إطلاق العملية الشاملة 2018 ضد التنظيمات الإرهابية بسيناء.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg
جزيرة ام اند امز