محلل أردني: زيارة السيسي لعمان "مهمة" وتعزز التناغم السياسي
الدكتور عامر السبايلة يقول إن زيارة السيسي إلى الأردن تقطع الطريق أمام من يروج لشائعات وجود تقارب "أردني تركي إيراني"
قال المحلل السياسي الأردني الدكتور عامر السبايلة، إن الزيارة الثانية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ توليه الحكم، إلى الأردن، مثّلت دفعة قوية للسياسة الثنائية الأردنية المصرية، في مواجهة تحديات إقليمية وعلى رأسها الأزمة السورية والتدخل الإيراني بالمنطقة، إضافة إلى التسوية الفلسطينية.
وبحث العاهل الأردني ونظيره المصري سبل التعاون المشترك بين البلدين وتطورات القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وجهود التوصل لتسويات الأزمات المختلفة في المنطقة.
وأضاف السبايلة في تصريحات خاصة لـ" العين الإخبارية" أن الإدارة الأمريكية أصرّت عبر وزير خارجتها مايك بومبيو، من عمّان مؤخرا، على أهمية تأسيس تحالف عربي أمريكي يشمل الأردن ومصر ودول الخليج.
وقال إن "زيارة السيسي لا يجب أن تكون خارج هذا السياق على الرغم من أهدافها وبحثها قضايا اقتصادية وسياسية مشتركة بين عمّان والقاهرة".
ولفت السبايلة، إلى أن إعادة تشكيل "المحور المعتدل" في المنطقة، تبدأ من مصر ودول الخليج وصولا إلى الأردن، وأن هذه الدول تعتبر الأقدر على ترتيب الأوراق السياسة في المنطقة العربية.
وبيّن أن مصر، دولة لها ثقل ونفوذ سياسي كبير، وتستطيع فرض رؤاها السياسية في شتى المجالات في المنطقة، معتبرا أن زيارة السيسي يمكن فهمها على أنها دعم للأردن في محوره الرئيسي من دول الخليج.
واستطرد" تلك الزيارة تقطع الطريق أيضاً أمام من يريدون تصنيف الأردن على حلف مغاير، خاصة ما يتم ترويجه عن تقارب "أردني تركي إيراني".
وأوضح السبايلة، أن "الأردن يعلم جيدا أن أنقرة لا يمكن أن تحل محل أي دولة من دول المحور العربي، كما أنه لا يريد الانسلاخ عن محوره الأصلي القديم".
وأوضح المحلل السياسي الأردني، أن مصر مقبلة على استثمارات في مجال الطاقة بمليارات الدولارات، وهي أكبر بلد عربي في عدد السكان وتملك أقوى جيوش المنطقة ولها موارد ضخمة، مشيرا إلى أن العلاقة المصرية الأردنية، تاريخية، وكانت في أفضل الحالات ولم يكن بين البلدين أي عداء.
وقال إن مصر لها تعاون سياسي وثيق مع الأردن، وذلك وفقا لحالة التناغم الشديدة بين عمّان والقاهرة في هذا المجال، خاصة في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب وتسوية القضية الفلسطينية.
وأشار السبايلة، إلى أنه "رغم عدم وجود خطوط واضحة لتسوية القضية الفلسطينية إلا أن مصر بإمكانها أن تكون البوابة العربية الحقيقية لترتيب الموقف العربي".
وأضاف في هذال الصدد: "لا يمكن لمصر أن تكون بوابة خلفية إلا عبر الأردن، لأن هناك تفاهمات عميقة بين القاهرة وعمّان حول حل القضية الفلسطينية".
واعتبر أن الواقع الجغرافي للأردن ومصر، فيما يخص القضية الفلسطينية، له دور مهم في جعل هذين البلدين يملكان حالة من التناغم في هذا الموضوع.
ووصف السبايلة زيارة السيسي إلى عمّان بـ" الزيارة المهمة" من أجل التنسيق المشترك، كما أنها تعطي الأردن سنداً آخر في المنطقة خاصة مع التغيرات التي شهدتها الإدارة الأمريكية مؤخرا ورغبة واشنطن في إطلاق استراتيجية جديدة لها أولويات واضحة.
ووصل الرئيس المصري إلى الأردن في زيارة رسمية تستغرق يومًا واحدًا، حيث يواصل الطرفان التعاون المشترك الممتد بين البلدين في ظل تقارب جغرافي وتوافق سياسي في الرؤى والأهداف، إضافة إلى الروابط الاقتصادية، إذ أعلن سفير الأردن بالقاهرة علي العابد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 500 مليون دولار.
ومنذ عام 2014، تبادل الرئيس المصري والعاهل الأردني الزيارات المختلفة، حيث بدأت بزيارة الملك عبدالله الثاني إلى القاهرة في حزيران/يونيو 2014، بعد أيام من تولي السيسي رئاسة البلاد، ثم قام السيسي بأول زيارة له للأردن بعد توليه الرئاسة، في ديسمبر/كانون الأول 2014.
كما التقى الرئيس المصري والعاهل الأردني في 25 سبتمبر/أيلول 2018 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، على هامش مشاركتهما في فعاليات الدورة الـ73 الجمعية العامة للأمم المتحدة.