مصر والأردن.. تعاون اقتصادي واعد وتوافق سياسي حول ملفات المنطقة
مصر والأردن تتفقان في الرؤى السياسية حول قضايا المنطقة وفي مقدمتهما فلسطين وسوريا إضافة لتحالف مرتقب يشمل الخليج وأمريكا.
تحتضن عمان، الأحد، قمة مصرية–أردنية، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي الملك عبدالله الثاني، فيما تسيطر العلاقات الاقتصادية بين البلدين والقضية الفلسطينية على مباحثات الزعيمين.
- العاهل الأردني يستقبل السيسي قبل قمة ثنائية تتناول الأوضاع في فلسطين
- مصر والأردن يختتمان تدريبهما العسكري المشترك "العقبة 4"
ووصل الرئيس المصري إلى الأردن في زيارة رسمية تستغرق يومًا واحدًا، إذ يواصل الطرفان التعاون المشترك الممتد بين البلدين مع تقارب جغرافي وتوافق سياسي في الرؤى والأهداف، إضافة إلى الروابط الاقتصادية، إذ أعلن سفير الأردن بالقاهرة علي العابد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 500 مليون دولار.
ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد السفير الأردني رغبة بلاده في زيادة التعاون مع مصر في شتى المجالات، مشيرًا إلى أن حجم الاستثمارات الأردنية فيها يبلغ مليارًا و300 مليون دولار.
اتفاق سياسي وعسكري
ومن بين الملفات المختلفة التي تتلاقى فيها رؤى البلدين، القضية الفلسطينية؛ إذ تسعى القاهرة وعمان إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وفقًا للمرجعيات الدولية، وصولا إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتتفق مصر والأردن أيضًا على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة أراضي هذا البلد، ويحول دون امتداد أعمال العنف.
بالإضافة إلى ذلك، ثمة تعاون عسكري بين البلدين، ولعل أحدثه فعاليات التدريب العسكري المشترك "العقبة 4" في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ضمن خطة للقوات المسلحة في البلدين بهدف توحيد المفاهيم العسكرية وتبادل الخبرات.
تحالف خليجي مصري أردني
وتأتي زيارة السيسي للأردن، الأحد، بعد كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تأسيس تحالف يشمل مصر والأردن ودول الخليج.
وأشار السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إلى أن الزعيمين سيعقدان جلسة مباحثات ثنائية تتبعها أخرى موسعة، بحضور عدد من كبار المسؤولين وأعضاء وفدي البلدين.
وتابع راضي أن الزيارة ستشمل استعراض عدد من مستجدات الأوضاع الإقليمية، والتأكيد على الحرص المتبادل بين مصر والأردن لتعزيز علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، بما يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين، لا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
زيارات متبادلة
ومنذ 2014، تبادل الرئيس المصري والعاهل الأردني الزيارات المختلفة، وبدأت بزيارة الملك عبدالله الثاني للقاهرة في يونيو/حزيران 2014، بعد أيام من تولي السيسي رئاسة البلاد؛ حيث أكد وقوف المملكة إلى جانب مصر وخيارات شعبها ودعم مساعي قيادتها الجديدة في ترسيخ الأمن والاستقرار ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز.
ثم أتبعها السيسي بأول زيارة له للأردن بعد توليه الرئاسة، وذلك في ديسمبر/كانون الأول 2014؛ حيث استقبله الملك عبد الله الثاني، وبحثا العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
يذكر أن آخر لقاء بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان في 25 سبتمبر/أيلول 2018 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، على هامش مشاركتهما في فعاليات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.