السيسي لمحمد بن زايد: العلاقات المصرية الإماراتية نموذج للدول العربية
زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، تعد الثانية منذ تولي السيسي الحكم لفترة رئاسية ثانية في يونيو/حزيران الماضي، والـ12 منذ 2014
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، إن العلاقات بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل نموذجاً يحتذى به بين الدول العربية.
جاء ذلك خلال لقائه بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بقصر التين بالإسكندرية.
وعقد الجانبان لقاء ثنائيا أعقبته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، كما تم توقيع 3 مذكرات تفاهم بهدف تطوير ورفع مستوى التعاون والعمل المشترك بين البلدين الشقيقين وتنسيق مختلف جوانبه.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد خلال اللقاء المكانة العالية التي تحظى بها دولة الإمارات الشقيقة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أعرب خلال المباحثات عن سعادته بزيارة مصر، مشيراً إلى ما تحظى به من تقدير واحترام لدى القيادة والشعب الإماراتي، ومؤكداً اهتمام الإمارات بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، في ظل دورها المحوري في دعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك في مجالات الإسكان والري والتجارة والصناعة.
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الأربعاء، إلى مدينة الإسكندرية، شمالي مصر، في زيارة تستغرق يومين، حيث كان في استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي.
علاقات قوية وزيارات متبادلة
وتُعد زيارة اليوم التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، الثانية منذ تولي السيسي الحكم لفترة رئاسية ثانية في يونيو/حزيران الماضي.
كما يعد اللقاء الذي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس السيسي هو العشرين بينهما، وهو ما يعكس العلاقات الثنائية الأخوية الاستثنائية.
البداية جاءت مبكرة بزيارة قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقاهرة في 7 يونيو/حزيران لحضور حفل تنصيب الرئيس المصري عام 2014، ليفتتح صفحة العلاقات المصرية الإماراتية في عهد القيادة المصرية الجديدة.
والزيارة الثانية جاءت بعد نحو 3 أشهر فقط، وأظلتها سماء القاهرة أيضا، حيث أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات مع الرئيس المصري شملت ملفات المنطقة، وهي الزيارة التي حددت الطابع الاستراتيجي للقاءات القيادتين.
واستهل السيسي عام 2015 بزيارة هي الأولى للإمارات، بدعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث شارك في فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي عقدت في يناير من ذلك العام.
وواجهت القاهرة خلال عام 2015 تنامي وتيرة العمليات الإرهابية التي تعمدت استهداف مفاصل الاقتصاد المصري، في وقت كانت الاستعدادات المصرية جارية لتنظيم مؤتمر اقتصادي دولي في منتجع شرم الشيخ لجذب الاستثمارات، وكانت القيادة المصرية في حاجة لدفعة اقتصادية لتعزيز ثقة المستثمرين الدوليين، وقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهذه الخطوة معلنا في القاهرة، قبل أيام من المؤتمر الدولي الذي عقد منتصف مارس/آذار 2015، تقديم الإمارات الدعم لمصر.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه زار السيسي الإمارات ضمن جولة خارجية كان الاقتصاد محورها، وشملت البحرين والهند، وخلال هذه الزيارة أكدت القاهرة عمق علاقاتها الاستراتيجية مع الإمارات التي واصلت دعمها لمصر والذي بلغ حينها 8 مليارات دولار.
حزمة جديدة من الدعم الاقتصادي بلغت 4 مليارات دولار أعلن عنها خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقاهرة في أبريل/نيسان 2016، وهو العام الذي شهد زيارة أخرى لاحقة لولي عهد أبوظبي في مايو لتقديم تعازيه في ضحايا حادث ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة، التي سقطت قبالة سواحل الإسكندرية في رحلة عودتها من العاصمة الفرنسية باريس.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 عاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقاهرة مجددا؛ حيث وضعت على طاولة المباحثات قضايا المنطقة في ظل تنامي التحديات الإقليمية التي فرضت مستوى غير مسبوق من التنسيق والتشاور والتحركات الدبلوماسية على الساحة الدولية .
ولم ينتهِ عام 2016 إلا بزيارة جديدة للرئيس السيسي للإمارات؛ حيث شارك في احتفالاتها باليوم الوطني، كما بحث مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة العلاقات الثنائية وملفات المنطقة.
وقبيل منتصف عام 2017 وبالتحديد في مايو/أيار من ذلك العام وقبيل إجراءات عربية غير مسبوقة في مواجهة الإرهاب والدول الداعمة له، زار الرئيس السيسي الإمارات ليرسخ هو والشيخ محمد بن زايد آل نهيان مفهوم الشراكة الاستراتيجية في العمل العربي المشترك.
وفي ظل واقع إقليمي معقد وتطورات متلاحقة لمحاصرة الإرهاب، زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مصر مجددا والتقى الرئيس السيسي في زيارة شملت المشاركة في افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية الكبرى في الشرق الأوسط.
وفي سبتمبر/أيلول 2017 حمل الرئيس المصري 4 ملفات لطاولة المباحثات المتواصلة بين القيادتين، خلال زيارته للإمارات، على رأسها ملف مواجهة التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية، ومواجهة تحديات المنطقة، والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة للعلاقات الثنائية بين الجانبين.
وفي فبراير/شباط 2018 زار الرئيس المصري دولة الإمارات العربية المتحدة لبحث سبل التعاون وكيفية تنميتها بما يسهم في مصلحة الجانبين، وفي أبريل/نيسان من العام نفسه، توجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة.
وفي أغسطس/آب 2018 عقد الرئيس المصري جلسة مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال زيارته إلى القاهرة، وتتناول الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن آخر المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وذلك على ضوء ما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر أخوة وطيدة.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز