السيسي يضخ دماء جديدة بفريقه الرئاسي
التغيرات داخل الفريق الرئاسي أمر معتاد في الديمقراطيات الكبرى، حيث يجري الرئيس بعض التعديلات بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة.
مع انطلاق ولايته الرئاسية الثانية، بدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في إعادة ترتيب أوراقه عبر ضخ دماء جديدة لطاقم مساعديه، شملت التغيرات مدير مكتبه ومساعده للمشروعات الاستراتيجية، إضافة لحكومة جديدة برئاسة مصطفى مدبولي.
وقال مراقبون لـ"العين الإخبارية" إن "التغيرات داخل الفريق الرئاسي، مع بدء ولاية جديدة، أمر معتاد في الديمقراطيات الكبرى، حيث يجري الرئيس بعض التعديلات في مساعديه بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة وأهدافه في الولاية الثانية، التي تختلف أدواتها بطبيعة الحال عن سابقتها".
وأدى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مطلع الشهر الماضي أمام البرلمان، اليمين القانونية لولاية رئاسية ثانية مدتها 4 سنوات، بعد فوزه بأغلبية ساحقة في الانتخابات، بنسبة بلغت 97% من الأصوات.
وفي أحدث قراراته التنظيمية لفريقة الرئاسي، أصدر السيسي قرارا، الإثنين، بتعيين اللواء محسن محمود علي عبدالنبي مديرا لمكتبه، خلفا للواء عباس كامل، الذي أدى بدوره اليمين الدستورية، الخميس الماضي، رئيساً لجهاز المخابرات العامة، في حين تولى اللواء ناصر فهمي منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العامة.
وكان الرئيس السيسي قرر أيضا، قبل أسبوعين، تعيين الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع السابق مساعدا لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع، وتعيين اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية السابق مساعدا لرئيس الجمهورية لشؤون مكافحة الإرهاب، في حين تم تعيين المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء السابق مساعدا لرئيس الجمهورية لشؤون المشروعات القومية، وهو المنصب الذي كان يشغله رئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب.
وقال محلب، في تصريح صحفي اليوم الإثنين، إن "إسماعيل بات مسئولاً عن المهام التي كان مكلفاً بها من الرئيس السيسي"، مؤكدا أن "التغيير هو سنة الحياة"، متمنيا التوفيق لمساعد الرئيس الجديد في مهامه، ومن بينها "متابعة المشروعات القومية والاستراتيجية، واسترداد أراضي الدولة ومستحقاتها".
وسبق تلك القرارات تعيين حكومة جديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي. شملت 12 وزيرا جديدا بينهم وزراء الدفاع والداخلية والمالية والطيران.
سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس السابق عدلي منصور، قالت لـ"العين الإخبارية" تعليقا على التغييرات: "هذه الاختيارات بدءا من تغيير الحكومة وحتى مدير مكتب الرئيس تأتي بدافع تحقيق أهداف المرحلة الثانية، التي أعلن عنها الرئيس السيسي في خطابه أمام مجلس النواب، عقب أداء اليمين".
وأشارت إلى أن "التغيير في جوهره مطلوب دائما لتحقيق ما لم يتحقق من الأهداف، وأيضا تصحيح المسار إذا كانت هناك أي انحرافات خلال الفترة الماضية".
ونوهت فؤاد إلى أن "الفترة المقبلة من ولاية الرئيس السيسي سوف تتضمن ملفات وتحديات في غاية الأهمية، ويجب العمل عليها بجهد أكبر، على رأسها بناء الإنسان المصري، وتحقيق معدلات أوسع للنمو، وطفرة في التنمية، وفتح المشاركات السياسية والحزبية، ودعم الحريات وغيرها، إضافة إلى ضرورة إحراز تقدم في تلبية احتياجات المواطنين اليومية".
وأضافت "أتصور أن الاختيارات الجديدة، التي تعد طبيعية ومعتادة في كل الديمقراطيات الكبرى، سوف تدعم تحقيق المستهدف في المرحلة الجديدة، والبناء على ما تم من إنجازات خلال الفترة الأولى، حيث تختلف أدوات كل مرحلة حسب احتياجاتها".
وفي خطابه أمام البرلمان، تعهد الرئيس السيسي بتحقيق تنمية سياسية حقيقية للدولة المصرية، والاهتمام بملفي الصحة والتعليم، وإطلاق حزمة من المشروعات القومية العملاقة.