تصفية زعيم داعش.. لحظات متوترة بغرفة عمليات بايدن
أشرف الرئيس الأمريكي جو بايدن من غرفة العمليات في البيت الأبيض على الغارة التي استهدفت زعيم داعش والتي استغرق الإعداد لها عدة أشهر.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الرئيس جو بايدن تابع العملية لحظة بلحظة منذ هبوط القوات الخاصة الأمريكية في سوريا لمداهمة منزل من ثلاثة طوابق، محاط بأشجار الزيتون، حيث كان يقيم زعيم داعش يعيش مع زوجته وأفراد عائلته.
وتابع بايدن من على رأس طاولة غرفة العمليات، بقلق معاناة طائرة مروحية أمريكية من مشاكل تقنية على الأرض.
وقال بايدن موجها رسالة إلى الإرهابيين الذين ما زالوا طلقاء "هذه العملية هي شهادة على مدى القوة الأمريكية وقدرتها على القضاء على التهديدات الإرهابية بغض النظر عن المكان الذي يحاولون الاختباء فيه في أي مكان في العالم. سوف نلاحقكم و وجدتك."
وقال مسؤولون إن القرشي أشرف على فروع داعش في الخارج -بما في ذلك الفرع الأفغاني المسؤول عن مقتل مشاة البحرية الأمريكية العام الماضي- ولعب دورًا رئيسيًا في الإبادة الجماعية للأقلية الإيزيدية في العراق.
ونقلت الشبكة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن "جمْع المعلومات الاستخباراتية الأمريكية ازداد كثافة في الخريف الماضي وبلغ ذروته في إحاطة مفصلة لبايدن في 20 ديسمبر/كانون الأول".
وأشار إلى أن الهدف كان القبض على القرشي حيا، مع التحوط لاحتمال أن يكرر ما كان فعله سلفه أبوعمر البغدادي من تفجير نفسه.
ورفض المسؤول الأمريكي أن يوضح بالتفصيل كيف تيقّنت الولايات المتحدة في النهاية من الموقع الدقيق لزعيم المنظمة ”الإرهابية“، لكنه أشار إلى أن قرشي كان لديه مندوبون للتواصل مع العالم الخارجي وكانوا جزءًا من المعلومات الاستخباراتية التي قادت إلى موقعه.
وأشارت "سي إن إن" إلى أنه قبل خمسة أيام من عيد الميلاد، جلس بايدن مع وزير الدفاع لويد أوستن، وقائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، لوضع خطة للقبض على القرشي وتحديد المخاطر التي قد تنطوي عليها، وكانت العملية محفوفة بالمخاطر بسبب المدنيين الذين يقيمون في المبنى الذي يوجد فيه زعيم داعش.
وفي مرحلة ما، أحضر كبار مسؤولي البنتاجون نموذجًا مجسما للموقع إلى غرفة العمليات لعرض خططهم على الرئيس.
ووفقا للتقرير لم يغادر القرشي مسكنه قط، وكان يعيش في الطابق الثالث مع أسرته، ولم يخرج إلا من حين لآخر للجلوس في الشمس على السطح، فيما كانت تعيش عائلات ليس لها، على ما يبدو، صلة بتنظيم داعش في الطابق الأول، دون معرفة أن من يقيم في الدور الثالث هو زعيم التنظيم ”الإرهابي“.
عندما تم إطلاع بايدن من قبل قادة العمليات في ديسمبر/كانون الأول، على موقع القرشي، أصدر الرئيس أمرا للبنتاجون باتخاذ الاحتياطات لتقليل الوفيات بين المدنيين، اقتراح وصفه التقرير بأنه صعب لهدف بدا أنه يحيط نفسه عن قصد بالأطفال والعائلات كحماية.
وتدربت القوات الأمريكية التي نفذت المهمة على العملية، وعندما هبط الفريق الأمريكي، أعلنوا عن أنفسهم بصوت عالٍ، وطالبوا من كانوا داخل المبنى بالمغادرة، كما طلبوا من الآخرين في المنطقة السكنية المحيطة بالابتعاد.
وجاء في التقرير أن الجيش الأمريكي خطط لعملية تستغرق ساعتين في الموقع، إشارة إلى الحاجة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وأعطى بايدن الموافقة النهائية على العملية يوم الثلاثاء في المكتب البيضاوي، حيث أطلعه أوستن والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين وصفهم لغرفة العمليات، يوم الأربعاء، حيث ”كان التوتر هائلا“، وقام الرئيس ونائبته كامالا هاريس وقادة الجيش والأمن القومي بمراقبة العملية "مراقبة حية".
ونقلت ”سي إن إن“ عن مسؤول كبير في الإدارة قوله إن بايدن كان ”غارقًا جدًا في التفاصيل العملياتية“ بعد شهور من التخطيط، بما في ذلك نموذج المبنى الذي كان جلبه القادة العسكريون إلى غرفة العمليات في ديسمبر، حيث انخرط بايدن في "أخذ ورد" مع قادة الجيش.
وكشف التقرير أنه بحلول أوائل ديسمبر/كانون الأول، كان مسؤولو المخابرات الأمريكية على يقين من أن قرشي كان يعيش في المنزل.
ووفقا للتقرير فقد كشف القرشي عن معلومات قيمة عندما احتجزته الولايات المتحدة في العراق عام 2008، وكان هناك احتمال واضح أن يتمكن من فعل ذلك مرة أخرى، هذه المرة كرئيس لداعش.
وضع المسؤولون الأمريكيون في الحسبان أن يقوم القرشي بتفجير نفسه أثناء العملية، كما فعل زعيم داعش أبوبكر البغدادي خلال الغارة التي قتلته في عام 2019.
وأوضح التقرير أن أحد قيادات تنظيم داعش كان موجودا لتسهيل العمليات اليومية للتنظيم الإرهابي، وعندما دخلت القوات الأمريكية المبنى تحصن في مسكنه مع زوجته في الطابق الثاني، واشتبك مع القوات الأمريكية وقُتل، وبعد وفاته خرج عدد من الأطفال من الطابق الثاني، تم نقلهم إلى مكان آمن.
وأوضح أنه أثناء مغادرة القوات الأمريكية الموقع تم التعرف إيجابيا على القرشي باستخدام ملامح وجهه، كما أجروا قياسات بيومترية متطابقة على بصمته، وقد أشاع ذلك ارتياحا في غرفة العمليات حلّ محل التوتر.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز