يجب أن يُدرك نظاما، طهران والدوحة، بأن المرحلة المقبلة ستشهد حزماً حقيقياً، وأن العد التنازلي للتطهير الكامل للمنطقة من الإرهاب قد بدأ.
تابعنا جميعاً تلقي النظام القطري وشريفته إيران الصفعات تلو الأخرى من العيار الثقيل، بدايةً من تحقيقات فساد كبرى أعلن عنها المدعي السويسري، والتي تورط بها ناصر غانم الخليفي، رئيس مجلس إدارة قنوات “beIN sports”، وهو الذي رأس في الوقت ذاته نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، صاحب الصفقة المشبوهة للبرازيلي نيمار، بقضية رشوة نتج عنها منح القناة حقوق بث المونديال حتى 2030، ناهيك عن ملف كأس العالم 2022 الذي تحوم حوله الكثير من الشكوك.
خطاب ترامب الذي أعلن فيه صراحة عن تغيير الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع إيران، وأنه أوكل لوزارة الخزانة إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب شكّل صفعة مؤلمة جداً لقطر، خاصة بعد إعلان النظام القطري أن "إيران شريفة" وأنها حليف يجب الوثوق به
وتوالت الصفعات والصدمات بخسارة حمد الكواري، مرشح “تنظيم الحمدين” في انتخابات اختيار الأمين العام لليونسكو، وهكذا خسارة شكلت ضربة موجعة لقطر وقطع الطريق عليها للتوغل في منظمة مهمة كاليونسكو، لكن لابد أن تكون هناك وقفة للمجتمع الدولي ليفتح من خلالها التحقيق في ملف انتخابات اليونسكو، وكشف دبلوماسية الشيكات التي لا يعرف "نظام الحمدين" سياسة أخرى سواها،.
وكانت الصفعة الأخيرة للنظام القطري، من خلال خطاب ترامب الذي أعلن فيه صراحة عن تغيير الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع إيران، وأنه أوكل لوزارة الخزانة إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، وهو ما شكّل صفعة مؤلمة جداً لقطر، خاصة بعد إعلان النظام القطري أن "إيران شريفة"، وأنها حليف يجب الوثوق به، خاصة وأن هذه الاستراتيجية تعني بداية انتهاء العصر الذهبي الذي عاشه النظام الإيراني في عهد باراك أوباما.
وحتى لو اعتبرنا أن هذه الاستراتيجية لعبت دوراً غير مباشر في حفظ المصالح الأمريكية قبل غيرها في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها دون شك مثّلت خطوة صحيحة وضربة قاتلة للنظام الإيراني، لأنه من خلالها سيتم قطع الوريد المغذي للإرهاب في المنطقة، وبسببها علا صراخ الملالي هناك في طهران.
هذا الصراخ الذي سينتقل صداه من طهران إلى الدوحة والعكس، من شدة الألم الناتج عن هذه العقوبات، والتي سارعت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، إلى إصدار بيان مؤيد لاستراتيجية الولايات المتحدة الجديدة نحو إيران، والتي يجب أن يُدرك نظاما، طهران والدوحة، بأن المرحلة المقبلة ستشهد حزماً حقيقياً، وأن العد التنازلي للتطهير الكامل للمنطقة من الإرهاب قد بدأ، ويجب عليهما أن يُدركا المعنى الحقيقي لرسالة الحزم القادمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة