«حمى الكسل» تثير القلق في بريطانيا بعد تسجيل 3 إصابات مؤكدة بالفيروس

أصدرت السلطات الصحية البريطانية تحذيرا عاجلا بعد تأكيد إصابة ثلاثة أشخاص بالفيروس الاستوائي المعروف باسم حمى الكسل.
ويعرف الفيروس أيضا باسم فيروس أوروبيشي، وهو مرض نادر عادة ما يُكتشف في البرازيل، وغالبا ما يسبب أعراضًا خفيفة تزول خلال أقل من أسبوع، تشمل الحمى، الصداع، آلام المفاصل والعضلات، القشعريرة، الغثيان، القيء، الطفح الجلدي، الدوخة، الحساسية للضوء، وألم خلف العينين.
لكن في حالات نادرة، قد يهاجم الفيروس الدماغ مسببا التهاب السحايا أو التهاب الدماغ، وهو ما قد يكون مميتًا، رغم أن هذه المضاعفات العصبية تحدث فقط في نحو 4% من المرضى المصابين.
والاسم الشائع "حمى الكسل" يرجع إلى وجود الفيروس طبيعيا في الكسلان والحيوانات الرئيسة والطيور.
وكشفت بيانات جديدة صادرة عن هيئة الصحة العامة البريطانية أمس أن الحالات الثلاث في المملكة المتحدة تتعلق بأشخاص عادوا من البرازيل، ولم تُسجل أي حالات وفاة حتى الآن.
وينتقل الفيروس بشكل رئيسي عبر لدغات البعوض الصغير (الناموسيات) وبعض الحشرات الطائرة الصغيرة، كما يمكن أن ينتقل جنسيا، رغم أنه لم تُسجّل أي حالات انتقال عن طريق الاتصال الجنسي حتى الآن.
ولا يوجد علاج محدد للفيروس، ويعاني نحو 60 إلى 70% من المرضى من عودة الأعراض بعد أيام أو أشهر من العدوى الأولى. ومع ذلك، يمكن إدارة الأعراض بالراحة، وشرب السوائل، واستخدام مسكنات مثل الباراسيتامول.
ولا يوجد لقاح، لكن يمكن للركاب اتخاذ تدابير وقائية مثل ارتداء ملابس طويلة الأكمام، والإقامة في أماكن مزودة بتكييف أو شبك نوافذ يحمي من الحشرات، واستخدام ناموسيات معالجة بالمبيدات.
وسُجلت أول حالات وفاة بسبب المرض، الذي ظهر منذ خمسينيات القرن الماضي، في البرازيل العام الماضي، حيث توفيت امرأتان.
و هذا العام، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة عالميًا 12,000 حالة، معظمها في البرازيل، مع وفاة خمس حالات هناك. كما تم الإبلاغ عن مضاعفات عصبية ومشاكل جنينية قيد التحقيق حاليا.
وحذر المسؤولون بشكل خاص النساء الحوامل من السفر إلى أمريكا الوسطى والجنوبية، مشيرين إلى أن الفيروس قد يرتبط بحدوث إجهاض.
وقالت هيئة الصحة العامة البريطانية: "إذا كنتِ حاملا وتفكرين في السفر إلى المناطق المتأثرة، من المهم مناقشة الأمر مع طبيبك أو عيادة السفر قبل المغادرة. على الرغم من أننا ما زلنا نتعلم عن مخاطر فيروس أوروبيشي أثناء الحمل، إلا أن احتمال انتقاله من الأم إلى الجنين وتأثيره على الجنين يتطلب الحذر".