اكتشاف غير مسبوق.. رصد أصغر كويكب بحجم 10 أمتار
تمكن فلكيون من اكتشاف عشرات من الكويكبات الصغيرة باستخدام بيانات تلسكوب جيمس ويب، بما في ذلك أصغر كويكب يُرصد في الحزام الرئيسي بين كوكبي المريخ والمشتري، وهذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لفهم الكويكبات التي قد تشكل تهديدا للأرض في المستقبل.
وعلى الرغم من أن الكويكبات التي قد تصطدم بالأرض ليست ضخمة بما يكفي لتدمير كوكب، إلا أن العديد منها قد يكون صغيرا، حيث يتراوح عرضها بين عدة أمتار وعشرات الأمتار فقط، وهذه الكويكبات الصغيرة أكثر عرضة للتأثيرات التي قد تدفعها للخروج من الحزام الرئيسي للكويكبات نحو الأرض. وبسبب صغر حجمها، قد يصعب رصد هذه الكويكبات حتى تقترب بشدة من كوكبنا، مما يجعل من الصعب التنبؤ بها في الوقت المناسب.
وقال أرتم بورغانوف، عالم الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمعد الرئيسي للدراسة التي أعلنت عن هذا الاكتشاف بدورية "نيتشر"، في بيان يوم الإثنين 9 ديسمبر: "تمكنا من رصد الكويكبات القريبة من الأرض التي يصل حجمها إلى 10 أمتار عندما تكون قريبة جدًا من كوكبنا، ومع ذلك، فإن أصغر جسم تمكن الفلكيون من رصده وتتبع مداره في الحزام الرئيسي للكويكبات، الذي يبعد نحو 112 مليون ميل (180 مليون كيلومتر) عن الأرض، كان بعرض حوالي كيلومتر واحد".لكن الفريق قد كسّر هذا الرقم القياسي عندما اكتشفوا كويكبًا بعرض 10 أمتار فقط (33 قدمًا) في بيانات تلسكوب جيمس ويب، والتي كانت مخصصة في الأصل لدراسة الغلاف الجوي للكواكب الصخرية التي تدور حول النجم القزم الأحمر " TRAPPIST-1".
وأضاف بورغانوف: "الآن لدينا طريقة لرصد هذه الكويكبات الصغيرة عندما تكون أبعد بكثير، مما يتيح لنا تتبع مداراتها بدقة أكبر، وهو أمر حاسم في مجال الدفاع الكوكبي".
اكتشاف الكويكبات في بيانات كانت تُعتبر "ضوضاء"
وعادة ما تتضمن مهمة رصد الكواكب أمام نجومها البعيدة تصفية "الضوضاء"، مثل الكويكبات، السحب الغبارية، والغازات بين النجوم، التي قد تؤثر على البيانات.
ومن أجل تقليل هذه الضوضاء، يمكن للفلكيين أخذ صور متعددة لنفس المنطقة في السماء ثم دمجها معا، والهدف هو أن الأشياء البعيدة مثل النجم القزم الأحمر TRAPPIST-1 يجب أن تبقى في نفس المكان، بينما تتحرك الكويكبات الأقرب عبر مجال الرؤية.
ويقول جوليان دو ويت، أحد مؤلفي الدراسة وعالم فلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "بالنسبة لمعظم الفلكيين، تُعتبر الكويكبات نوعا من الضوضاء في السماء، لأنها تعبر مجال رؤيتك وتؤثر على بياناتك، لكن ما يُعتبر ضوضاء وما يُعتبر بيانات يعتمد على ما تبحث عنه، في هذه الحالة، كان الفريق يبحث عن الكويكبات الصغيرة التي تظهر كومضات ضوء خافتة ومتحركة في بيانات تلسكوب جيمس ويب".
من خلال فحص 10 آلاف صورة صورة لنظام النجم القزم الأحمر " TRAPPIST-1"، استطاع الفريق اكتشاف آثار ضوء خافت في المقدمة يمكن أن تكون لكويكبات في الحزام الرئيسي، وبعد تتبع مدارات هذه الكويكبات في الصور، اكتشف الفريق 138 كويكبا صغيرا لم يُكتشف من قبل، تتراوح أحجامها بين 10 أمتار وعدة مئات من الأمتار.
وقال دو ويت: "كنا نعتقد أننا سنكتشف عددا قليلا من الأجسام الجديدة، ولكننا اكتشفنا أكثر بكثير مما توقعنا، خاصة الكويكبات الصغيرة، وهذا يشير إلى أننا نحقق تقدما في دراسة مجموعة جديدة من الكويكبات التي تتكون بشكل أكثر كفاءة من خلال التصادمات التي تكسر الكويكبات الأكبر إلى قطع أصغر من 100 متر".
وأضاف بورغانوف: "إن هذا هو مجال جديد تمامًا نبدأ في استكشافه، بفضل التكنولوجيا الحديثة، إنه مثال رائع على ما يمكننا تحقيقه عندما ننظر إلى البيانات بطريقة مختلفة".