كشفت دراسة لباحثين من برنامج العلوم الطبية الحيوية بمدينة زويل بمصر، عن تقدم رائد في العلاج المستهدف للسرطان باستخدام شاحنات توصيل دوائية مصممة خصيصا لإحداث ثورة علاجية.
ويستغل هذا النهج المبتكر قوة ما يعرف بـ"الجسيمات الشبيهة بالفيروسات"، لتوصيل الدواء مباشرة إلى الخلايا السرطانية بدقة غير مسبوقة.
وهذه الجسيمات كما يقول تامر سالم، أستاذ الفيروسات ببرنامج العلوم الطبية الحيوية، والباحث الرئيسي بالدراسة، مُصممة لتحاكي بنية الفيروسات، لكنها تفتقر إلى المادة الوراثية المطلوبة للتكاثر، مما يجعلها غير معدية، وتُستخدم في تطبيقات طبية حيوية مختلفة، وخاصة في اللقاحات وأنظمة توصيل الأدوية.
ولتصور كيفية استخدامها في الدراسة المنشورة بدورية "كرنت إيشو إن موليكوالر بيولوجي"، تخيل حيا يمثل فيه كل منزل نوعا مختلفا من خلايا السرطان، ولتوصيل الدواء الحيوي بشكل فعال، نحتاج إلى شاحنات توصيل ذكية، مزودة بملصقات للعناوين، بحيث يمكنها الوصول بدقة إلى المنازل الصحيحة.
وفي هذا التطور الجديد المثير، صمم سالم ورفاقه، نوعين من شاحنات التوصيل باستخدام "الجسيمات الشبيهة بالفيروس"، مع تضمينهما "ملصقات عناوين" فريدة للعثور على خلايا سرطانية محددة وتوصيل العلاج إليها.
إحدى هذه الشاحنات الذكية تم تجهيزها لاستهداف وتوصيل الدواء إلى خلايا سرطان الكبد، وذلك عن طريق تزويدها بالملصق (SP94)، وهو ببتيد اصطناعي يتكون من تسلسل محدد من الأحماض الأمينية، ويُعرف بقدرته على الارتباط بشكل انتقائي بخلايا سرطان الكبد.
أما الشاحنة الثانية، فهي متعددة الاستخدامات، حيث يمنحها ملصقها، القدرة على توصيل الدواء إلى أنواع مختلفة من خلايا السرطان.
واستخدم في تلك الشاحنة الملصق (RGD)، وهو تسلسل ببتيد يتكون من ثلاثة أحماض أمينية، وهي الأرجينين والجلايسين وحمض الأسبارتيك، وهذا التسلسل مهم في العديد من التطبيقات البيولوجية والطبية نظرا لقدرته على الارتباط بمستقبلات الإنترجرين على سطح العديد من أنواع الخلايا.
ويوضح سالم، أنه تم تجهيز كل شاحنة بميزة متوهجة، مما يسمح للباحثين بتتبع ومراقبة رحلة هذه الشاحنات إلى الخلايا المستهدفة، وباستخدام تقنيات التصوير المتقدمة، وجدوا أن الشاحنات المتوهجة كانت تصل بنجاح إلى أهدافها المقصودة.
وجاء المزيد من الابتكار مع إضافة بروتين مساعد يُعرف باسم (Grp78)، حيث وجد سالم ورفاقه، أن هذه المساعدة الإضافية تعمل على تعزيز قدرة الشاحنات بشكل كبير على العثور على الخلايا المستهدفة والارتباط بها، مما يعزز فعالية كل من شاحنات التوصيل التي تحمل الملصقات (SP94) و(RGD).
وبعد نجاح شاحنات التوصيل الدوائية في أداء دورها معمليا، يخطط سالم ورفاقه لدراسات إضافية على حيوانات التجارب، تمهيدا للانتقال لمرحلة أكثر تقدما، وهي التجارب السريرية على البشر.
ثورة علاجية.. باحثون بمدينة زويل في #مصر يهزمون المرض الخبيث بشاحنات توصيل دوائية تستهدف السرطان
— العين الإخبارية (@AlAinNews) September 12, 2024
ما القصة؟ #عينك_على_العالم pic.twitter.com/r5L0W312Li