مرحاض «الفطر» الذكي.. ابتكار يحول الفضلات إلى سماد بلا ماء أو كيماويات

أطلق باحثون بجامعة كولومبيا البريطانية بكندا أول مرحاض بالعالم يعمل بالفطر، يحمل اسم "مايكو تويلِت"، وذلك في حديقة الجامعة النباتية.
ويعتمد الابتكار على شبكات جذور الفطر (الميكيليا) التي تحول الفضلات البشرية إلى سماد غني بالمغذيات، دون الحاجة إلى ماء أو مواد كيميائية.
ويتميز المرحاض بتصميم عصري مستدام يمكن تركيبه بسهولة في الحدائق، المجتمعات النائية والمناطق التي تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي. ويقول جوزيف داهمن، أستاذ مشارك في كلية العمارة بجامعة كولومبيا البريطانية في كندا وقائد المشروع: "أردنا أن نجعل تجربة يومية مألوفة أكثر راحة، وفي الوقت ذاته تذكرنا بدورتنا الطبيعية مع البيئة."
المرحاض الجديد لا يكتفي بالجانب البيئي، بل صُمم ليكون مريحا، نظيفا وسهل الاستخدام، مع إمكانية وصول الكراسي المتحركة، ولا يحتاج سوى أربع زيارات صيانة سنويا.
وبعكس المراحيض الكيميائية التقليدية التي تعتمد على مواد سامة مثل الفورمالديهايد، يوفر " مايكو تويلِت" بديلاً آمنًا وصديقًا للبيئة. إذ يتم فصل السوائل عن المواد الصلبة، التي تدخل بدورها إلى حجرة مبطنة بالميكيليا، حيث تقوم الفطريات بامتصاص الروائح وتفكيك الفضلات إلى تربة وسماد سائل غني، دون ماء أو كهرباء.
وتشير الاختبارات الأولية إلى أن المراحيض قادرة على إزالة أكثر من 90% من المركبات المسببة للروائح، وإنتاج ما يقارب 600 لتر من التربة و2000 لتر من السماد السائل سنويا.
ويرى الباحثون أن هذا الابتكار قد يشكل حلا عمليا ومنخفض التكلفة لإدارة النفايات في المدن والحدائق والمناطق النائية وحتى في الدول النامية، عبر تحويل "المشكلة" إلى مورد ثمين للتربة والزراعة.