عقوبات ترامب على ناقلات فنزويلا تعطي دفعة لأسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% اليوم الأربعاء بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حصار "كامل وشامل"، على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا وتغادرها.
وكان ترامب قد أمر أمس الثلاثاء بفرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا وتغادرها، مضيفًا أنه بات يعتبر حكام فنزويلا منظمة إرهابية أجنبية، مما أدى إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في ظل مخاوف بشأن الطلب.
وقال متداول أمريكي إن الإجراء قد يؤثر على ما بين 0.4 و0.5 مليون برميل من النفط يوميا، ليرفع الأسعار بمقدار دولار إلى دولارين للبرميل.
أسعار النفط اليوم
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 87 سنتا، أو 1.5% مسجلة 59.79 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:30 بتوقيت أبوظبي، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 85 سنتا، أو 1.5% إلى 56.12 دولار.
وختم الخامان تداولات الأمس قرب أدنى مستوياتهما في خمس سنوات في ظل التقدم المحرز في محادثات السلام الروسية الأوكرانية، حيث يُتوقع أن يُسفر اتفاق محتمل عن تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، مما يُتيح زيادة في المعروض حتى في ظل ضعف الطلب العالمي.
وقال ماتياس توجني المحلل في نكست باريل المتخصصة في تحليلات سوق النفط "فيما يتعلق بتأثيرات الأسعار، نتوقع أن نرى علاوات التسليم الفوري للنفط الخام تتأثر بشكل أكبر من الأسعار الثابتة، لا سيما البدائل الطبيعية للنفط الخام في ساحل الخليج، مثل مزيج كاستيلا الكندي والكولومبي، على الرغم من أن إجمالي النقص في الإمدادات سيكون أقل من 200 ألف برميل يوميا لشحنات شيفرون".
وجاءت تصريحات ترامب الأخيرة بعد أسبوع من احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا، في تصعيد لحملة الضغط على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي اتهمه ترامب بالمسؤولية عن دخول مخدرات إلى الولايات المتحدة.
ومنذ عملية الاحتجاز، انخفضت صادرات النفط الخام الفنزويلية بشكل حاد.
ولا يزال من غير الواضح عدد ناقلات النفط التي ستتأثر، وكيف ستفرض الولايات المتحدة الحصار على السفن الخاضعة للعقوبات، وما إذا كان ترامب سيلجأ إلى خفر السواحل لاعتراض السفن كما فعل الأسبوع الماضي. ونشرت الولايات المتحدة سفنا حربية في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
ويقول محللون إن سوق النفط تتمتع بوفرة في المعروض حاليا، لكن إذا استمر الحظر لفترة، فمن المرجح أن ترتفع أسعار الخام أكثر.
وقال إمريل جميل، كبير محللي النفط في مجموعة بورصات لندن "على المدى القريب، من غير المرجح حدوث ارتفاع حاد في الأسعار ما لم تُتخذ إجراءات انتقامية تؤثر على أنظمة النفط والغاز في الأمريكتين، في حين تبقى توقعات فائض العرض العالمي في صدارة اهتمامات التداول".
وأضاف "لكن على المدى البعيد، قد يدعم أي اضطراب مطول أسعار أنواع النفط الخام الثقيل".
وقال متعاملون في سوق النفط إن الأسعار ترتفع تحسبا لاحتمال انخفاض الصادرات الفنزويلية، على الرغم من أنهم لا يزالون ينتظرون معرفة كيفية تطبيق الحصار الذي فرضه ترامب وما إذا كان سيمتد ليشمل سفنا غير خاضعة للعقوبات.
وقال روري جونستون، مؤسس نشرة كوموديتي كونتكست " لا نعرف مدى تطبيق ترامب لهذا الأمر أو سرعته ".
وانخفضت صادرات النفط الخام الفنزويلية بشكل حاد منذ الواقعة، وتفاقم الوضع بسبب هجوم إلكتروني أدى إلى تعطيل الأنظمة الإدارية لشركة النفط الحكومية.
ويتم تزويد السوق على نحو جيد في الوقت الحالي، وهناك ملايين البراميل من النفط على متن ناقلات قبالة سواحل الصين في انتظار التفريغ. ولكن إذا استمر الحظر لبعض الوقت، فمن المرجح أن يؤدي فقد ما يقرب من مليون برميل يوميا من إمدادات الخام إلى ارتفاع الأسعار.
وقال مسؤولان أمريكيان إن السياسة الجديدة، في حال تطبيقها بالكامل، قد يكون لها تأثير كبير على مادورو.
وقال ديفيد جولدون، الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والمتخصص في شؤون الطاقة، إنه إذا لم يتم تعويض صادرات فنزويلا بزيادة منظمة أوبك طاقتها الإنتاجية، فقد يتراوح تأثير ذلك على أسعار النفط بين خمسة وثمانية دولارات للبرميل.
وأضاف جولدون "أتوقع ارتفاعا حادا في التضخم، وهجرة جماعية وفورية من فنزويلا إلى الدول المجاورة".
ومنذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع الطاقة في فنزويلا عام 2019، لجأ تجار ومصافي النفط الذين يشترون الخام الفنزويلي إلى "أسطول ظل" من ناقلات تخفي مواقعها، وإلى سفن خاضعة للعقوبات لنقلها النفط الإيراني أو الروسي.
وحتى الأسبوع الماضي، كانت أكثر من 30 سفينة من أصل 80 في المياه الفنزويلية أو تقترب منها خاضعة للعقوبات الأمريكية، وفقا للبيانات التي جمعها موقع تانكر تراكرز.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA== جزيرة ام اند امز