بقطرة دم واحدة والكاميرا.. هاتفك الذكي يكتشف تجلط دمك
تتشكل جلطات الدم كوسيلة لوقف النزيف عند إصابة شخص، لكن الجلطات الدموية في مرضى صمامات القلب الميكانيكية مثلا، يمكن أن تؤدي إلى سكتة دماغية أو نوبة قلبية، وهذا السبب أن ملايين الأمريكيين يتناولون أدوية مسيلة للدم، مثل الوارفارين.
ومع ذلك، فإن "الوارفارين" ليس مثالياً، ويتطلب اختبار المرضى بشكل متكرر للتأكد من أن دمهم في النطاق الصحيح، فالدم الذي يتخثر بسهولة قد يؤدي إلى سكتة دماغية أو نوبة قلبية بينما الدم الذي لا يتجلط يمكن أن يؤدي لإطالة النزيف بعد الإصابة، ولإجراء الاختبار يتعين على المرضى إما الذهاب إلى معمل العيادة أو استخدام نظام اختبار منزلي مكلف، وهي المشكلة التي حلها باحثون من جامعة واشنطن الأمريكية.
وطور الباحثون اختبارًا جديدًا لتخثر الدم يستخدم فقط قطرة دم واحدة ومحرك اهتزاز الهاتف الذكي وكاميرا، ويشتمل النظام على ملحق بلاستيكي يحمل كوبًا صغيرًا أسفل كاميرا الهاتف.
ويضيف الشخص قطرة دم إلى الكوب الذي تحتوي على جزيء نحاسي صغير ومادة كيميائية تساعد على تخثر الدم، ثم يقوم محرك اهتزاز الهاتف بهز الكوب بينما تراقب الكاميرا حركة الجسيمات، والتي تتباطأ ثم تتوقف عن الحركة مع تشكل الجلطة.
وأظهر الباحثون أن هذه الطريقة تقع ضمن نطاق دقة الأجهزة القياسية للمجال، ونشر الفريق البحثي تفاصيل هذه الطريقة 11 فبراير / شباط الجاري بدورية "نيتشر كومينيكيشن".
ويقول شيام جولاكوتا من قسم علوم وهندسة الكمبيوتر، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة واشنطن: "في الماضي، اعتاد الأطباء تحريك أنابيب الدم يدويًا ذهابًا وإيابًا لمراقبة المدة التي يستغرقها تكوين الجلطة، ومع ذلك، يتطلب هذا الكثير من الدم، مما يجعل استخدامه غير عملي في البيئات المنزلية، والقفزة الإبداعية التي نحققها هنا هي أننا نظهر أنه باستخدام محرك الاهتزاز على هاتف ذكي، يمكن لخوارزمياتنا أن تفعل الشيء نفسه، باستخدام قطرة دم واحدة، ونحصل على دقة مماثلة لأفضل التقنيات المتاحة تجاريًا."