لماذا تقتحم شركات صناعة الهواتف الذكية عالم السيارات؟
يتمحور عالمنا الحديث حول التكنولوجيا أكثر من أي وقت، بما يشمل اندماج قطاعات التقنيات مع القطاعات الصناعية المختلفة، ويعد إقبال شركات صناعة الهواتف الذكية على خوض تجربة صناعة السيارات خير مثال على ذلك.
ويرى خبراء موقع "كار باظ" المختص بأخبار السيارات، أن العلاقة بين شركات تطوير تقنيات الهواتف الذكية وقطاع السيارات ستكون علاقة مفيدة للطرفين، حيث سيكون صانعو الهواتف الذكية قادرين على توسيع أعمالهم، ويمكن لشركات صناعة السيارات التعلم من هذه الشركات والاستفادة مما لديها من خبرات تقنية، والعكس صحيح.
ويكشف التقرير التالي، عن أبرز معالم تجربة خوض شركات هواتف ذكية لتجربة تطوير وصناعة هواتف ذكية، وما لهذه التجربة من مميزات وعيوب.
كيف ساعدت شركات الهواتف صناعة السيارات بالفعل
في البداية، رصد موقع "كار باظ" أبرز ما أسهمت به شركات تطوير الهواتف الذكية من تدعيم لصناعة السيارات، وإمداد ماركات السيارات بتقنيات حديثة حسنت من سبل الرفاهية والقيادة.
ومن أبرز أمثلة دعم شركات تطوير الهواتف لصناعة السيارات، إمداد الموديلات الحديثة بأنظمة التشغيل الترفيهية، مثل Apple CarPlay من شركة أبل، ونظام Google Built-In من شركة غوغل، وأيضا نظام Android Auto.
مثل هذه الأنظمة، هي عبارة عن تطبيقات إلكترونية مدمجة في منظمة السيارة الترفيهية، من خلالها تتحول شاشة التحكم الوسطى في السيارة لهاتف أبل على سبيل المثال فيما يخص نظام Apple CarPlay.
المميزات
ويقول "كار باظ"، إن الميزة الأكثر وضوحًا لدخول صانعي الهواتف الذكية إلى مجال صناعة السيارات هي المزايا التكنولوجية التي توفرها هذه الشركات لمستخدمي سياراتها.
ونظرًا لأن الهواتف الذكية هي إلى حد كبير الأجهزة الأكثر شراء، فإن هذه الشركات لديها الكثير من الخبرة في تصميم منتجاتها لتناسب الجميع، وقد تكون السيارات أكثر سهولة في الاستخدام وأكثر اتساعا في نطاق البيع والانتشار.
علاوة على أنها ستكون مريحة بشكل أكبر مما هي عليه الآن، بفضل سياسة الراحة والشمولية التي تدعمها شركات الهواتف في منتجاتها.
هناك شيء آخر يجب مراعاته يدعم إيجابية تجربة دخول شركات الهواتف الذكية في مجال صناعة السيارات وهو الذكاء الاصطناعي، والذي أصبحت توفره شركات الهواتف الذكية بشكل كبير كمساعدات افتراضية للمستخدمين.
وعندما يتعلق الأمر بالسيارات، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدك في تنقلاتك اليومية بعدة طرق، على سبيل المثال، يعد نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مفيدًا للغاية لأنه يمكنه تحديث تأخيرات حركة المرور والعقبات الأخرى وضبط مسارك وفقًا لذلك بفضل الذكاء الاصطناعي.
عيوب هذه الخطوة
ومع ذلك، على الرغم من الإيجابيات، هناك سلبيات بالنسبة لصانعي الهواتف الذكية الراغبين في دخول مجال صناعة السيارات.
إذ يكره الكثير من الناس فكرة أن تصبح التكنولوجيا جانبًا أكبر من حياتنا اليومية، لذا فإن دمجها بشكل أكبر مع المركبات قد يدفع العملاء بعيدًا عن الشركات التي تتبنى هذه التكنولوجيا الجديدة بشكل أسرع من غيرها بحسب ما أفاد "كار باظ".
إلى جانب هذا، قد لا يكون الكثير من الأشخاص حريصين على شراء سيارة تحمل علامة Apple أو LG، ناهيك عن سيارة تحمل علامة Huawei.
وقد شهدت بعض شركات الهواتف الذكية ذلك بالفعل وأجرت تغييرات على أسماء علاماتها التجارية للسيارات، مثل العلامة التجارية للسيارات Foxtron، التابعة لشركة الهواتف Foxconn.
هناك جانب سلبي آخر أكثر وضوحا حول هذه التجربة، هو الخسارة المحتملة للأرواح في السيارات إذ يشكك الملايين في قدرة صانعي الهواتف على إنتاج موديلات على قدر كبير من الأمن والسلامة.
إذ يشكو العديد من أصحاب السيارات الحديثة من حقيقة أن السيارات أصبحت أشبه بالأجهزة التي تستخدم لمرة واحدة.
وبغض النظر عن ذلك، فإن الوقت سيخبرنا بما سيحدث فيما يتعلق بشركات الهواتف الذكية وغزواتها المحتملة في مجال صناعة السيارات، وما إن كنا سنفقد شغف القيادة، أم سيتم تحسين القيادة بطرق لا نراها حاليًا بفضل هذه الخطوة.