هندسة الابتسامة.. تقنية جديدة تعيد وظيفة العصب الوجهي بنجاح
حقق باحثون في جامعة بيتسبرغ تقدما علميا كبيرا في مجال إصلاح الأعصاب، حيث طوروا تقنية مبتكرة تعتمد على الخلايا الجذعية لإعادة وظيفة العصب الوجهي، المعروف بدوره الحيوي في التعبير عن المشاعر والتواصل البشري.
التقنية تقوم على استخدام قنوات زراعة بيولوجية مصنوعة من خلايا جذعية مستخلصة من أسنان الحكمة، وهي تعمل كجسور توجه المحاور العصبية للنمو والاتصال بالأنسجة الصحيحة.
هذه القنوات البيولوجية توفر الدعم الميكانيكي والكيميائي اللازم لتجديد الأعصاب، مما يجعلها منافسة فعالة للطُعوم الذاتية التقليدية التي قد تسبب تلفا في موقع المتبرع وتعاني من نسب نجاح غير مؤكدة.
خضع الابتكار لاختبار صارم على أعصاب الوجه للفئران، حيث تم استخدام التقنية لردم فجوة بطول 5 ملم في العصب الوجهي.
أظهرت النتائج، التي نُشرت في "مجلة الهندسة العصبية"، أن المحاور العصبية تجددت عبر كامل طول القناة، ونجحت في استعادة وظيفة العصب، بما في ذلك القدرة على تحريك العضلات المسؤولة عن الابتسام.
أمل جديد للمرضى
قالت الباحثة ميشيل دروري، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "العصب الوجهي يُعد عنصرا أساسيا في جودة الحياة، إذ يتحكم في القدرة على التعبير عن المشاعر والتواصل مع الآخرين، وإصابته تؤثر بشكل عميق على حياة المرضى، وهذا الابتكار يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين النتائج العلاجية".
وترى البروفيسورة فاطمة سيد بيكارد، المشرفة على الدراسة، أن هذه التقنية تجمع بين الهندسة الحيوية والطبيعة، مما يجعلها أكثر توافقا حيويا من البدائل الصناعية، وأكدت: "نحن نستفيد من قدرة الخلايا على بناء بيئة داعمة، مما يفتح الأفق أمام تحسين هذه التقنية لتشمل إصابات الأعصاب في أماكن أخرى من الجسم".
ويمثل هذا الإنجاز أملا جديدا للمرضى الذين يعانون من إصابات عصبية معقدة، ويفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية تسهم في تحسين جودة الحياة واستعادة القدرة على التواصل والتعبير.
aXA6IDMuMTQ1LjYwLjExNCA= جزيرة ام اند امز