محبوبة بوتين تُحرج الغرب.. آلة البيانو اليابانية تُحبط معاقبة روسيا
![بوتين مع آلة البيانو](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/06/147-144906-smuggled-grand-pianos-putin_700x400.jpg)
تستهدف العقوبات الغربية على روسيا في المقام الأول مكونات الأسلحة والرقائق المتطورة، لكن منتجًا أقل تهديدًا يُظهر مدى صعوبة الضغط على اقتصاد موسكو، وهو آلة البيانو كبيرة الحجم المستوردة من اليابان.
ووفق "بلومبرغ"، حظرت اليابان تصدير السلع الفاخرة إلى روسيا، جنبًا إلى جنب مع العديد من حلفاء الولايات المتحدة الآخرين، بعد بضعة أشهر من بدء الحرب الروسية مع أوكرانيا في أوائل عام 2022.
وتم تضمين آلات البيانو الكبيرة التي تزيد قيمتها على 1300 دولار في قائمة طوكيو للسلع المحظورة.
ومن المعروف أن آلة البيانو من أكثر الآلات الموسيقية قربا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الصين.. معبر السلع للروس
وتُظهر البيانات الرسمية أن صادرات اليابان من البيانو إلى روسيا انخفضت منذ فرض الحظر بالفعل، لكن صادرات اليابان إلى الصين ارتفعت بنسبة 300% في عام 2023 عن العام السابق من هذا النوع من آلات البيانو، وفقًا لبيانات التجارة للأمم المتحدة، على الرغم من انخفاض الطلب الاستهلاكي الصيني الناجم عن تدهور الاقتصاد.
وفي 2023 وصلت صادرات البيانو الكبير من اليابان إلى الصين لنحو 5,318 وحدة، من 1,290 وحدة في 2022.
وفي عام 2023 نفسه، قفزت صادرات البيانو الكبير من الصين إلى روسيا إلى 830 وحدة من 155 في عام 2022، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، مع العلم أنه لا تتضمن البيانات تفصيلاً لبلد المنشأ لكل بيانو.
وتشير أرقام التجارة إلى مثال آخر على وصول السلع المحظورة إلى روسيا عبر طرق غير مباشرة عبر شركائها التجاريين.
وتثير هذه الأرقام الشكوك حول فعالية العقوبات حتى لو لم تؤكد بحد ذاتها انتهاك أي قواعد.
ويعترف المسؤولون في اليابان بصعوبة فرض العقوبات وكذلك الحاجة إلى زيادة الوعي بكيفية تطبيق العقوبات فعليًا.
معاقبة المخالفين
وقال كيغي يودا، نائب مدير قسم مراقبة التجارة في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، في مقابلة: "في الولايات المتحدة، يسمحون بالتتبع والقبض على المخالفين واحدًا تلو الآخر".
وأضاف: "نعتقد أن القبض على الكثير من الناس من خلال فرض العقوبات أمر مهم، ولكن قد تكون هناك أيضًا مشكلة تتعلق بالقوى العاملة، لذا فإن تفكيرنا هو أنه يتعين علينا أولاً التأكد من أن الشركات لديها فهم جيد للنظام".
وقد تظهر عقوبات جديدة على روسيا في اجتماع بين رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا وترامب، والذي تقول التقارير إنه قد يحدث في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وقد هدد ترامب بتصعيد العقوبات على موسكو بالتنسيق مع دول أخرى حتى في الوقت الذي يتطلع فيه إلى التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيجاد طريقة لإنهاء حربه في أوكرانيا.
محبوبة بوتين
ومن المعروف أن بوتين نفسه يحب العزف على آلة البيانو في أوقات الفراغ، بما في ذلك في إحدى المناسبات عندما تم تصويره وهو يعزف على آلة موسيقية غير مضبوطة بشكل جيد قبل اجتماع مع الزعيم الصيني شي جين بينغ في عام 2017.
ويبدو أن تجار البيانو الصينيين يقومون بأعمال تجارية نشطة في دور الوسيط مع الشركات المصنعة اليابانية.
ونشر أحدهم مؤخرًا مقطع فيديو على تطبيق RedNote حيث تفاخر بمبيعاته، وفي الفيديو، ظهر ممثل يلعب دور بوتين مبتسما ويشير بإبهامه لإظهار موافقته على المنتجات.
وقال التاجر في مقابلة هاتفية مع بلومبرغ، طالباً عدم الكشف عن هويته لتجنب خطر المنع، إن الطلب الروسي مرتفع للغاية دائماً على آلة البيانو، وقال إنه باع البيانو الياباني الكبير للعملاء الروس على مدى السنوات الثماني الماضية.
أكبر مصادر البيانو
وقبل الحرب، كانت اليابان وألمانيا أكبر مصدرين للبيانو إلى روسيا، حيث تعد العلامات التجارية اليابانية مثل كاواي وياماها من أكثر النماذج المطلوبة، بما في ذلك طراز كاواي CR40 "الكريستالي" الشفاف، والذي يباع بالتجزئة بحوالي 200 ألف دولار.
ولا يزال الأثرياء الروس يحصلون على البيانو الكبير الفاخر من اليابان، وإن كان بشكل غير مباشر.
ويواصل التجار في موسكو وسانت بطرسبرغ ومدن أخرى الإعلان عن مخزونات البيانو الكبير من ياماها وكواي، وأدرج موقع كاواي الروسي العديد من آلات البيانو الكبيرة الفاخرة للبيع من خلال التجار اعتبارًا من منتصف يناير/كانون الثاني.
وقال متحدث باسم شركة كاواي لتصنيع الآلات الموسيقية إن الشركة أوقفت صادرات البيانو الكبير إلى روسيا التي كانت خاضعة للحظر بعد فرضه.
ورفض المتحدث الإجابة عن سؤال حول خطر شحن البيانو الكبير الفاخر إلى روسيا عبر دول أخرى.
وقال متحدث باسم شركة ياماها إن الشركة والشركات التابعة لها، بما في ذلك في الصين، أوقفت جميع الصادرات إلى روسيا في مارس/آذار 2022.
ووقعت اليابان على العديد من العقوبات المفروضة على روسيا من قبل دول مجموعة السبع الأخرى، لكن تقريرًا جديدًا من مجموعة الأبحاث البريطانية Royal United Services Institute يسلط الضوء على كفاحها لفرض العقوبات، فضلاً عن الثغرات التنظيمية وسوء فهم مخاطر التحايل.