باحث أمريكي يكشف سر اهتمام العلماء بمخاط الحلزون (خاص)
تستخدم تركيبة إفرازات مخاط الحلزون في العديد من التطبيقات الطبية، إذ تدخل على نطاق واسع في مستحضرات التجميل والمرطبات والكريمات المضادة للشيخوخة وغيرها، ومع ذلك فإن العلم لم يكشف كل أسرار هذه الإفرازات.
وخلال دراسة نُشِرت في دورية "نيتشر كومينكيشن"، يزعم باحثون من مركز أبحاث العلوم المتقدمة بمركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك الأمريكية، أنهم اكتشفوا بعضاً من تفاصيل هذه الإفرازات، حيث شرحوا بالتفصيل تكوين ثلاثة أنواع فريدة منها، أحدها يرطب بشرة الحلزون ويحميها، والآخر يعمل كمادة لاصقة تشبه الغراء، وآخر يعمل على التشحيم للسماح للحيوان بالتحرك بحرية عبر الأسطح.
وكشفت الدراسة عن أن تركيبات المخاط كانت مختلفة تماماً، على الرغم من أنها تنتج من نفس الحيوان، ووجدوا أنها تحتوي على أيونات وسكريات وأكثر من 70 بروتيناً، وكان حوالي ثلث البروتينات الموجودة في المخاط لا تتشابه مع أي بروتينات في قواعد البيانات العالمية التي تمّ البحث فيها، أي أن الإفرازات المخاطية تحتوي على العديد من البروتينات التي لا تشبه أي بروتينات أخرى عرفها العلم.
ما هي أسرار مخاط الحلزون، وهل هناك تطبيقات لهذه المادة خارج المجال الطبي، هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها آدم براونشفايغ، من مركز أبحاث العلوم المتقدمة بجامعة مدينة نيويورك، والباحث الرئيسي بالدراسة، في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية".
بداية، يُستخدم مخاط الحلزون على نطاق واسع في مستحضرات التجميل والكريمات المضادة للشيخوخة وغيرها، فما الجديد الذي يمكن أن نتوقعه من دراستكم له؟
دراستنا تجيب عن السؤال: مم يتكون مخاط الحلزون؟ وهذا له آثار على فهمنا الأساسي لعلم الأحياء وآثار تجارية مهمة، فمن الناحية البيولوجية، فإن المخاط مهم للغاية عند جميع الحيوانات، فالقواقع مثلا تنفق وحدها 25% من طاقتها في صنعه، وقد اتضح أن هذه المادة معقدة للغاية ومصممة بشكل مذهل.
والجوانب التجارية لا تقل أهمية، فمخاط الحلزون هو العنصر التجميلي المثالي، لكنه في الحقيقة تركيبة من المكونات، وإذا كنت تعرف المكونات، يمكنك إنشاء التركيبات الخاصة بك.
معظم تطبيقات مخاط الحلزون طبية، فهل نتوقع تطبيقات أخرى خارج المجال الطبي تفيد فيها البروتينات الجديدة المكتشفة بتلك المادة؟
للمخاط العديد من الأدوار في الطبيعة والتي نعتبرها حاليا جزءا من صناعة "المواد"، حيث يعتبر المخاط في الطبيعة مادة تشحيم تسهل الحركة، وهو مادة لاصقة، وهو عبارة عن مادة حافظة وطبقة واقية، والمخاط جيد حقًا في كل هذه الأشياء، ونعلم أيضا أنه غير سام، لذلك هناك جهود لتسويق المواد التي تحاكي خصائص المخاط، بما في ذلك شركة (Nomi Materials)، التي بدأتها مؤخرا.
لكني أود أن أعرف على وجه التحديد أسباب اهتمامك بشكل خاص بمخاط الحلزون؟
يفرز كل حيوان ما لا يقل عن ثلاثة أمخطة، وبعض الحيوانات تفرز أكثر من 24 مخاطًا مختلفًا، يشارك المخاط في عملية التشحيم، كمادة لاصقة، وله أدوار في التكاثر، والتفاعلات بين المفترس والفريسة، والعديد من العمليات الحيوية الأخرى، و في الوقت نفسه، لدينا نفور نفسي مشفر للغاية من هذه المواد اللزجة، وربما يكون هذا هو السبب وراء عدم تساؤل أحد عن هذه المواد؟ لذا، طرحنا السؤال للتو، ما هي هذه المادة اللزجة، وأول مادة تمكنا من الحصول عليها بالكميات التي نحتاجها كانت من مزرعة الحلزون، وعندما بدأنا في دراسة هذه المادة، كلما نظرنا إليها أكثر، أصبحت أكثر إثارة للاهتمام، وفي بعض النواحي، نشعر وكأننا فتحنا بوابة إلى مجرة جديدة.
قلتم "لا تزال هناك أسئلة مفتوحة حول التركيب الجزيئي لمخاط الحلزون"، فما أبرز هذه الأسئلة، وهل ستسعى للإجابة عنها في دراسة لاحقة؟
في هذه الدراسة، ذكرنا مكونات مخاط الحلزون، ولكن لا يمكنك قول الكثير عن وظيفة المادة إلا من خلال قائمة المكونات، حيث تتفاعل جميع المكونات مع بعضها البعض لتكوين المادة، لذا، علينا الآن أن ننظر إلى كيفية تفاعل المكونات المختلفة مع بعضها البعض.
ودعني أشرح لك بالتفصيل، فقد قمنا بدراسة ثلاثة أمخطة من الحلزون، وهي مخاط مُزلق، ومخاط لاصق، ومخاط حاجز غير قابل للاختراق، ما وجدناه هو أنها تشترك في العديد من مكوناتها، ولكن هناك بعض الاختلافات الصغيرة، هذه الاختلافات الصغيرة تتحكم بشكل كامل في الخصائص، ونحن بحاجة إلى تحديد ماهية تلك الاختلافات الصغيرة ولماذا تسبب هذه الاختلافات الكبيرة في الخصائص.
سؤال أخير، هل يُستخدم المخاط نفسه في المنتجات؟
لو تذكر قلت لك، أننا نحاكي خصائص مخاط الحلزون في المنتجات، ولا نستخدم المخاط نفسه، ففي نهاية المطاف، يريد المستهلكون مستحضرات تجميل ذات خصائص متفوقة على مخاط الحلزون وليس لها أي عيوب، ويفضل المستهلكون المنتجات الخالية من الحيوانات، والمخاط الذي ينتجه الحلزون لا يمكن تخزينه على الرفوف، ويمكن أن يكون ملوثًا بالطفيليات، لذا، فإن الحل المثالي هو مادة اصطناعية تعيد إنتاج الخصائص المفيدة دون التأثير على الصحة أو السلامة أو البيئة.