بكفاءة مماثلة للمورفين.. "سم الحلزون" مسكن للألم
يعرف العلماء أن سم القواقع المخروطية، التي تجوب قاع المحيط، يحتوي على مركبات يمكن تكييفها كأدوية لعلاج الآلام المزمنة.
وتستخدم القواقع المخروطية السم في صيد الأسماك، حيث تطلق بعضها خطافاً شائكاً في السمكة، وتطلق السم الذي يصعقها كيميائياً ويشلها، بينما يستخدم البعض الآخر استراتيجية الصيد بشباك من السم، حيث تطلق سحابة من السم في الماء بمركبات تترك الأسماك محرومة من الحواس ومشوّشة.
وحظيت سموم القواقع المخروطية بدراسات واسعة، غير أن هناك سلالة لأحد القواقع لم تحظى بالدراسة الكافية، ذلك لأنها لا تعيش في المياه الضحلة كغيرها، وتقطن الأعماق على مسافة 200-800 قدم (60-250 متراً)، وكان الوصول إليها أقل من قبل العلماء، وهي سلالة "اسبريلا".
ومن بين أنواع هذه السلالة، ما يعرف باسم "كونوس رولاني"، والتي عُثر بسمها على مركب "كونسوماتين رو 1"، والذي يشبه هرمون "السوماتوستاتين" البشري، ووجدوا أن المركب ينشط اثنين من المستقبلات الخمسة للسوماتوستاتين "بانتقائية فريدة".
و"السوماتوستاتين" هو هرمون في البشر والعديد من الفقاريات الأخرى، وهو المانع الرئيسي لهرمون النمو، ويمكن استخدامه لعلاج اضطراب النمو المفرط، كما أنه يثبط هرمونات البنكرياس ويؤثر على الألم والالتهابات.
وقالت هيلينا صفوي حمامي، من قسم العلوم الطبية الحيوية بجامعة كوبنهاجن في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "تستخدم القواقع مركب (كونسوماتين رو 1) لخداع الفريسة، فحقن السم المحتوي عليه يمنع الألم حتى لا تعرف الفريسة أنها تعرضت للضرب، ومن ثم يمكن استخدامه في منع الألم، وأظهرت دراستنا أن المركب يمكنه منع الألم في الفئران بكفاءة مماثلة للمورفين".
وأضافت أن المركب المستخرج من سم القواقع منظم، كما لو كان مصمماً من قبل صانعي الأدوية، وهو عبارة عن جزيء قصير ومستقر وفعال في المستقبلات التي يستهدفها".