في ظل معاناة سكانها.. الثلوج تزين المرتفعات التونسية
كست الثلوج المرتفعات التونسية مع انخفاض درجات الحرارة لتضفي أجواء شتوية مميزة دفعت بالتونسيين إلى قضاء أمتع الأوقات، والتقاط الصور والاستمتاع بجمال المشهد، في حين أنها كانت ثقيلة على الفقراء في المناطق الغربية المرتفعة.
ومنذ سقوط الكميات الأولى من الثلوج، عرفت المناطق الغربية إقبالا من قبل التونسيين القادمين، خاصة من العاصمة ومن الجهات الساحلية الشرقية، للتمتع بجمال الطبيعة واللعب بكرات الثلج في مشهد رومانسي مميز.
لكن هذه الصورة لا تعمم على الجميع، فهناك أناس تعاني في صمت دون اكتراث من الدولة بسبب ارتفاع أسعار البنزين، الذي يستعمل في السخانات، والذي مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة يصبح مفقودا، إضافة الى ارتفاع اسعار قوارير الغاز الطبيعي.
وتعاني مناطق الشمال الغربي لتونس من ارتفاع نسب الفقر وضعف البنية التحتية وقلة الإمكانيات لمواجهة برودة الطقس الشديدة.
وقال الأسعد المثلوثي، ممثل الحماية المدنية التونسية، إنه تحسبا لأي أمر طارئ، تم تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية للتدخل إن اقتضى الأمر.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الاخبارية"، أن السلطات المحلية تدخلت لإزالة الثلوج من الطرقات، وأن اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة في حالة انعقاد دائم.
وحذر مستعملي الطريق بتوخّي الحذر وعدم المجازفة في السياقة واحترام إشارات المرور ودرجات السرعة المحددة أثناء تساقط الثلوج.
ومنذ يومين، أصدرت ادارة الحماية المدنية بمحافظة جندوبة، شمال غربي البلاد، بلاغا جاء فيه أنه يتعين على جميع التونسيين وتبعا للتقلبات المناخية من برودة في الطقس وتهاطل الأمطار وتساقط الثلوج بالمرتفعات، خاصة مدينة عين دراهم ومنطقة غارالدماء.
كما أوضحت أنه تحسبا لأي أمر طارئ تم تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية على أهبة الاستعداد للتدخل إن اقتضى الأمر.
كما أن اللجنة الجهوية وكل الهياكل المتداخلة في انعقاد دائم، وتتابع الوضع عن كثب لمد يد المساعدة لكل طالبي النجدة والحماية المدنية.
كما رفعت مصالح الرصد الجوّي درجة الإنذار في محافظتي جندوبة وسليانة إلى اللون البرتقالي، بالنظر إلى تطوّرات الوضع الجوي، وهو ما يعني درجة يقظة عالية وحالة تأهب قصوى.
ومن المتوقّع أن تواصل التساقطات الثلجية في المحافظتين خلال الساعات القادمة، والتي قد ينتج عنها اضطراب في حركة المرور والتنقل وتدني الرؤية وزيادة خطر الحوادث والانزلاقات الارضية.
وشدّد المعهد الوطني للرصد الجوي على ضرورة ملازمة الحذر عند التنقل، وعلى ضرورة الاستعلام عن الحالة الجوية قبل القيام بأي تنقلات في هذه المناطق.
واليوم الإثنين، اضطر أكثر من 100 طالب في المعهد الثانوي بمنطقة العيون من محافظة القصرين، غربي البلاد، قضاء ليلتهم بمبيت المعهد، نظرا لأنه لا يمكن للحافلات أن تنقل الطلاب في طريق العودة إلى مقر سكنهم بمنطقة عين بالسلسلة الجبلية.
مساعدات
وأعلن الاتحاد المحلي للتضامن الاجتماعي بمحافظة الكاف شمال غربي البلاد، تخصيص حوالي 20 طنا من المواد الغذائية المختلفة وكميات من الحشايا والأغطية الصوفية والملابس، و250 جهازا للتدفئة سيتم توزيعها على سكان المناطق الجبلية والأرياف ضعيفة الدخل بداية من هذا الاسبوع.
كما وزعت، السبت، النقابة الأساسية للاتحاد الدولي للبنوك عددا من المساعدات الاجتماعية على مدرسة بمعتمدية فرنانة بمحافظة جندوبة،.شملت توزيع 335 مساعدة من الألبسة الشتوية والأحذية وغيرها من المساعدات.