"الجارديان": صحوة الدولار تهدد الأسواق الناشئة
الاقتصاد القوي والسياسة النقدية المتشددة للولايات المتحدة تدفع العملة الخضراء إلى أعلى مستوياتها وعملات الأسواق الناشئة تعاني.
واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه، ما يشير إلى احتمال حدوث المزيد من ارتفاعات أسعار الفائدة ومشكلات للدول النامية التي اقترضت كثيرا من العملة الأمريكية.
ومع صدور بيانات قطاع الخدمات المذهلة، أمس الأربعاء، وأرقام الوظائف القوية في قوائم الرواتب غير الزراعية المتوقعة يوم الجمعة، سجل الدولار أعلى مستوى له خلال 11 شهر مقابل الين ودفع عائدات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف عام 2011، بينما انخفض الجنيه دون مستوى 1.30 دولار.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الخميس، قالت إن العائدات المرتفعة للسندات الأمريكية تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي، تحت إشراف رئيسه المتشدد جيروم باول، من المرجح أن يستمر في رفع أسعار الفائدة من 2.25٪ في 2018.
ولفتت إلى أنها غير مواتية للأسواق الناشئة لأنها تميل إلى سحب العملات الأجنبية التي هي في أمس الحاجة إليها، بينما تضغط على العملات المحلية.
وأفادت أن الدولار الأسترالي، الذي ينظر إليه على أنه وكيل للأسواق الآسيوية الناشئة، انخفض إلى ما دون 0.71 دولار أمريكي ويبدو أنه من المتوقع أن ينخفض أكثر.
كما هبطت الروبية الهندية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار صباح الخميس عند 73.77، بينما انخفضت الروبية الإندونيسية إلى أدنى مستوى لها منذ 20 عاما.
وعملة الصين، التي عانت من الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، قد أصبحت غير محصنة، حيث وصل سعر صرف اليوان إلى ما فوق 6.9 إلى الدولار.
وقال كريس ويستون من شركة "بيبرستون" التجارية في ملبورن: "هذه عاصفة مثالية لارتفاع الدولار. الأداء الاقتصادي القوي والاحتياطي الفيدرالي سعيدة رفع معدلات الفائدة".
وأضاف: "لقد أصدرت الكثير من البلدان ديونا مقومة بالدولار، ومع ارتفاع قيمة الدولار فإن مستويات الديون مبالغ فيها".
وارتفعت عائدات السندات أيضا في جميع أنحاء آسيا في تضييق لظروف السوق التي خرجت عن الإطار بشكل خطير في ظل ما يحدث في الاقتصادات المحلية.
وقال الاقتصادي كيفن لوجان: "هناك ديناميكية بسيطة تلعب الآن في الاقتصاد العالمي، فالولايات المتحدة مزدهرة، في حين أن معظم بقية دول العالم تبطئ أو حتى تتباطأ".
وأضاف أن "الاحتياطي الفيدرالي الذي يرفع معدلاته لمنع الاقتصاد الأمريكي من التدهور المفرط يحد من خيارات السياسة في البلدان التي تشتد فيها الظروف المالية وتتصاعد التوترات التجارية".
وانخفض مؤشر "إم إس سي آي" الأوسع نطاقاً للأسواق الناشئة لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1.1٪ كرد فعل، مع انخفاض كل من كوريا الجنوبية والفلبين وإندونيسيا وتايوان.. حتى مؤشر "نيكي" هبط بنسبة 0.2٪، حيث عوض ارتفاع العائدات الدعم للمصدرين من ضعف الين.
ويرى المستثمرون الآن أن هناك فرصة بنسبة 80٪ لرفع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر/كانون الأول، حيث عدلوا توقعاتهم بشأن كيفية ارتفاع أسعار الفائدة في نهاية المطاف.
وبلغت العائدات على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 3.18٪، بعد أن ارتفعت بواقع 12 نقطة أساس بين عشية وضحاها إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو/حزيران 2011. وكانت هذه أكبر زيادة يومية منذ النتيجة الصادمة للانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2016.
ووصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات مع تركيز السوق على العقوبات الأمريكية المرتقبة على إيران، في الوقت الذي تجاهلت فيه أكبر تعزيز أسبوعي في مخزونات النفط الخام الأمريكية.
ونزل خام برنت 18 سنتا إلى 86.11 دولار للبرميل، الخميس، في حين انخفض الخام الأمريكي 16 سنتا إلى 76.25 دولار.
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg جزيرة ام اند امز