ما هو الانكماش الائتماني؟.. الإجابة: أمريكا على شفا الركود

تراجع المقياس الرئيسي للصحة الاقتصادية في الولايات المتحدة إلى المنطقة السلبية، مما أضاف مصداقية لبعض التوقعات الأكثر تشاؤماً.

ووفقا لتقرير بيزنس إنسايدر، انخفضت مستويات الائتمان المصرفي الآن لثلاثة أرباع متتالية، وفقا لمجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ـ وهو أول انكماش مستدام منذ عام 2010.

وهذا هو الانخفاض الثاني فقط خلال أكثر من نصف قرن. وكان آخرها خلال فترة الركود العظيم، الناجمة عن الأزمة المالية العالمية في الفترة 2008-2009.

ويأتي التراجع الممتد في الإقراض المصرفي في الوقت الذي يواصل فيه العديد من خبراء وول ستريت توقع توقعات متشائمة للاقتصاد، على الرغم من الاتجاه المتفائل المفاجئ الذي شهده عام 2023. 

• الدولار يستقر قبل اجتماع الفيدرالي.. عين على تحليل بيانات الاقتصاد

ويرى جيفري جوندلاش رئيس شركة "دوبل لاين فرصة بنسبة 75٪ للركود هذا العام، في حين يرى القطاع الخاص أن هناك فرصة بنسبة 75٪ للركود هذا العام كما حذر الملياردير هنري كرافيس المؤسس المشارك لشركة كي كي آر أند كو من تزايد عدم اليقين الاقتصادي.

ويتوقع الاقتصاديون ديفيد روزنبرغ وستيف هانكي أيضًا حدوث تراجع حاد، في حين يشير غاري شيلينغ المحلل المالي إلى أن الركود في الولايات المتحدة ربما يكون قد بدأ بالفعل.

وأشار تيلو ماروتز، رئيس قطاع الأصول في شركة التأمين الألمانية كونتينينتال فيرسيشرونغسفيربوند، في منشور على موقع لينكد أن أن الائتمان المصرفي ينكمش للمرة الثانية فقط خلال 50 عامًا"، وفقا لفايننشال تايمز.

ما هو الانكماش الائتماني وما علاقته بالنمو؟

يعني انكماش الائتمان أن الشركات تقترض بشكل أقل، مع ارتفاع أسعار الفائدة مما يجعل الحصول على القروض أكثر تكلفة وعندما يكون من الصعب الاقتراض يؤدي ذلك إلى أن عدم قدرة الشركات على المضي قدما في مشاريع الإنفاق، الأمر الذي يمكن أن يؤثر بشكل أكبر على النمو الاقتصادي.

 ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة من ما يقرب من الصفر إلى حوالي 5.5٪ في الفترة بين مارس/أذار 2022 ويوليو/تموز 2023 في محاولة لكبح أسعار المستهلكين المرتفعة.

وأشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيبدأ في تخفيف السياسة النقدية بمجرد أن يصبح واثقًا من أن التضخم سوف يتماشى مع هدفه البالغ 2٪، ولكن حتى ذلك الحين سيكون من الصعب على الشركات الحصول على الائتمان.

وقد تحدى أداء الاقتصاد الأمريكي التوقعات السابقة القاتمة من خلال تفادي الركود في العام الماضي، حيث ساعد الإنفاق الاستهلاكي القوي في دعم النمو في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة أفضل من المتوقع عند 4.9٪ في الربع الثالث على الرغم من أنه من المتوقع أن يتباطأ إلى 1.3٪ فقط خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، وفقًا لمسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا.

ويعتقد بعض الخبراء أن الاحتياطي الفيدرالي أصبح الآن في وضع يسمح لهم بهندسة ما يسمى "الهبوط الناعم"، والذي يشير إلى السيناريو الشبيه بالحلم حيث سيتمكن الفيدرالي من خفض التضخم إلى 2٪ من دون التسبب في ارتفاع معدلات البطالة أو الركود الحاد.

وقالت جانيت يلين وزيرة الخزانة في تصريحات سابقة إن الاقتصاد الأمريكي "يشهد الآن ما يمكن وصفه بأنه هبوط ناعم في حين أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي لم يذكروا هذه الكلمة منذ يوليو/تموز الماضي، وفقًا لمحضر اجتماع مجلس احتياطي الفيدرالي. 

لكن جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورجان قال في وقت سابق من هذا الشهر إنه لا يزال متشككًا في حدوث السيناريو المعتدل" في إشارة إلى الاقتصاد الذي تبدو فيه مستويات النمو والتضخم والبطالة تسير في الاتجاه الصحيح معا.

ويشير ديمون، أنه ما زال يعتقد أن احتمال عدم حدوث هبوط ناعم أعلى من الاحتمالات الأخرى وقد يكون ركودا خفيفا أو ركودا ثقيلا ومن الممكن أن يبدأ الانكماش في العام الحالي.

ركود حاد في النمو

وقد أشار كبار الاقتصاديين مثل هانكي وروزنبرج مرارا وتكرارا إلى احتمال معاناة الولايات المتحدة من ركود حاد في النمو. وقال هانكي قبل أيام إنه يعتقد أن الركود سوف "يبدأ قريباً في التأثير"، في حين حذر روزنبرغ في أغسطس/آب من أن الأمر سيستغرق "معجزة" لتجنب الانكماش.

وتميل توقعات المتشائمين إلى الاعتماد على مجموعة من العوامل بما في ذلك حقيقة أن الاقتصاد لم يشعر بعد بوطأة الزيادات القوية في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي واحتمال أن تؤدي الحروب المستمرة في أوكرانيا وغزة إلى ارتفاع التضخم وتعطيل التجارة العالمية.