«حلقة أينشتاين».. كيف يساعد الكسوف على دراستها؟ (خاص)
بينما يستمتع الجمهور بمشاهدة كسوف الشمس، فإن الحدث القادم في 8 أبريل/ نيسان، سيكون مناسبة لتأكيد نظرية أينشتاين في الجاذبية، وتحديدا نظرية حلقة الضوء، كما يقول معتز عبدالمقصود، الباحث المصري في الفيزياء النظرية بجامعة ميتشغان الأمريكية في تصريحات خاصة لـ&
وأثناء كسوف الشمس، يمر القمر بين الأرض والشمس، فيحجب ضوء الشمس مؤقتا، وينتج عن ذلك فترة قصيرة من الظلام خلال النهار، مما يسمح للنجوم والكواكب القريبة من الشمس بأن تصبح مرئية في السماء المظلمة، وتوفر هذه الظروف فرصة استثنائية لعلماء الفلك لمراقبة ودراسة تأثيرات عدسة الجاذبية، بما في ذلك "حلقة أينشتاين".
و"حلقة أينشتاين"، هي نوع محدد من ظاهرة عدسة الجاذبية التي تنبأت بها نظرية النسبية العامة، ووفقا لهذه النظرية، يمكن للأجسام الضخمة، مثل النجوم أو المجرات، أن تحني مسار الضوء الذي يمر بالقرب منها بسبب جاذبيتها، فعندما يصطف مصدر ضوئي بعيد، مثل مجرة خلفية، بشكل مثالي خلف جسم ضخم، فإنه يشكل بنية ضوئية تشبه الحلقة حول الجسم الأمامي، وتُعرف هذه الحلقة باسم حلقة أينشتاين.
ويوضح عبدالمقصود، أن ظروف الكسوف تكون ملائمة لدراسة هذه الظاهرة، لأنه أثناء الكسوف، تسمح السماء المظلمة لعلماء الفلك بمراقبة الأجسام الخافتة في الخلفية، مثل المجرات البعيدة، والتي عادة ما يحجبها سطوع الشمس، وهذا يتيح تحديد المرشحين المحتملين لحلقات أينشتاين، كما أنه خلال الكسوف تؤدي محاذاة الشمس والقمر والأرض إلى إنشاء تكوين هندسي محدد، حيث يمكن للأجسام في الخلفية أن تتم محاذاتها بشكل مثالي خلف الشمس أو بالقرب منها، وتزيد هذه المحاذاة من احتمالية مراقبة "حلقات أينشتاين" أثناء الظاهرة.
ويضيف أن الكسوف من الأحداث التي يمكن التنبؤ بها، مما يسمح لعلماء الفلك بالتخطيط لعمليات الرصد وإعداد المعدات مسبقا، وهذا يضمن أن التلسكوبات والأدوات الأخرى جاهزة لالتقاط البيانات خلال النافذة القصيرة للكسوف الكلي، وقد أدت التلسكوبات الحديثة وتقنيات التصوير إلى تحسين قدرة علماء الفلك بشكل كبير على اكتشاف ودراسة تأثيرات عدسة الجاذبية أثناء الكسوف، وتسمح أدوات التصوير وتحليل البيانات عالية الدقة بمراقبة تفصيلية لحلقات أينشتاين وظواهر العدسات الأخرى.