صراع الروس والأوكران في سوليدار.. باب خلفي لـ"باخموت"
لا يزال القتال مستمرا في سوليدار؛ بلدة مناجم الملح الواقعة شرقي أوكرانيا، رغم تكرار روسيا الحديث عن سيطرتها على المنطقة.
شبكة "سي إن إن" الأمريكية، ترى في السيطرة الروسية على البلدة، إن تحققت على أرض الواقع، أول مكسب لموسكو في منطقة دونباس منذ شهور، ما قد يعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض الأنباء السارة بعد سلسلة هزائم بساحة المعركة منذ الصيف الماضي.
ورغم أن أهمية سوليدار من الناحية العسكرية ضئيلة، فإنها ستمكن السيطرة عليها، القوات الروسية من تحويل تركيزها إلى باخموت القريبة، والتي كانت هدفا لها منذ الصيف الماضي.
ونستعرض في السطور التالية كل ما تحتاج معرفته عن بلدة مناجم الملح التي تعد بابا خلفيا لـ"باخموت" الاستراتيجية.
ماذا يحدث في سوليدار؟
كما كان الحال مع المكاسب والخسائر بساحة المعركة، تنتشر تقارير متضاربة من الجانبين الروسي والأوكراني حول نجاح التقدم الروسي في بلدة سوليدار.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية لـ"سي إن إن" إن "القوات الروسية لا تسيطر على سوليدار".
وفي مكالمة هاتفية قصيرة مع "سي إن إن"، قال سيرهي شيريفاتي، المتحدث باسم القوات الشرقية في أوكرانيا، إن المعارك مستمرة هناك، وإن القوات المسلحة الأوكرانية وقوات الدفاع الأخرى تعيد تنظيم صفوفها.
وأضاف شيريفاتي أن القوات الأوكرانية تزود الجنود بالذخيرة والطعام، واصفا الوضع بـ"تحت السيطرة"، ولافتا إلى أنه يتم البحث عن خيارات لتحسين الوضع التكتيكي.
أين تقع سوليدار؟
تقع سوليدار وسط منطقة دونباس شرق أوكرانيا، التي تمني روسيا النفس بالسيطرة عليها قبل جميع المناطق الأخرى.
وفي الواقع تعتبر موسكو منطقة دونيستك التي تقع بها البلدة، أراضي روسية منذ إعلانها ضم المنطقة بما في ذلك المساحات التي تقع خارج سيطرتها، قبل أشهر.
وتقع بلد سوليدار على بعد بضعة أميال من مدينة باخموت الأكبر، والتي ربما أصبحت أكثر جزء متنازعا عليه من خط الدفاع البالغ 1300 كيلومتر في أوكرانيا، ومسرح أعنف المعارك بالحرب. ولذلك، كانت بلدة سوليدار هدفا للقوات الروسية منذ مايو/أيار الماضي.
أهمية البلدة
ولا تتمتع البلدة، التي كان يعيش فيها 10 آلاف نسمة قبل الحرب، بقيمة استراتيجية كبيرة في حد ذاتها، ولكنها بمثابة نقطة مهمة في مسار الحرب الحالية.
وسارعت موسكو على مدار شهور إلى مهاجمة باخموت من الغرب، لكن إذا تمكنت من السيطرة على سوليدار، ستصبح قادرة على الأقل من الاقتراب من المدينة من مسار مختلف.
وتتضمن المنطقة حول سوليدار مناجم ملح كبيرة، مملوكة لـ"أرتيمسيل"؛ أكبر منتج للملح في أوروبا، والتي أوقفت الإنتاج بعد فترة قصيرة من شن روسيا للحرب في فبراير/شباط (2022).
وتوجد بالمنطقة المحيطة بالبلدة "احتياطيات ضخمة من الملح النقي جدا التي لم يتم استغلالها سوى على النطاق الصناعي منذ عام 1881".
وتكهن البعض بأن روسيا وضعت أعينها على سوليدار بسبب مواردها الضخمة، لكن سيتطلب استغلال مناجم الملح الشهيرة في سوليدار استثمارات ضخمة وبيئة أهدأ مما عليه الآن.
لم تحقق القوات المسلحة الروسية شيئا تحتفي به منذ مطلع يوليو/تموز، واضطرت للتقهقر في خاركيف وخيرسون. وبالتالي ستكون السيطرة على سوليدار تقدما نادرا، لكنه، بحسب "سي إن إن"، سيكون رمزيا وليس جوهريا.
فيما قال معهد دراسة الحرب إن السيطرة على سوليدار لن تسمح للقوات الروسية بالضرورة بممارسة السيطرة على خطوط الاتصالات البرية الأوكرانية المهمة في باخموت.