برلمانية فرنسية من أصول عربية تتلقى تهديدات بالقتل من أذناب أردوغان
على خلفية إدانتها مذبحة الأرمن
برلمانية فرنسية تعرضت لتهديدات بالقتل إثر تراشق كلامي مع مسؤولين أتراك بشأن تصريحاتها عن مذبحة الأرمن.
تعرضت النائبة عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" بمدينة "شيربوج" الفرنسية بإقليم المانش (شمال) سونيا كريمي إلى تهديدات بالقتل من قبل أتراك موالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبدأت بوادر أزمة دبلوماسية بين تركيا وفرنسا عقب تصريحات البرلمانية الفرنسية حول الاعتراف بمذبحة الأرمن، أعقبها تراشق كلامي بين النائبة الفرنسية ومسؤولين أتراك.
وقالت كريمي، في تغريدة على حسابها بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "صورة أسلحة نارية وطلقات نشرها حساب وهمي مجهول الهوية لشخص يدعى علي، ولا يحمل أي معلومات، يهددني بالقتل، ويعيد نشر تغريدتي".
ونددت بحملة الأخبار الكاذبة التي يشنها موالون للنظام التركي ضدها موجهين الإهانة لأصولها العربية.
- مسؤولة فرنسية تهين وزير خارجية أردوغان عقب تبريره إبادة الأرمن
- إبادة الأرمن.. سجل دموي للعثمانيين ينكره أردوغان
وفي رسالة بتقنية البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قالت كريمي: "النظام التركي يشن ضدي حملة دولية ممنهجة تحريفية وعنصرية ضدي وضد بلادي، إنهم يهينون دولتي التي انحدر منها (تونس) ".
وأضافت: "ألاحظ التشابه بين اليمين المتطرف والحزب التركي الإسلامي المحافظ (العدالة والتنمية) في طريقة الانتقادات والإهانة لكوني أنحدر من أصول عربية."
كما ردت كريمي، في تغريدة أخرى، على تصريحات أدلى بها رئيس البرلمان التركي مصطفى سينتوب مهاجماً أصولها، قال فيها: "هذه النائبة تونسية الأصل، التي لا تنحدر من أصول فرنسية تدافع عن تاريخ فرنسا، عليها أن تعرض نفسها على طبيب نفسي".
وتضامن مع البرلمانية الفرنسية سياسيون فرنسيون وأتراك بينهم برلمانيون، أكدوا دعمهم لـ"كريمي" ضد التهديدات التي تتعرض لها بالقتل جراء نضالها.
بدورها، قالت البرلمانية بياتريس فاييه: "نقدم كامل الدعم للنائب الشجاعة سونيا كريمي، ونقف بجانبها ضد أي محاولة أو تهديدها بالقتل".
من جانبها، قالت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي وعضو اللجنة الخارجية والدفاع بالبرلمان جيرود ميلام: "يا لها من إهانة مخزية من قبل رئيس البرلمان التركي ووزير الخارجية التركي، اللذين وجها إهانات لفرنسا في الجلسة الافتتاحية لحلف الناتو، أعلن تضامني الكامل مع زميلتي سونيا كريمي".
من جهته، قال البرلماني فيليب فوليو، عضو اللجنة الخارجية والدفاع بالبرلمان: "باسم الوفد الفرنسي أندد بفضيحة التصريحات التي أدلى بها رئيس البرلمان التركي، مهاجماً زميلتنا سونيا كريمي وموجهاً إهانات لأصولها التي تنحدر منها"، مضيفاً: "التصريحات التي أدلت بها زميلتنا تعبر عن مواقفنا جميعاً".
وفي أنقرة، تضامن مع النائبة الفرنسية نواب أتراك، وقال البرلماني التركي زيا بير: "سونيا، لا تلتفتِ إلى شتائم من قبل ممثلي الحكومة الفاشية، ونواب حزب العدالة والتنمية أو حزب الحركة القومية في تركيا. إنهم في نهاية المطاف في مزبلة التاريخ، ولكن الحقيقة سوف تستمر إلى الأبد".
وبدأ التصعيد بين باريس وأنقرة، بعدما انسحبت البرلمانية الفرنسية عن إقليم (المانش) من اجتماع الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجمعة الماضية، بولاية أنطاليا التركية، وذلك إثر هجوم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على كريمي وعلى فرنسا خلال تراشق بينهما حول قضية "مذبحة الأرمن".
وأصدرت فرنسا مرسوما في الجريدة الرسمية تعلن فيه أن 24 أبريل/نيسان يوم وطني لإحياء ذكرى "إبادة الأرمن"، التي ارتكبها العثمانيون عام 1915، ووصفت بأسوأ الفظائع الجماعية التي ارتكبت في القرن العشرين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في فبراير/شباط الماضي تخصيص هذا اليوم إحياءً لذكرى مذبحة الأرمن، الأمر الذي لاقى ترحيباً من قِبل الفرنسيين الذين ينحدرون من أصول أرمينية وانتظروه لسنوات".
وخلال اجتماع أنطاليا، شن رئيس البرلمان التركي مصطفى سينتوب، هجوماً حاداً على فرنسا، زاعماً أنها "تتلاعب بالتاريخ" كما حمّل الفرنسيين مسؤولية مجازر الحقبة الاستعمارية، الأمر الذي دفع كريمي لأخذ الكلمة رداً عليه قائلة: "لقد صدمت بالهجمات التركية التي ترفض رواية التاريخ الذي يكتبه الفائزون".
ولكن قاطع كلمة كريمي وزير الخارجية التركي مهاجما بعنف فرنسا وماكرون، واتهم باريس بالضلوع في أعمال إبادة جماعية، الأمر الذي دفع البرلمانية الفرنسية والوفد المرافق لها الانسحاب ومغادرة القاعة".
وبعد ساعات من الواقعة، قالت كريمي في تغريدة: "عندما يسمح الوقح مولود تشاوش أوغلو لنفسه بإعطائكم دروساً بالغطرسة والأخلاق، بغطرسة وبقلة أخلاق!". وألحقت بالتغريدة هاشتاق #24_نيسان/أبريل و#الإبادة_الأرمنية.
وعقب التغريدة، قالت كريمي إن وزير الخارجية التركي فرض حظرا عليها على موقع التواصل الاجتماعي، وأضافت: "يا له من درس جميل في الديمقراطية والدبلوماسية".