مسؤول عراقي يكشف لـ«العين الإخبارية» أسرار أزمة الكهرباء ويقدم قائمة بالحلول (حوار)
تؤرق مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في العراق المواطنين والحكومة على حد السواء، وفي سبيل ذلك تبحث الحكومة عن حلول وإجراءات لحل أزمة الانقطاعات المتكررة في البلاد.
ولا تزال أزمة الكهرباء تعصف بالعراقيين الذين يواجهون انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خاصة في فصل الصيف في درجات الحرارة المرتفعة، نتيجة لتردي البنية التحتية لمحطات الكهرباء، وكذلك عدم توفر الوقود اللازم بالدولة.
- أسعار النفط.. «برنت» يهبط وسط مكاسب للدولار وترقب بيانات أمريكية
- بيزنس الظلام.. حل أزمة انقطاع الكهرباء في مصر بأقل من 10 آلاف جنيه
وفي حواره مع "العين الإخبارية"، قدم الدكتور فرات الموسوي، مدير مركز العراق للطاقة مجموعة حلول يراها جذرية وسريعة ستساهم في حل الأزمة.
وإلى نص الحوار:
إلى أى مدى تسبب ارتفاع درجة الحرارة في الأرض في التأثير على دول العالم المختلفة؟
ارتفاع درجة الحرارة في الأرض تسبب في التأثير على دول العالم المختلفة، والذي بدوره يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ، حيث ترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل. وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.
ويعتبر العراق من الدول الهشة والأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية بسبب عوامل شحة المياه والتصحر وقلة الغطاء النباتي.
برأيك ما أسباب تفاقم الأزمة في العراق تحديدا؟
بدأت مشكلة الكهرباء في العراق خلال تسعينيات القرن الماضي، وتفاقمت بعد عام 2003، نتيجة زيادة نسبة السكان، والاستيراد العشوائي للأجهزة الكهربائية، مقابل ضعف النمو في إنتاج الكهرباء الوطنية، إذ تصل عدد ساعات التجهيز في ذروة الطلب ببعض المناطق 8 ساعات يوميا.
وتعاني منظومة الطاقة الكهربائية في العراق من مشاكل عديدة ومركبة بالإضافة إلى تهالك وقدم الشبكة الكهربائية.
ويبلغ إنتاج الطاقة الكهربائية 25 ألف ميغاواط، بينما الحاجة الفعلية تتجاوز 40 ألف ميغاواط.
وتعاني منظومة الكهرباء من مشاكل في النقل والتوزيع والتي سببت ضياعا كبيرا في إنتاج الكهرباء وصل إلى 40%.
وتعد أهم أسباب تفاقم أزمة تجهيز الكهرباء في العراق الحروب والأزمات السياسية والأمنية التي عصفت بالبلاد لأكثر من 20 عاما، وعدم استقرار وحدة القرار السياسي المؤثر على الوضع الأمني والاقتصادي والمعرقل لكافة مشاريع الاستثمار في العراق.
كما أن استنزاف موازنات مالية كبيرة في الجانب الأمني نتيجة توترات الأوضاع الامنية، وعدم التوسع في استثمار مشاريع الغاز الوقود الرئيسي المشغل لمنظومات الطاقة الكهربائية في العراق والاعتماد على استيراد الطاقة شكلا ضغطا إضافيا على موازنات الحكومة المالية.
ويعد أيضا سوء وفشل إدارة ملف الطاقة في العراق بسبب الصراعات على مشاريع الطاقة، وعدم تحويل شبكات الكهرباء من هوائية إلى أرضية والذي بدوره تسبب في تردي البنى التحتية، وعدم تنويع مصادر الطاقة بشكل فعال ومؤثر ليكون مساعدا عن استخدام الوقود الأحفوري ساهموا بشكل كبير في تفاقم أزمة الكهرباء بالدولة، إلى جانب عدم اعتماد مراكز الطاقة الاستراتيجية في الحكومات العراقية كجهة فنية متخصصة يمكن أن تساهم وتدعم إستراتيجية الطاقة في العراق.
هل يمكن الاستعانة بالألواح الشمسية أو الكهروضوئية في المنازل لتعويض فترات انقطاع الكهرباء.. وأيهما أفضل برأيك؟
بالفعل يمكن الاستعانة بالألواح الشمسية في المنازل تعويضا عن فترات انقطاع الكهرباء.
تعتبر تجربة الطاقة الشمسية، من التجارب الناجحة في العراق والدول العربية بسبب شروق الشمس لساعات طويلة، إذ يمنح شعاع الشمس أكثر من 2000 كيلوواط بالساعة، لذا فهي أحد أهم الحلول الناجحة للخروج من أزمة الكهرباء الخانقة في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة والتي تعدت نصف درجة الغليان في أكثر من محافظة عراقية.
إلى أى مدى يمكن استخدام الألواح والطاقة الشمسية في العراق؟
يتمتع العراق بساعات مشمسة مقارنة ببعض الدول إذ تصل 3250 ساعة سنويا، من أصل 8700 ساعة سنويا، لذا يمكن للحكومة أن تقوم بإنشاء محطات طاقة شمسية بسعات كبيرة جدا، بسبب توفر المساحات، نظراً لأن الطاقة الشمسية تخفض بنسبة 70% من كلفة المولدات الخاصة وبنسبة 25% من الشبكة الوطنية.
ويفترض حسب الاستراتيجية الوطنية للطاقة في العراق أن يبلغ إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بحدود 12 ألف ميغاواط بحلول عام 2030.
ما هي كمية الكهرباء التي تنتجها الألواح الشمسية في الساعة الواحدة؟
يتراوح إنتاج الألواح الشمسية المنزلية بين 250 و400 واط في الساعة ويرجع ذلك لنوع اللوح وحجمه.
كما يتوفر في الأسواق ألواح شمسية بقياس كبير تنتج ما بين 650 و850 واطا في الساعة، وهي مناسبة للمنشآت الكبيرة والمجمعات التجارية.
ووقعت الحكومة العراقية عقوداً لإنتاج 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية في عام 2018، ليصل الإنتاج إلى نحو 2000 ميغاوات بحلول عام 2025.
هل توجد مشكلات تواجه انتشار الطاقة الشمسية؟
نعم، تعتبر المشكلة الأبرز التي تواجه انتشار الطاقة الشمسية هي التكلفة العالية، التي يجب أن يدفعها المواطن أول مرة، وتختلف حسب الجودة ونوع البطاريات.
لذا، يعد توفير الدعم الحكومي ضروري جدا لمشروعات الطاقة الشمسية في العراق سواء كان الدعم عن طريق تسهيلات مالية أو من خلال سن قوانين وتشريعات تحفز المواطنين إلى اللجوء إلى منظومات الطاقة الشمسية الكهروضوئية لسد النقص في الطاقة الكهربائية لديهم كسن قانون أو تشريع يجيز للمواطن بيع الطاقة الكهربائية الفائضة عن حاجته والمولدة من منظومات الطاقة الشمسية إلى الدولة بمقابل مادي.
هل يمكن تقديم حلول أخرى غير الألواح الشمسية لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء في العراق؟
نعم، واحدة من أهم الحلول السريعة التي من الممكن أن تفعلها الحكومة العراقية لتخفيف ومعالجة أزمة انقطاع الكهرباء الحالية في الدولة هي محطات الطاقة المتنقلة التي يمكن أن ترتبط مع منظومة الكهرباء لزيادة إنتاج الكهرباء بمعدل 500-800 ميغاواط.
وتساهم هذه الخطوة بشكل فعال وسريع في تخفيف أزمة انقطاع الكهرباء لحين إكمال المشاريع الحكومية الأخرى.