حل لغز الانفجارات الكونية الغامضة.. النجوم المغناطيسية في قلب الحدث
يحدث يوميا آلاف الانفجارات الغامضة للطاقة الكونية، والمعروفة باسم الانفجارات الراديوية السريعة، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وهذه الانفجارات تطلق طاقة هائلة خلال جزء من الثانية يعادل ما تنتجه الشمس في يوم كامل.
ونظرا لطبيعتها القصيرة والعابرة، كانت مراقبة هذه الانفجارات تعتمد إلى حد كبير على الحظ، مما جعل من الصعب على العلماء تحديد مصدرها أو تفسير سبب سلوكها، لكن فريقا من علماء الفلك بقيادة كريتي شارما من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا تمكنوا من إحراز تقدم كبير في فهم هذه الظاهرة.
ووفقا للدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر" في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني، فإن هذه الانفجارات السريعة تنشأ في مجرات ضخمة مكوّنة للنجوم، ويُعتقد أنها ناتجة عن انفجارات نادرة من نجوم ميتة تعرف باسم النجوم المغناطيسية.
ويرى الباحثون أن هذه النجوم المغناطيسية قد تكون ناتجة عن اندماج نجمين معا، مما يوفر أدلة مهمة حول كيفية تكوينها.
وقالت شارما في بيان صحفي: "نعرف القليل جدا عن كيفية تشكل النجوم المغناطيسية بعد موت النجوم الضخمة، وعملنا يساعد في الإجابة على هذا السؤال".
وعبر تحليل مجرات المنشأ لـ 30 انفجارا راديويا سريعا تم تسجيلها بواسطة "مجموعة الرصد العميق التزامني-110" في كاليفورنيا، اكتشف الفريق أن هذه الانفجارات تحدث في مجرات غنية بالعناصر الأثقل من الهيدروجين والهيليوم، وهي بيئات ملائمة لتكوين النجوم المغناطيسية، التي يُعتقد أنها المصدر الأساسي لهذه الانفجارات.
ويشير الفريق إلى أن هذه النجوم قد تكون نتيجة لاندماج نجوم ثنائية، حيث يؤدي نقل الكتلة بينهما إلى زيادة في الحقول المغناطيسية، والتي قد تكون أقوى بمئات التريليونات من المرات من حقل الأرض المغناطيسي، مما يؤدي إلى تكوّن النجم المغناطيسي.
وقد يفسر هذا السيناريو أيضا رصد الانفجارات الراديوية السريعة في مناطق تحتوي على نجوم قديمة، حيث تعيش الأنظمة الثنائية لفترة أطول مقارنة بالنجوم المغناطيسية المنعزلة.
ورغم هذه الاكتشافات المهمة، لا تزال هناك أسئلة عالقة حول طبيعة هذه الانفجارات، خاصةً لماذا يبدو أن بعضها يتكرر عدة مرات في اليوم، بينما يحدث البعض الآخر مرة واحدة فقط.
aXA6IDE4LjExOC4yNTUuNTEg جزيرة ام اند امز