"انتحار سياسي".. المعارضة الصومالية تفتح النار على فرماجو
كلمة لفرماجو تشكل "انتحارا سياسيا" وصفعة لمسار الحوار السياسي الذي لا يريد له أن يكتمل للتوصل إلى اتفاق بشأن الانتخابات.
يوم تلو الآخر، تتولد قناعة لدى الصوماليين بأن رئيسهم محمد عبدالله فرماجو يدفع بالبلاد نحو الهاوية بتمسكه بتمديد فترة حكمه.
قناعة تولدت من كلمة ألقاها فرماجو، أمس السبت، أمام البرلمان الصومالي، اعتبر فيها أن المؤسسة التشريعية هي مرجعية لأي اتفاق سياسي قد يبرم بين الحكومة والولايات في مدينة "طوسمريب" وسط البلاد.
تصريحات رأت المعارضة الصومالية أنها تشكل "انتحارا سياسيا" وصفعة لمسار الحوار السياسي الذي لا يريد فرماجو له أن يكتمل للتوصل إلى اتفاق بشأن الانتخابات.
"طوسمريب".. مسار توافق صومالي تلغمه أطماع فرماجو
كما يرى مراقبون أن تلك التصريحات تستبطن تمهيدا من قبل فرماجو لإعطاء شرعية للبرلمان في خطة التمديد التي تضمن له البقاء في الحكم، وتؤكد أن الثنائي يواصل تآمره على أمن البلاد ومسارها، خصوصا عقب عزل رئيس الحكومة حسن خيري، مؤخرا لمعارضته التمديد.
"حالة يأس"
في خطابه، أصر فرماجو على التمسك بإجراء الاقتراع المباشر في الانتخابات بـ "نظام صوت واحد لشخص واحد»، سعيا إلى تمديد فترة حكمه، وهو ما ترفضه المعارضة وقبائل البلاد.
عبدالكريم حسين غوليد، المرشح الرئاسي الصومالي وزعيم حزب "سهن" المعارض، قال إن خطاب فرماجو أظهر شعورا لديه بحالة من اليأس، وعدم وجود نية للتوصل لاتفاق سياسي.
ولا يريد الرئيس الصومالي إجراء انتخابات، إذ يطمح إلى تمديد فترة رئاسته، وهو أمر اعتبره غوليد، في تدوينة عبر فيسبوك، "غير مقبول" وقد ينزلق بالبلاد إلى الأزمات.
خياران لا ثالث لهما حددهما غوليد، لفرماجو، أولهما تمسكه ومؤسساته الحكومية بحق تقرير مصير الانتخابات دون باقي الأطراف، وهو ما يفضح محاولات تمديد مدة الرئاسة الحالية.
أما الخيار الآخر – بحسب غوليد – فيتمثل في مشاركة فرماجو في جلسات الحوار السياسي بحسن نية، للتوصل لاتفاق مشترك مع الولايات والأحزاب المعارضة لإجراء الانتخابات الصومالية في موعدها.
وحذر المرشح الرئاسي، فرماجو من الانتحار سياسيا، في حال عدم التركيز على الخيار الثاني لإنقاذ الصومال.
بدوره، خيّر البرلماني الصومالي عبدالرحمن محمد حسين، رئيس البلاد بين إجراء الانتخابات في موعدها أو تقديم الاستقالة من منصبه.
"أيام معدودة بالحكم"
أما عبدالرحمن عبدالشكور، زعيم حزب "ودجر" المعارض، فاتهم فرماجو بإغلاق أبواب الحوار السياسي "ما يعني أن أيامه بالحكم باتت معدودة".
ومن المنتظر أن يُستأنف مؤتمر الحوار السياسي بين الحكومة الصومالية ورؤساء الولايات، خلال الأيام القليلة المقبلة في مدينة طوسمريب عاصمة ولاية جلمدغ.
وبحسب عبدالشكور، فإن فرماجو أنكر وجود مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان) بعدما عزل دوره الدستوري بتمثيل الولايات لمجلس الشعب (الغرفة السفلى) في خطابه.
واعتبر، في تدوينة عبر فيسبوك، أن الرئيس الصومالي اعتدى على نظام التقاسم العشائري للسلطة بالبلاد، لتجاهله تعيين رئيس للوزراء بعد 3 أيام من إقالة حسن علي خيري.
ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في الصومال، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على أن تجرى "الرئاسية" في فبراير/شباط من العام 2021.
ويتفاقم الصراع حول نظام الانتخابات في الصومال بين الحكومة الفيدرالية والقوى المعارضة السياسية؛ حيث يسعى فرماجو إلى تبني نموذج يمكنه من تمديد فترة حكمه، بينما يتمسك معارضوه بنظام الانتخابات في موعدها المقرر دون تمديد له.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg
جزيرة ام اند امز