مؤتمر معارضة الصومال.. مساعي وحدة ومبادرة توافق

مؤتمر للمعارضة الصومالية في مقديشو يستهدف توحيد الصفوف والتوصل لتوافق وطني ينقذ المسار ويحل الخلافات حول خطة الانتخابات.
وانطلق اليوم الأربعاء، في العاصمة الصومالية، مؤتمر زعماء المعارضة، بمشاركة نخبة من كبار السياسيين الذين سبق أن شغلوا مناصب رفيعة في الدولة.
ويناقش المؤتمر مستقبل البلاد في ظل التحديات السياسية والأمنية الراهنة، وفق إعلام محلي صومالي.
ويترأس المؤتمر الرئيس الأسبق شيخ شريف شيخ أحمد، والذي أكد في كلمته الافتتاحية أن الاجتماع يهدف إلى بحث سبل تجاوز الأزمة الحالية.
حراك سياسي
وشدد على أهمية التوافق الوطني، خاصة فيما يتعلق بخطة الحكومة الفيدرالية لإجراء انتخابات بنظام "صوت واحد لكل مواطن".
وأضاف أن المعارضة لا ترفض هذا التوجه من حيث المبدأ، لكنها تؤكد ضرورة احترام الدستور وضمان شمولية العملية السياسية.
ويشارك في المؤتمر عدد من الرؤساء والوزراء ورؤساء البرلمان السابقين، إلى جانب أعضاء حاليين في البرلمان الفيدرالي.
ومن المتوقع أن يصدر عن الاجتماع توصيات محورية بشأن المرحلة الانتقالية، قد يكون لها تأثير على خارطة التحالفات والاستحقاقات السياسية المقبلة.
ويأتي هذا الحراك السياسي للمعارضة في وقت يتزايد فيه الجدل حول خطة الانتخابات الوطنية المزمع إجراؤها في 2026.
ويواجه مشروع "الاقتراع الفردي" رفضا من ولايتي بونتلاند وغوبالاند، وسط مطالبات دولية متكررة بضرورة التوافق الشامل لتأمين عملية انتخابية نزيهة ومستقرة.
وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قد أسس في 13 مايو/ أيار الجاري، حزبا سياسيا جديدا يحمل اسم "العدالة والتضامن".
وانتخب الحزب شيخ محمود زعيما ومرشحا رسميا له في الانتخابات المقبلة المقررة في عام 2026، إلى جانب انضمام عدد من الشخصيات المؤثرة إلى صفوف الحزب، بينهم رئيس الوزراء حمزة عبدي بري ورئيس ولاية جنوب الغرب عبد العزيز لفتاغرين.
الانتخابات بالمقدمة
ويتوقع أن يصدر عن المؤتمر بيان ختامي خلال الأيام المقبلة يتناول موقف المعارضة من أبرز القضايا، وفي مقدمتها الانتخابات المقبلة، مسار الأمن القومي، ومبادئ بناء توافق وطني جديد، كما سيتم التشاور بشأن تشكيل قيادة موحدة تمثل المعارضة بشكل رسمي.
وتأتي هذه التحركات السياسية في وقت يتصاعد فيه الجدل في الداخل الصومالي حول آلية تنظيم الانتخابات المقبلة، وسط دعوات متزايدة لتحقيق توافق وطني يجنّب البلاد الانزلاق إلى أزمة سياسية جديدة.
ويرى مراقبون أن هذا المؤتمر يمثل نقطة تحول بارزة في المشهد السياسي الصومالي، حيث تحاول المعارضة إعادة صياغة تموضعها السياسي، لا سيما فيما يخص ملفي الانتخابات والدستور.
كما يعتقدون أن تأكيد المؤتمر على تشكيل قيادة موحدة للمعارضة يعكس رغبة متزايدة في تجاوز حالة التشرذم التي كانت تضعف المعارضة سابقًا، ما يمكنها من لعب دور فاعل في مفاوضات المرحلة المقبلة، خاصة في حال تصاعد الخلافات الراهنة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU1IA== جزيرة ام اند امز