موجة اغتيالات "الشباب" تضرب مقديشو.. وكر وفر مع الجيش بوسط الصومال
موجة جديدة من الاغتيالات تجتاح العاصمة الصومالية مقديشو، تنفذها حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتأتي الموجة وسط مخاوف أمنية متصاعدة من توسعها لتشمل أهدافا مدنية وحكومية، وعمليات كر وفر بين الجيش والحركة بوسط الصومال.
- الجيش الصومالي يحبط هجوما إرهابيا لـ"الشباب" وسط البلاد
- مقتل 97 "إرهابيًا" من حركة الشباب في عمليتين للجيش الصومالي
ضحايا الاغتيالات
وخلال الـ48 الماضية اغتيل 5 أشخاص من بينهم داعية وزعيم عشائري بارزين وجنرال سابق في الجيش، وشخصان آخران يعملان في قطاع النقل البري.
وتبنت حركة الشباب مسؤوليتها عن تلك الحوادث، فيما غاب تعليق رسمي للسلطات الرسمية عن المشهد، ولم يتم اعتقال أي مشتبهين متورطين في تلك الهجمات.
وخلال الأيام الأخيرة كان الداعية الذي تعرض للاغتيال يهاجم الأفكار المتطرفة لحركة الشباب واستباحتها دماء الأبرياء، حيث دأب مؤخرا على إدانة أنشطتها بشدة في مسجد كان يعمل فيه إماما وخطيبا يقع غربي العاصمة مقديشو.
فيما قالت تقارير إعلامية إن الزعيم العشائري بدوره كان مشغولا بتعبئة عشيرته لمواجهة حركة الشباب بهدف تحرير مناطق تسيطر عليها الحركة وتقطنها أبناء عشيرته.
وتزامنت موجة الاغتيالات هذه بعد هدوء شهدتها مقديشو بعد وتيرة الاغتيالات خلال الفترة الماضية.
وتعد سياسة الاغتيالات السلاح الأبرز لحركة الشباب لاستهداف الأعيان التي ترفض الانصياع لأوامرها أو تخطط ضد توجهات التنظيم.
وأصدرت الحكومة الصومالية، الجمعة، تحذيرا أمنيا لسكان مقديشو بوجود معلومات استخباراتية تفيد بهجمات مرتقبة تستهدف أهدافا مدنية، وتوخي المزيد من الحذر لأصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية التي تشهد كثافة العنصر البشري، إضافة إلى إبلاغ أجهزة الأمن في القضايا المشبوهة وتقليل التنقلات غير الضرورية.
تنويع أساليب العنف
موجة الاغتيالات التي أعقبت التحذير الأمني الرسمي توحي بوجود تحول في سياسة المواجهة لدى التنظيم وتنويع أساليب العنف التي يتبعها في خلق حالة من الرهاب والهاجس الأمني لدى سكان مقديشو والمدن الكبرى الأخرى وفق خبراء أمنيين.
ويقول المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي لـ"العين الإخبارية" إن موجة الاغتيالات الأخيرة هي رسالة مباشرة للمتعاونين مع الحكومة في الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجيتها الشاملة في المجالات العسكرية والمالية والفكرية بأننا قادرون على استهدافكم.
ويعتبر حاشي بأن قدرة الحكومة في الحد من الاغتيالات محدودة نظرا للفشل الظاهر في لجم التفجيرات التي يتم تنفيذها بواسطة سيارات مفخخة وتستهدف أماكن حساسة.
الجهود الاستخباراتية
ويرى المحلل لأمني الصومالي أن تعزيز الجهود الاستخباراتية داخل المدن وتوفير الحماية للأشخاص المشاركين بشكل مباشر في القتال ضد حركة الشباب من قبل الحكومة، سواء من رجال الأعمال والدعاة وزعماء العشائر، يساهم الحد من هذه الموجة.
ويعتقد حاشي أن حركة الشباب لديها توجه جديد بتعزيز الخلايا النائمة في المدن الكبرى من أجل تصعيد الهجمات الإرهابية الدامية المنظمة والاغتيالات.
يأتي هذا عقب الهزائم الميدانية التي تعرضت لها الحركة وتنامي شعور المقاومة لدى الشعب الصومالي، والحماس المشترك بين الحكومة والشعب لإنهاء الإرهاب في الحملة المستمرة.
كر وفر بوسط الصومال
أعاد عناصر حركة الشباب السيطرة على وبحو، وهي بلدة استراتيجية صغيرة في منطقة غلغدود بوسط الصومال، بعد انسحاب القوات العسكرية الصومالية وقوات المليشيات العشائرية المحلية من البلدة مساء السبت.
وذكر الرائد إسماعيل عبدالمالك، عقيد في الجيش، في تصريح صحفي إن "الانسحاب من بلدة وبحو تم بأمر من القيادة العليا للقوات الحكومية الصومالية"، لكنه لم يوضح السبب الرسمي، ولم يصدر تعليق رسمي من قيادة الجيش أو الحكومة حتى الآن.
وحررت القوات الصومالية، الأربعاء، بلدة وبحو التي كانت تحت سيطرة حركة الشباب لمدة 15 عاما، ومع ذلك، قال سكان محليون إن القوات المشتركة عادت إلى منطقة محاس في محافظة هيران، حيث كانت لديها قواعد للجيش قبل تحرير وبحو.
وصعدت حركة الشباب هجماتها منذ تولي الرئيس حسن شيخ محمود السلطة في مايو/أيار الذي تعهد بشن "حرب شاملة" ضد حركة الشباب.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قالت الحكومة الصومالية إن قواتها قتلت 200 من عناصر حركة الشباب الإرهابية في عمليات أمنية وسط البلاد.