«13 ساعة رعب» في فندق بمقديشو.. ماذا حدث قرب «فيلا صوماليا»؟
رغم سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار متقطع وانتشار عربات مدرعة بالعاصمة الصومالية إلا أنه لا أحد تخيل أن الأمر يتعلق بهجوم استمر 13 ساعة.
ساعات طويلة بدأت منذ مساء الخميس عندما اقتحم مسلحون تابعون لحركة "الشباب" فندق "إس واي إل SYL" في مقديشو تحت وابل من الرصاص.
وانتهى الهجوم والحصار الذي فرضته الحركة على الفندق بعد أكثر من 13 ساعة على بدئه، وفق ما أفاد ضابط في الشرطة الصومالية وكالة فرانس برس.
وقال الضابط عبدالرحيم يوسف إن "كل المسلحين الإرهابيين تمّ قتلهم، والوضع عاد الى طبيعته حاليا"، مشيرا إلى أن "القوات الأمنية تنفّذ عملية تمشيط شاملة وتجري تحقيقات" بشأن الاعتداء.
قرب "فيلا صوماليا"
وبدأ الهجوم الذي أعلنت الحركة مسؤوليتها عنه، نحو الساعة 21,45 (18,45 ت. غ) عندما اقتحم المسلحون الفندق الواقع على مقربة من المدخل الرئيسي لمجمع "فيلا صوماليا" المحصّن، الذي يضم مقر رئاسة الجمهورية ومكاتب رئاسة الوزراء ومباني بعض الوزارات.
وفي وقت سابق الجمعة، أكد مراسل لوكالة فرانس برس سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار متقطع، بينما سجّل انتشارا لعناصر وعربات مدرعة.
وقال حسن نور الذي تمكّن من الفرار بعد بدء الهجوم "لا أعرف عدد الضحايا لكن كان هناك الكثير من الناس بالداخل عندما بدأ الهجوم".
وأفاد شهود بأن عناصر الأمن وصلوا إلى مكان الهجوم بعد دقائق على بدئه.
وقال عبدالله حسن، الذي كان موجودا في منزل قريب من المكان، إن أفراد قوات الأمن وصلوا على متن عربات عدة، مؤكدا أنه شاهد "سيارتي إسعاف تنقلان جرحى".
وتعرض الفندق نفسه لهجمات عدة خلال الأعوام الماضية، آخرها في 2019.
وتشن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة هجمات ضد الحكومة المدعومة دوليا منذ أكثر من 16 عاما، وكثيرا ما تستهدف الفنادق التي يقصدها المسؤولون الصوماليون والأجانب.
ورغم التمكن من دحر مسلحيها عن العاصمة، لكنهم يحتفظون بوجود قوي في الأرياف وينفذّون بانتظام هجمات ضد أهداف سياسية ومدنية.
"استئصال الإرهاب"
وأطلقت الحكومة المركزية هجوما واسعا ضد الحركة في صيف عام 2022، شاركت فيه عشائر محلية مسلحة، لكنه شهد انتكاسات رغم تحقيق مكاسبه في الفترات الأولى.
وتمكّن الجيش الصومالي من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في وسط البلاد بدعم من قوات الاتحاد الأفريقي وضربات جوية نفّذتها الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية أن الرئيس حسن شيخ محمود عقد "اجتماعا استراتيجيا" هذا الأسبوع مع مسؤولي الأمن للبحث في سبل استعادة المناطق التي سيطرت عليها الحركة.
وأشارت إلى أن "الرئيس أشاد بجهود القوات الصومالية الباسلة، وشدد على عزم الحكومة الثابت لاستئصال الإرهاب".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، احتجز مسلحو حركة الشباب عددا من الأشخاص رهائن بعدما قامت مروحية تابعة للأمم المتحدة على متنها تسعة ركاب، بهبوط اضطراري في مناطق يسيطرون عليها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022 قتل 100 شخص وأصيب 300 بجروح في تفجير سيارتين مفخختين بمقديشو، في هجوم كان الأكثر حصدا للأرواح مذ تولي شيخ محمود الرئاسة في مايو/أيار من العام ذاته.