اقتراع "تاريخي" في بونتلاند الصومالية.. خطوة على طريق الديمقراطية
تتويجًا لجهود القوات المسلحة الصومالية في القضاء على إرهاب حركة "الشباب"، وإعادة ضبط بوصلة البلد الأفريقي، تستعد ولاية بونتلاند الصومالية لإجراء انتخابات محلية مباشرة.
انتخابات تنطلق يوم الخميس، في أكثر من 30 مقاطعة، استعدت لها ولاية بونتلاند بإصدار ما يقرب من 320 ألف بطاقة اقتراع، فيما سيدلي سيختار أعضاء المجالس المحلية الخاصة بهم مباشرة من عدة أحزاب سياسية.
وتواجه الانتخابات تحديا إذ يعارض بعض السياسيين المعارضين إجراء الانتخابات بسبب الخلاف السياسي مع زعيم المنطقة سعيد عبد الله ديني، الذي يتهمونه بالسعي سرا "لتمديد" فترة ولايته التي تبلغ خمس سنوات والتي تنتهي في يناير/كانون الثاني من العام المقبل.
وفيما قالت تقارير إعلامية إن مسلحين استولوا على بعض صناديق الاقتراع وحرقوها، قالت الشرطة المحلية في بيان، إن قوات الأمن الانتخابي للمجلس المحلي في بونتلاند، تنتظم في جميع مراكز الاقتراع المحددة.
وأضاف البيان: "تتمنى قوة شرطة بونتلاند، المسؤولة عن أمن الانتخابات، أن يدلي جميع سكان بونتلاند بأصواتهم بشكل سلمي"، مطالبًا السكان بالتحلي بالصبر في الساعات القليلة التي يمارسون فيها حقوقهم الدستورية والتعاون مع قوات الأمن.
ويمكن لأي شخص من بونتلاند يحتاج إلى مساعدة من الشرطة الاتصال بالرقم الخاص، فيما أقامت أكثر من 30 نقطة أمنية بهدف تأمين العملية السياسية.
دعم دولي حذر
وفي رسالة دعم دولية، قال أصدقاء الصومال في بيان "قبل انتخابات المجالس المحلية في بونتلاند في 25 مايو/أيار الجاري، يشيد أصدقاء الصومال من المجتمع الدولي سكان بونتلاند لتصميمهم على تحقيق أهدافهم ووعودهم الديمقراطية".
وأضاف البيان: "يقر الأصدقاء بالجهود، لا سيما من قبل لجنة الانتخابات الانتقالية في بونتلاند (TPEC) ، للتغلب على التحديات الرئيسية التي تواجه الاستعدادات لهذا الحدث التاريخي للانتخابات المباشرة".
وشجع الأصدقاء جميع أصحاب المصلحة للمساعدة في ضمان إجراء الانتخابات في بيئة سلمية، ومعالجة أي أسئلة أو نزاعات قد تنشأ من خلال الحوار والعملية القانونية.
ويعتقد الأصدقاء أن تجربة بونتلاند مع الانتخابات المباشرة يمكن أن تعلم وتشجع انتشار الديمقراطية في جميع أنحاء الصومال، على جميع مستويات الحكومة، فيما لا يزال الأصدقاء ملتزمين بدعم عملية التحول الديمقراطي في الصومال.
تحديات
ويواجه الاقتراع موقفا رافضا من جبهة داخلية سياسية في بونتلاند تطالب بتقديم ضمانات من عدم السعي إلى التمديد عبر بوابة الانشغال في هذه الانتخابات البلدية المباشرة والتاريخية.
من جهة الحكومة الفيدرالية، يرفض رئيس الصومال حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء حمزة عبدي بري أي مسار أحادي يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والأمني داخل الولاية.
ويرى مراقبون أن الانتخابات المباشرة تجربة تاريخية تستحق التشجيع والدارسة، لكن غياب التوافق الداخلي يخلق حالة من عدم اليقين التي تؤثر على نزاهة العملية وقبول الأحزاب المشاركة النتائج ما لم تخدم لصالحها.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز