رئيس الصومال في إثيوبيا.. هل تذيب «أفريقيا» جليد الأزمة؟
هل يمكن أن يعيد وجود الرئيس الصومالي في إثيوبيا الحرارة لأوصال العلاقات الثنائية ويذيب جليد الخلافات المتراكم مؤخرا بين الجانبين؟
واليوم الجمعة، توجه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للمشاركة في الدورة السابعة والثلاثين لقمة قادة الاتحاد الأفريقي المقررة السبت والأحد.
وقالت الرئاسة الصومالية في بيان: "سافر الرئيس حسن شيخ محمود إلى أديس أبابا، للانضمام إلى رؤساء الدول والحكومات الأفريقية الآخرين في الدورة العادية السابعة والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي، المقرر عقدها في الفترة من 17 إلى 18 فبراير/شباط 2024".
وأضاف البيان: "يوفر هذا التجمع المهم منصة للمناقشة المتبادلة حول القضايا الحاسمة التي تواجه القارة، بما في ذلك السلام والأمن والتكامل الاقتصادي وتغير المناخ".
أجندة الرئيس
وفق البيان نفسه "يعقد الرئيس الصومالي خلال القمة اجتماعات جانبية مع مختلف رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود الآخرين لتعزيز العلاقات الثنائية في الصومال، واستكشاف شراكات جديدة، ومناقشة القضايا ذات الأهمية الثنائية والإقليمية".
وذكرت الرئاسة الصومالية أن شيخ محمود سيؤكد خلال خطابه أمام القادة الأفارقة ضرورة زيادة التعاون لمكافحة التهديدات الأمنية والدفع باتجاه مبادرات تعزز النمو الاقتصادي ومعالجة أزمة المناخ وتسريع التنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة.
وسينقل الرئيس أيضًا موقف الصومال الثابت بشأن المبدأ الأساسي المتمثل في احترام السيادة والسلامة الإقليمية، مؤكدًا التزامه بالوحدة القارية والسلام والتنمية بحسب البيان.
وسيكرر الرئيس موقف الصومال بأن أي اتفاقات تؤثر على سلامة أراضيه يجب أن تحترم القانون الدولي وسيادة دولته.
وأمس الخميس، قال شيخ محمود، خلال مؤتمر صحفي، إنه سيشارك في قمتين على هامش الاجتماعات الرسمية، واحدة لقادة إيغاد والثانية لقادة مجتمع شرق أفريقيا.
الأولى منذ الأزمة
تعتبر الزيارة الأولى للرئيس الصومالي إلى إثيوبيا منذ اندلاع الأزمة بين البلدين مطلع يناير/كانون الثاني المنصرم، بعد توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع أرض الصومال للوصول إلى منفذ بحري إلى بحر الأحمر عبر الإيجار لمدة خمسين عاما.
مذكرة اعتبرتها مقديشو "انتهاكا لسيادتها"، ورفضتها بشكل قاطع، وطالبت أديس أبابا بالتراجع لحل الأزمة.
وتأتي مشاركة الرئيس الصومالي، التي لم تكن متوقعة بسبب الأزمة مع إثيوبيا، بعد يوم من زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، مولي فيي.
وذكرت مصادر مطلعة في القصر الرئاسي لـ"لعين الإخبارية"، أن موقف الرئيس الصومالي من عدم إجراء أي اجتماع مع المسؤولين الإثيوبيين بشأن الأزمة الراهنة لم يتغير ما لم تنسحب إثيوبيا من الاتفاق بشكل رسمي وعلني.
"فرصة"
يرى المحلل السياسي الصومالي محمد نور، أن مشاركة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بقمة قادة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، تشكل "فرصة لحل الأزمة".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يقول المحلل السياسي إن "الاتحاد الأفريقي سيضغط بشكل أكبر للوساطة بين الصومال وإثيوبيا"، مؤكدا أن "الأزمة الراهنة لا تخدم استقرار المنطقة برمتها ويجب إنهاء النزاع الدبلوماسي".
ولفت إلى أن "موقف الصومال يحظى بدعم دولي وإقليمي حيث يطالب بحماية السيادة، باعتباره موضوعا غير قابل للنقاش"، لافتا إلى أن إثيوبيا مستعدة أكثر من أي وقت، لبحث التراجع عن المذكرة، وفتح حوار جدي مع مقديشو، لتحقيق تطلعاتها بمنفذ بحري بسبب الضغوط الدولية.
وبحسب الخبير، فإن "الصومال لديه فرصة أكبر خلال هذا التجمع الدبلوماسي القاري الأهم لشرح موقفه من خلال المنصة القارية، وتقديم رؤيته لحل الأزمة وسبل التوصل لتسوية تحافظ على سيادتها وتحقق التعاون المنشود مع دول الجوار".