فهد ياسين ورئيس الصومال.. عداء مبكر ورعب من الملاحقة
أظهر فهد طاهر أحمد المعروف إعلاميا بـ"فهد ياسين"، العداء مبكرا للرئيس الصومالي الجديد، حسن شيخ محمود، دون أن ينتظر توليه منصبه رسميا.
ووسط تشديدات أمنية مكثفة يستعد الصومال، الخميس، لتنصيب الرئيس الجديد، في حدث تشارك فيه وفود عربية ودولية.
ومن المقرر تنظيم حفل التنصيب في قاعدة القوات الجوية الصومالية داخل مطار مقديشو بحضور دولي وعربي، فيما وصلت وفود من دولة الإمارات العربية المتحدة وجيبوتي، وإثيوبيا، وكينيا وجنوب السودان وجامعة الدول العربية للمشاركة.
"هجوم مبكر"
لكن فهد ياسين، وبعد خمس سنوات كان فيها أصعب اسم في معادلة السياسة الصومالية وحاكم الظل في إدارة محمد عبدالله فرماجو، بدأ استعداداته مبكرا لدور المعارض من الخارج، وهاجم الرئيس الصومالي الجديد.
وبعد خسارة فرماجو الانتخابات الرئاسية منتصف مايو/أيار الماضي، فر فهد ياسين من البلاد، متوجها إلى تركيا رفقة زميله النائب السابق عبدالرحمن حسين كلميي.
وجاءت مغادرة ياسين مع بدء الإدارة الجديدة استعداداتها لترتيب بيت الحكم، ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان سيعود إلى البلاد أم سيعيش في المنفى، بعد أن كان بمثابة حاكم الظل في السنوات الخمس الماضية.
وخلال فترة حكم فرماجو، تقلد ياسين ثلاثة مناصب رسمية كلها كانت قريبة من القصر الرئاسي؛ وهي مدير القصر الرئاسي، ومدير المخابرات ومستشار الأمن القومي.
غموض مقصود
ياسين الصحفي السابق، اختفى من شاشات التلفاز وأنظار الإعلام خلال رئاسة فرماجو، ولم يجر أي مقابلة بأي نوع كانت سواء في وسيلة إعلامية معارضة أم محافظة، ربما لأنه كان منتشيا بصورة "الرجل الشبح" الذي يحرك الأمور من خلف الستار.
هروب ياسين من الإعلام خلال السنوات الماضية، أكسبه غموضا في حياته الشخصية والمهنية، وجعله محور جدل دائم، إذ إنه كان يحرك خطوط اللعبة السياسية دون الظهور للعلن.
إلا أنه وبعد طول انتظار، أجرى أول مقابلة منذ سنوات من تركيا، مع صحفي ينشط في مواقع التواصل الاجتماعي ومعروف بمناصرته لنظام فرماجو السابق.
ولم تنشر المقابلة كاملة، لكن ما نشر منها حتى الآن، تضمن بعض المعلومات في ملفات حساسة، إذ تطرق فهد ياسين إلى هزيمة معسكره في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وكيفية إدارة النظام السابق للبلاد، وإرسال جنود صوماليين للتدريب في إريتريا، واختفاء موظفة في جهاز الاستخبارات إضافة إلى العلاقات الدبلوماسية خلال السنوات الخمس الماضية.
كما تناولت المقابلة، تدهور العلاقات مع الولايات المحلية. وشن ياسين فيها هجوما لاذعا على مدير المخابرات الصومالية الجديد مهد محمد صلاد الذي عينه مجلس الوزراء الصومالي.
وقال ياسين "لو كان الرئيس حسن شيخ محمود يعرف (الأمور) جيدا لما عين مهد صلاد لهذا المنصب الحساس".
وتابع أن "كل ضابط يشارك مع المدير الجديد معلومات عن الأمن القومي، فهو كمن يسلم المعلومات للعدو.. أدعو جميع الضباط إلى عدم مشاركة المعلومات مع صلاد".
ومهد صلاد كان معارضا شرسا لفرماجو وفهد ياسين قبل توليه منصبه ما يبرر هجوم الأخير عليه.
خوف واضح
وذكرت تقارير إعلامية مؤخرا أن المدير الجديد فتح ملفات حساسة جدا قد تقود ياسين إلى المحاكمة والإدانة مثل اختفاء موظفة جهاز الاستخبارات إكرام تهليل فارح، وإرسال الجنود إلى إريتريا واغتيالات سياسية وقعت في فترة قيادته للمخابرات.
في ملف آخر، ذكر ياسين في المقابلة أنه "تربى على منهج التيار السلفي ولا يزال يؤمن به، بل إنه يعتز به".
ونفى ياسين مشاركة القوات الصومالية التي تتدرب في إريتريا، في القتال بشمال إثيوبيا، كما ذكرت تقارير دولية.
وبعد عامين من إخفاء أمر هذه القوات، أقر الرئيس السابق فرماجو في 23 مايو/أيار الماضي بأن تعدادها بلغ 5 آلاف فرد.
فهد ياسين زعم أنه "قام بتطهير جهاز المخابرات من التأثير الأجنبي"، لكن الواقع يقول عكس ذلك، حيث زرع جهازا أجنبيا في قلب وكالة المخابرات والأمن القومي وتزايد تسلل التنظيمات الإرهابية في الاستخبارات بشكل كبير.
"حسابات خاطئة"
وأقر فهد ياسين بهزيمة فريقه المدوية في الانتخابات الرئاسية منتصف مايو/أيار الماضي، وقال إنها جاءت عكس توقعاته؛ حيث حقق الرئيس السابق شيخ محمود "عودة" لم تكن في حساباته.
وحاول ياسين دخول البرلمان الصومالي في الانتخابات السابقة، وباءت كل محاولاته بالفشل، حيث منع رئيس الوزراء محمد حسين روبلي دخوله البرلمان بعد طرده من المخابرات.
وفسر متابعون تصريحات فهد ياسين الأخيرة، بأنها بمثابة إعلان عدم العودة إلى البلاد خوفا من القضاء الذي ربما سيلاحقه في ملفات تورط فيها خلال قيادته للمخابرات.
وظهر ذلك في محاولته خلال المقابلة تطهير نفسه من الاتهامات التي تلاحقه، والحالة العصبية الغاضبة التي بدا عليها.
دولة ثالثة
وتتوقع الأوساط السياسية هروب ياسين إلى دولة ثالثة، حيث ترتبط تركيا باتفاقيات أمنية واسعة مع الصومال يمكن أن تقود إلى تسليمه لمقديشو.
ورجحت تقارير صحفية صومالية عدم عودة ياسين إلى البلاد بسبب التهم الخطيرة التي تلاحقه، وما اقترف من ظلم وإساءة استخدام للسلطة خلال فترة النظام السابق.
ويلاحق فهد ياسين بتهم خطيرة تتعلق بإساءة استخدام السلطة، كما أنه متورط في اختفاء موظفة في جهاز المخابرات، وملفات حساسة أخرى مثل تقييد حرية الصحافة وتهديد المعارضة بالسلاح في أثناء فترة عمله كمدير للمخابرات الصومالية في الفترة من أغسطس/آب 2018 إلى سبتمبر/أيلول 2021.
aXA6IDE4LjIxOC4xMDguMjQg جزيرة ام اند امز