6 مستشارين ومنصب غائب.. فريق رئاسي استثنائي بالصومال
مع تنصيب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود، الخميس، يبدو الفريق الرئاسي مكتملا إلى حد بعيد إلا من منصب واحد.
ووسط تشديدات أمنية مكثفة يستعد الصومال، الخميس، لتنصيب الرئيس الجديد، في حدث تشارك فيه وفود عربية ودولية.
ومن المقرر تنظيم حفل التنصيب في قاعدة القوات الجوية الصومالية داخل مطار مقديشو بحضور دولي وعربي، فيما وصلت وفود من دولة الإمارات العربية المتحدة وجيبوتي، وإثيوبيا، وكينيا وجنوب السودان وجامعة الدول العربية للمشاركة.
ومنذ انتخابه رئيسا في 15 مايو/أيار الماضي يترقب الشارع الصومالي إعلان حسن شيخ محمود مرشحه لمنصب رئيس الوزراء في إدارته الرئاسية، لكن ساكن القصر الجديد يتجه إلى السير على نهج السياسة الصومالية، وإعلان المرشح بعد حفل التنصيب.
وفي الصومال، جرت العادة أن يعين الرئيس رئيس الوزراء خلال 30 يوما تبدأ من يوم انتخابه، على أن يشكل الأخير مجلس الوزراء في مدة تبلغ ثلاثين يوما من يوم تعيينه.
ويعتبر هذا تقليدا سياسيا متينا في الصومال وليس قانونا متبعا.
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء هو أبرز تعيين في الفريق الرئاسي، إلا أن هناك تعيينات أخرى لا يمكن التقليل من شأنها، خاصة فريق المستشارين.
وترصد "العين الإخبارية" في هذا التقرير المستشارين الذين عينهم الرئيس حسن شيخ محمود في فريقه الرئاسي، منذ انتخابه قبل ثلاثة أسابيع.
وإجمالا، عين الرئيس الصومالي حتى الآن 6 مستشارين في مجالات مهمة مثل الأمن، والاقتصاد، والقانون، والدستور، والفيدرالية والبرلمان.
الأمن القومي
وفي المجال الأمني عين رئيس الصومال حسين شيخ علي مستشارا للأمن القومي، وهو من أسس معهد هيرال للدراسات الأمنية في العاصمة مقديشو.
كما خدم حسين شيخ علي كمستشار للأمن القومي خلال ولاية الرئيس الحالي الأولى بين عامي (٢٠١٢-٢٠١٧).
وفي الأشهر الأولى من رئاسة الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو، وبالتحديد في عام 2017، خدم حسين شيخ علي كمستشار للأمن القومي، لكنه تنحى عن منصبه، وأصبح معارضا شرسا للنظام خلال السنوات الخمس الماضية.
وحسين شيخ علي حائز على بكالوريوس في التاريخ وماجستير في الاستخبارات والدراسات الأمنية، وهو خبير وأكاديمي بارز عمل في المجال الأمني خلال الـ13 عاما الماضية.
وعلى مدار السنوات الماضية كان الرجل قريبا من القصر الرئاسي والأجهزة الأمنية لفترات طويلة، وكان مهتما بمجال رصد تمويل الإرهاب ومكافحة القراصنة.
خبير بارز
وفي الجانب الاقتصادي، عين الرئيس حسن شيخ محمود الدكتور حسن آدم هوسو مستشارا اقتصاديا في الفريق الرئاسي الجديد.
وآدم كان معارضا شرسا لنظام فرماجو السابق، وهو أكاديمي بارز وناشط سياسي وخبير في الاقتصاد، يحمل مسيرة مهنية كبيرة في هذا المجال.
وبدأ آدم حياته الجامعية في مصر، خاصة جامعة الأزهر، ثم سافر إلى كندا، حيث حصل على بكالوريوس اقتصاد، ثم الماجستير والدكتوراه في نفس التخصص من جامعات أمريكية.
وقبل عودته للبلاد، عمل كخبير اقتصادي بوزارة البترول في مقاطعة ألبيرتا بكندا، ثم عاد إلى الصومال عام 2019، وعمل منذ ذلك الحين مستشارا في الاقتصاد في مكتب بعثة الأمم المتحدة.
"خصم فرماجو"
وبالإضافة إلى ذلك، عين رئيس الصومال إيدلي سليمان مستشارا قانونيا، وهو ليس بغريب عن حسن شيخ محمود.
وكان سليمان رئيسا للمحكمة العليا في الصومال بقرار من شيخ محمود، في الفترة من مايو/أيار 2016 وحتى مايو/أيار 2018، قبل أن يعزله فرماجو من منصبه.
ويعد سليمان خبيرا قانونيا عمل في مجال القضاء بمنطقة أرض الصومال قبل تجربته في رئاسة المحكمة العليا.
كما نشط سياسيا منذ عزله على يد فرماجو، قبل أن يتولى منصب المستشار القانوني قبل أيام.
ويتمتع الرجل بسمعة طيبة لدى الأوساط السياسية والقانونية، إذ لم يحدث في فترته تسييسا للقضاء وأفشل محاولات فرماجو في هذا الصدد، ما أدى في النهاية إلى عزله.
الدستور
ومن القانون إلى الدستور، حيث عين الرئيس حسن شيخ محمود الدكتور عبدالرحمن باديو المولود عام 1954، مستشارا دستوريا.
ويملك باديو مسيرة مهنية متشعبة، إذ يعد أكاديميا وضابطا سابقا في الجيش وداعية ومهندسا وناشطا سياسيا، ويتمتع بسمعة طيبة وساهم في صياغة الدستور الصومالي المؤقت الحالي.
كما أن باديو من أبرز قيادات المجتمع المدني في الصومال، وله دراسات في مجالات بناء الدولة والمصالحة والدستور.
وخلال الفترة الماضية، أشادت الأوساط السياسية والقانونية بتعيين باديو في هذا المنصب، ويرى المتابعون أنه "خيار موفق".
فيدرالية وبرلمان
ومن أجل تعزيز العلاقات بين الحكومة الصومالية والولايات، عين الرئيس الصومالي أحمد عباس أحمد مستشارا للشؤون الفيدرالية.
وأحمد هو خبير في الاقتصاد والقانون، وساهم في جهود صياغة ودستور الصومال، كما ساهم في بناء الدولة خلال العقود الثلاثة الماضية.
وفي الفترة الماضية، عمل أحمد ناشطا وباحثا في مركز فكري مقره بولاية بونتلاند الصومالية، وكان من مؤسسيه، ويدعو المركز إلى تعزيز الفيدرالية كنظام حكم مثالي في الصومال.
ومن الولايات إلى البرلمان، إذ عين حسن شيخ محمود زكريا غاشان مستشارا في شؤون البرلمان، وهو نائب سابق كان عضوا في حزب اتحاد السلام والتنمية الذي أسسه الرئيس الصومالي الحالي.
وكان غاشان معارضا شرسا لنظام فرماجو، فما كان من الأخير إلا أن دفع باتجاه خسارة الرجل مقعده النيابي، لكنه عاد من بوابة القصر الرئاسي كمستشار لشؤون البرلمان.
ويرى مراقبون أن هذه التعيينات خيارات ذكية أعلت اعتبارات الكفاءة والخبرة على أي شيء، ويمكن أن تفيد في توقع شخصية رئيس الوزراء المنتظر، والذي يتوقع أن يكون صاحب خبرة وكفاءة عالية وشخصية تتمتع بقبول واسع في الأوساط الصومالية.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز