بونتلاند وجوبالاند.. بيان مشترك يُعقّد مسارات التوافق في الصومال

في تعقيد جديد للمشهد السياسي في الصومال، أصدر رئيسا ولايتين في البلد المنكوب بالإرهاب بيانًا مشتركًا ينتقد الحكومة الفيدرالية.
واتهم رئيسا بونتلاند، سعيد عبدالله ديني، وجوبالاند، أحمد محمد إسلام (مادوبي)، في البيان المشترك عقب محادثات لهما في مدينة غاروي ببونتلاند، الجمعة الحكومة "بانتهاك روح النظام الفيدرالي والتفرّد في إدارة الملفات السيادية والدستورية".
أزمة ثقة تتفاقم
ووفقًا للبيان الذي تناولته وسائل إعلام صومالية، وجّه زعيما الإقليمين اتهامات مباشرة للحكومة الفيدرالية بإساءة استخدام سلطاتها الدستورية لممارسة ضغوط على الولايات التي تتبنى مواقف سياسية مغايرة، في مؤشر واضح على عمق الأزمة السياسية بين المركز والأطراف.
واعتبر البيان أن هذا السلوك يُقوّض أسس التعددية السياسية التي يُفترض أن تُميز النظام الفيدرالي.
المجال الجوي بؤرة توتر
ومن أبرز القضايا التي فجّرت هذا التصعيد، تمسّك الحكومة المركزية بالسيطرة الأحادية على خدمات الطيران وإدارة المجال الجوي، "رغم كونه موردًا وطنيًا يُفترض أن تُدار شؤونه بتوافق بين الحكومة الفيدرالية والولايات الأعضاء"، بحسب البيان.
وكشف الزعيمان ديني ومادوبي عن تقديم شكاوى رسمية إلى منظمة الطيران المدني الدولي، في خطوة تعكس رغبة الولايات في تدويل القضية للضغط من أجل إعادة التوازن في تقاسم السلطة.
تعديلات دستورية
ولم تقتصر الانتقادات على الملفات الإدارية، بل شملت أيضًا المسار الدستوري، حيث أعرب الزعيمان عما سماه "استياء بالغ" إزاء ما وصفاه بتعديلات أحادية الجانب أُدخلت على الدستور المؤقت دون مشاورات مع أصحاب المصلحة في النظام الفيدرالي.
وأشار البيان المشترك إلى أن هذا الموقف يعكس مخاوف جدّية من إعادة هندسة النظام السياسي بطريقة تُهمّش دور الولايات وتُعيد تركيز السلطة في مقديشو.
وفي خطوة لافتة، دعا البيان المجتمع الدولي إلى تجاوز القنوات الحصرية مع الحكومة المركزية، والتعامل المباشر مع الولايات الفيدرالية في القضايا ذات الصلة بتوزيع الموارد وبناء المؤسسات، وحذّر من أن استمرار تجاوزات الحكومة الفيدرالية سيُجبر بونتلاند وجوبالاند على ممارسة كامل صلاحياتهما المنصوص عليها في دساتيرهما الإقليمية، وهي رسالة سياسية تحمل في طياتها تهديدًا ضمنيًا بالتصعيد ما لم يتم احترام مبدأ التوافق والتقاسم العادل للسلطة.
تحولات محتملة
ويأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه المعارضة الصومالية، ممثّلة بمنتدى الإنقاذ الوطني، إلى تعزيز دورها في الساحة السياسية، وهو ما انعكس في ترحيب ديني ومادوبي بجهود المنتدى.
وبحسب متابعين للشأن الصومالي، يشير هذا التقارب بين ديني ومادوبي إلى إمكانية تشكّل جبهة سياسية موحّدة تضم قادة الولايات ومعارضي الحكومة الفيدرالية، ما يُنذر بتحولات كبرى في معادلة القوة السياسية في البلاد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز